الصومالية إلهان عمر: أول محجبة في الكونغرس.. ماذا تعرف عنها؟

أمريكا

الصومالية إلهان عمر: أول محجبة في الكونغرس.. ماذا تعرف عنها؟


13/11/2018

حققت إلهان عمر، الأمريكية من أصل صومالي، انتصاراً فريداً من نوعه في الولايات المتحدة الأمريكية، بفوزها، الأسبوع الماضي، بعضوية الكونغرس عن الحزب الديمقراطي لولاية مينيسوتا. وترتدي عمر الحجاب، وهي ثاني امرأة مسلمة في الكونغرس، بعد الأمريكية من أصول فلسطينية رشيدة طليب، التي فازت قبلها بساعات من ولاية ميتشغان.

اقرأ أيضاً: بعد سيطرة الديمقراطيين.. هل يفتح الكونغرس ملفات ترامب؟

ولدت إلهان عمر في الصومال عام 1982، وأمضت أربعة أعوام  في مخيم للاجئين في كينيا، قبل مجيئها إلى الولايات المتحدة وهي تبلغ 12 عاماً، لتعيش في ولاية مينيسوتا، منذ عقدين، وهي أم لثلاثة أطفال.

تخرجت عمر في جامعة ولاية داكوتا الشمالية، وبدأت مسيرتها السياسية في التوعية الصحية العامة لبرنامج الإرشاد الصحي في الجامعة. وخلال عام 2016 وفي عقدها الثالث أصبحت عمر أول امرأة صومالية أمريكية تفوز بمقعد في ولاية مينيسوتا.

التجربة السياسية

بدأت إلهان العمل في سن الرابعة عشرة كمترجمة، وفي عام 2012 عملت مديرة لحملة "كاري دزيدزيك" لعضوية مجلس شيوخ ولاية مينيسوتا عن الحزب الديمقراطي، ونجاح تلك الحملة هو ما رفع من رصيدها في أوساط الحزب، وأهّلها لتولي مهمات سياسية أخرى.

أصبحت إلهان العام 2016 أول امرأة صومالية أمريكية تفوز بمقعد في ولاية مينيسوتا

وفي عام 2016، دخلت التاريخ كأول مشرّعة أمريكية من أصل صومالي، عندما انتخبت عضواً في مجلس نواب ولاية مينيسوتا المحلي.

اقرأ أيضاً: "الإرهاب الأبيض": إلى متى تتجاهل أمريكا الخطر الأكبر على أمنها؟

ويكتسب فوز عمر أهمية أكبر في الوقت الراهن، نظراً  لتزايد خطاب الكراهية ضد اللاجئين والمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب قبل عامين؛ حيث ارتفعت موجة خطابات "الإسلاموفوبيا" منذ مجيئه للسلطة، وأفرز إقرار حظر السفر الذي أيّدته المحكمة العليا، على المسافرين من دول ذات أغلبية مسلمة، من بينها الصومال.

في لقاء تلفزيوني وصفت إلهان نفسها بأنها تمثل "حلم الأمريكيين"، في حين يمثل الرئيس دونالد ترامب "كابوساً لهم"

واجهت إلهان ضغوطات الإسلاموفوبيا، عندما تلقت في كانون الأول (ديسمبر) 2016، تهديدات من سائق سيارة أجرة كانت تستقلها أثناء زيارة إلى العاصمة واشنطن؛ إذ ضايقها حينذاك باستخدام لغة "مسيئة" و"معادية للإسلام"، حسب تعبيرها.

وكتبت وقتها على موقع "فيسبوك": "ركبت سيارة أجرة ثم تعرّضت لسخرية وتهديدات مقيتة ومعادية للإسلام، وضد المرأة وهي الأسوأ على الإطلاق. سائق سيارة الأجرة نعتني بداعشية وهدّد بإزالة حجابي عن رأسي. لا يمكنني أن أفهم كيف أصبح الناس يتجرأون على إظهار كراهيتهم تجاه المسلمين".

اقرأ أيضاً: "الخوف".. هل يغدو ترامب بطل "ووتر غيت" الجديدة؟

لم يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل واجهت إلهان هجمات عنصرية من صحافة اليمين المتطرف، مثل صحيفة "لورا لومر"، التي اتهمتها بصلتها بـ "الإرهابيين المسلمين".

وتقول إلهان: "عندما يسألني الناس عن من هو أكبر منافس لي، لا أذكر أسماء، بل أقول لهم إنها الإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأجانب وكره النساء، لا يمكننا السماح لحاملي هذه الأفكار بالفوز". وتعد عمر من المعارضين لسياسة ترامب، وقالت في وقت سابق إن "سياسة التخويف" التي يتبعها الرئيس الأمريكي، شجعتها على خوض غمار العمل السياسي والسعي للتغيير.

التغطية الصحفية ركزت على هوية إلهان عمر وأغفلت عن مشروعها السياسي

الطريق إلى الكونغرس

رغم أنّ نجم إلهان بزغ قبل عامين حينما فازت في الانتخابات  المحلية في ولاية مينسوتا، وأصبحت عضواً في المجلس التشريعي للولاية، إلأ أنّها حققت نجاحاً كاسحاً في الانتخابات النصفية التي جرت الثلاثاء الماضي في الولايات المتحدة، فقد حصلت على 80% من الأصوات مع وجود منافسة جمهورية لها في مينسوتا، لكن دائرتها التي ترشحت لمقعدها ديمقراطية خالصة؛ وهو ما أعطاها حظوظاً كبيرة بالفوز، خصوصاً أنها تمكنت خلال الانتخابات التمهيدية من التغلب على خمسة منافسين من الديمقراطيين، وحصدت تأييد 48% من أصوات الناخبين.

اقرأ أيضاً: هل يأتي يوم يحكم فيه الاشتراكيون أمريكا؟

وفي الوقت نفسه، فازت الفلسطينية الأمريكية رشيدة طليب في الدائرة الثالثة عشرة في ولاية ميتشغان ديمقراطية الهوى تاريخياً، وبفوز عمر عن مينيسوتا، أصحبت الاثنتان من أوائل النساء المسلمات في الكونغرس الأمريكي، وهو حدث تشهده الولايات المتحدة للمرة الأولى في تاريخها.

محجبة بالكونغرس

وخلال احتفالها أمام حشد من مناصريها بالفوز على منافستها الجمهورية جنيفر زيلنسكي، قالت إلهان إنّها أول امرأة ملونة تمثل ولايتها في الكونغرس، كما أنها أول مسلمة سترتدي الحجاب داخل الكونغرس، وأول مهاجرة ستدخله.

إلهان عمر ورشيدة طليب مسلمتان تفوزان بعضوية الكونغرس الأمريكي

وأضافت أنّ "ولاية مينيسوتا باردة جداً، لكن قلوب سكانها حافلة بالدفء والحنان. إنهم لا يفتحون أبوابهم للاجئين فحسب بل يرسلون هؤلاء اللاجئين إلى أعلى المناصب في واشنطن.

وقد احتفلت برقصة ديقراح الصومالية مع مقربين منها، إثر تأكد فوزها، بحسب النتائج الأولى. ونشرت على حسابها على "تويتر" الأربعاء، مقطعاً مصوراً وهي ترقص مع أنصار لها احتفالاً بالفوز.

 

 

يذكر أنّ عمر ليست المرأة المسلمة الأولى التي تدخل المجالس التشريعية الأمريكية، ولكنها الأولى التي تدخل تلك المجالس بالحجاب الذي يشكل رمزية كبيرة تثير الجدل في الولايات المتحدة.

إيملي ويت: معظم التغطية الصحفية لحدث انتخاب إلهان ركزت بشكل مبالغ فيه على هويتها وعلى كونها مولودة في الصومال

وبعد فوزها الأخير في الانتخابات النصفية أبدى الكثير من المهاجرين الأمريكيين الصوماليين مدى فرحتهم بهذا النجاح، فقد أعطتهم الأمل والإلهام، حسبما يشير اسمها "إلهان" الذي يرادف معنى "الإلهام" بالعربية، فقد مثلتهم على مستوى الدولة، وصوت لصالحها عشرات الآلاف من الأمريكيين الصوماليين في الانتخابات  التمهيدية والنصفية.

ويعلق على ذلك، الأستاذ بجامعة مينيسوتا، لاري جاكوبس "إنّ أصوات اللاجئين الصوماليين ليست سوى جزء من نجاح إلهان، خاصة وأن المجتمع الصومالي ليس كبيراً، فضلاً عن أن الأصوات قُسمت بين إلهان عمر ومرشح صومالي آخر. ولكن ما نجحت إلهان في فعله تمثّل في بناء ائتلاف يضم الناخبين الليبراليين سياسياً، والأشخاص الذين يعتقدون أنّ الحزب الديمقراطي يحتاج لأن يصبح أكثر تنوعاً".

توسيع ما هو ممكن سياسياً

في حديث عفوي قبل تصويت الانتخابات التمهيدية، قبل شهرين، قالت إلهان أمام حشد من الجماهير: "أنا من جيل الألفية، ولدي مثل سائر الطلاب ديون دراسية، كما أنني مستأجرة.. بالمختصر أنا شخص غير مستعد أو لا يستطيع حتى الآن شراء منزل". لقد كانت رسالتها بسيطة ولكنها مؤثرة بالنسبة للكثيرين. وتشير حملتها إلى أنها حققت زيادة بنسبة 37% في عدد الناخبين، مقارنة بأعداد من انتخبوها قبل عامين في انتخابات مجلس النواب بولاية مينيسوتا.

إلهان عمر ليست المرأة المسلمة الأولى التي تدخل المجالس التشريعية الأمريكية، ولكنها الأولى التي تدخل تلك المجالس بالحجاب

وفي سياق متصل بالحدث الانتخابي، تشرح الكاتبة الصحفية إيملي ويت في مقالة لها في "النيويوركر" أنّ معظم التغطية الصحفية لحدث انتخاب إلهان ركزت بشكل مبالغ فيه على هويتها، "وعلى كونها مولودة في الصومال، وجاءت إلى الولايات المتحدة عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، وهي لا تعرف من الإنجليزية سوى عبارتين فقط: "مرحباً" و"اخرس". وهذا الحديث المتكرر عن كونها أول صومالية أمريكية محتملة تصل إلى الكونغرس أدى إلى إغفال جوانب أخرى من مشروع عمر السياسي، ورغبتها في "توسيع ما هو ممكن سياسياً"، بما في ذلك إلغاء ديون الطلاب، ومنع السجون الخاصة، وزيادة عدد اللاجئين المقبولين في الولايات المتحدة، وقطع التمويل عن "الحرب الدائمة التي تخوضها أمريكا في الخارج"، ودعمها تمرير قانون وطني لحقوق المستأجرين، وقانون لوضع حد للعنصرية"، وهي مواقف نادراً ما تشير إليها الصحافة عندما تتحدث عن إلهان، حسب صاحبة المقال.

إلهان عمر تشارك في أغنية Maroon5 التي تحتفي بالمرأة

نجمة شعبية في مواجهة كابوس ترامب

وقبل شهرين وصفت وكالة "أسوشييتد برس" في تقرير لها إلهان عمر بأنّها "نجمة لا يمكن إنكارها"، لا سيما بعد ظهورها على غلاف مجلة "تايم"، وفي فيديو موسيقى لفرقة "Maroon5"، مؤخراً، يحتفي بالمرأة.

اقرأ أيضاً: انتخابات أمريكا.. قراءة اجتماعية

بعد فوزها بمقعد المجلس المحلي لمينيسوتا قالت عمر، في مقابلة مع "هافنغنتون بوست" الأمريكية، عام 2016 "في كثير من الأحيان، يُقال لك أن تكون أي أحد ما عدا أن تكون جريئاً. لكني أعتقد أنّ ذلك كان مهماً بالنسبة لي خلال ترشحي كشابة ومسلمة، ولاجئة مهاجرة أن أؤمن بإمكانية أنّ هويتي وكل ما عدا ذلك سيتلاشى في الخلفية، وأنّ صوتي كتقدمية متحررة قوية سيظهر للعيان... إذا كنت جريئة وأؤمن بذلك".

تمثل إلهان جيلاً من المهاجرين المسلمين الذين حققوا نجاحاً في بلادهم الجديدة

تأمل إلهان عمر باتباع مسار كيث إليسون، وهو أول مسلم أمريكي ينتخب للكونغرس. وفي لقاء تلفزيوني مع البرنامج السياسي الساخر الشهير"دايلي شو" وصفت إلهان نفسها بأنّها تمثل "حلم الأمريكيين"، في حين يمثل الرئيس دونالد ترامب "كابوساً لهم".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية