الطريق إلى سرت ليس مفتوحاً لأردوغان

الطريق إلى سرت ليس مفتوحاً لأردوغان


11/06/2020

منذ أن وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتفاقيته المثيرة للجدل مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج في نوفمبر من العام الماضي، كانت انظاره تتجه ليس الى طرابلس لأهميتها السياسية بل كانت طرابلس منطلقاً نحو البترول ومدينة سرت ذات الأهمية الاستراتيجية.

وعندما كانت تقارير الخبراء والمراقبين تشخص مساعي اردوغان باتجاه وضع اليد على مدينة سرت كانت وسائل دعاية الوفاق وحكومة اردوغان ترد التهمة بأن لا أطماع لتركيا في أي جزء من ليبيا.

أما اليوم وبعد التطورات الميدانية المتسارعة في الأزمة الليبية فإن أشد ما يشغل اردوغان هو مسابقة الزمن للوصول إلى سرت.

ولهذا لم يكن مستغربا أن يعلن عن ذلك صراحة بالتزامن مع اتصاله الهاتفي الأخير مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، مساء الاثنين، إن “أمريكا تتابع الوضع في ليبيا”.

ساعتها قال أردوغان، في تصريحات لقناة TRT التركية، أن ترامب أكد نجاح تركيا في مساعيها بليبيا، فيما روسيا غير راضية عن استعادة قوات حكومة الوفاق عدة مدن من الجيش الوطني.

وذكر أردوغان أن "مدينة سرت ومحيطها مهمة لوجود آبار النفط، وبعد ذلك ستكون العمليات أكثر سهولة، لكن وجود آبار النفط والغاز يجعل العمليات حساسة"، مشيرا إلى أن "عمليات السيطرة على قاعدة الجفرة مستمرة.. ومساعي تحرير سرت مستمرة".

واعتبر أردوغان أن روسيا هي الداعم الرئيسي لقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، وأنها منزعجة من تقدم تركيا وحكومة الوفاق على الأرض.

قوات الوفاق المدعومة تركيا ومرتزقة اردوغان استلموا الاشارة التركية لهم بتوجيه الانظار نحو سرت وقالت مصادر موثوقة  إن قوات الوفاق أعادت التمركز في منطقة مفرق النخلة غرب سرت، ويأتي ذلك وسط مقاومة يبديها الجيش الوطني الليبي مدعوما بالطيران، وفق تأكيد مسؤولين ليبيين.

وزير داخلية حكومة الوفاق، فتحي باشاغا اقتربت ميليشياته المُنطلقة من مصراتة من تخوم مدينة سرت، حيث توعد في تغريدات له بـ”السيطرة على مدينة سرت” رغم فشل ميليشياته في دخولها.

وكانت مصادر عسكرية قد كشفت عن أن أنقرة أرسلت فرقاطة من الدرجة الثالثة الى المياه الإقليمية الليبية.

وسيكون الهدف من الفرقاطة، بحسب المصادر، تقديم الدعم لحكومة الوفاق ضد الجيش الوطني خلال المعارك الدائرة في محيط سرت.

وتقاتل قوات الوفاق مدعومة بالمرتزقة السوريين للسيطرة على مدينة سرت، في وقت صرح فيه الرئيس التركي رجب أردوغان علناً أن "مدينة سرت ومحيطها مهمة لوجود آبار النفط، وبعد ذلك ستكون العمليات أكثر سهولة، لكن وجود آبار النفط والغاز يجعل العمليات حساسة".

وقالت مصادر عسكرية  أن مليشيات تابعة للوفاق مدعومة بمرتزقة اردوغان تقدمت في محاور جارف والساحلي والسبعة الى محيط  مدينة سرت.

وكانت قوات الوفاق المدعومة من تركيا، قد أعلنت عن إحكامها السيطرة على بلدة الوشكة ومواصلتها التقدم شرقا نحو مدينة سرت في محاولة يائسة لانتزاعها من قبضة "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر.

واستأنف الطيران التركي المسير، استهداف مدينة سرت بعد أقل من 24 ساعة من تكبد ميليشيات مصراتة خسائر فادحة أجبرتها على الانسحاب من المعركة والعودة إلى منطقة أبوقرين التي تبعد نحو 138 كلم غرب سرت.

ويؤكد تصدي الجيش الليبي للهجوم الذي شنته ميليشيات مصراتة على مدينة سرت بدعم من المرتزقة السوريين وإشراف عسكري تركي، أن انسحابه من مواقع غرب ليبيا جاء استجابة لضغوط الدول الحليفة له للبدء في محادثات 5+5 التي ترعاها البعثة الأممية في ليبيا، وينفي ما تواتر من أنباء بشأن تخلي حلفائه عنه وفي مقدمتهم روسيا.

وقال العميد الركن شرف الدين العلواني، الخبير العسكري الليبي في تصريح لموقع العين الإخباري، إن أردوغان يسعى للسيطرة على مدينة سرت نظرا لأهميتها الاستراتيجية وموقعها على البحر المتوسط إضافة إلى امتلاكها قاعدتين هامتين جوية وبحرية.

وتابع العلواني أن أهمية مدينة سرت العسكرية والاستراتيجية ترجع لخليج سرت الذي قد يقسم ليبيا نصفين، وكونها رأس مثلث الأقاليم الليبية الثلاث حيث تبعد عن الجنوب بطريق  280 كيلو متر إلى ودان ثم الجفرة بوابة الجنوب، ومثلهم تقريبا مع مصراتة غربا وطولا بوابة الهلال النفطي وإقليم برقة بمسافة 120كيلو متر فقط.

وأشار إلى أن السيطرة على سرت لأي من الطرفين تعني التحكم بمداخل الجنوب والشرق والسيطرة على النفط والغاز حقولا وتصديرا، لافتاً إلى أن سرت تعد بوابة الهلال النفطي في ليبيا ما يدفع الجميع للاستماتة عليها.

وحذر العلواني من أن تركيا قد تطور من المعركة بإنزال بحري بعد تهديد أردوغان باحتلال الهلال النفطي وسرت وأجدابيا.

وطالب الجيش الليبي باستنزاف العدو بالاستفادة من المساحة المفتوحة جويا بأكبر قدر ممكن، وحماية المحاور الجنوبية لمنع المليشيات من الالتفاف على القوات من جهة القداحية طريق النهر ابوهادي سرت.

لا شك أن الموقفين المصري والروسي يتناغمان في مسألة مهمة وهي أن التدخل التركي في ليبيا ليس شيكا على بياض ممنوح لأردوغان وإنما هنالك حدود وخطوط حمراء وتشكل مدينة سرت خطّا أحمر خطيرا في معادلة الصراع وهو ما تدركه انقرة جيدا وتدرك فحوى الرسالة التي وجهت اليها من خلال التحركات العسكرية  المصرية.

وامتدادا لذلك يسعى اردوغان للحديث مع الرئيس الروسي في اقرب وقت ممكن لغرض التفاهم حول سيناريو مدينة سرت قبل الاقدام على اية خطوة من شأنها اغضاب موسكو لكن الاخيرة لم تتح هذه الفرصة لأردوغان حتى الان بما يضعه في حيرة عن المستقبل.

عن "أحوال" التركية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية