العراق: الكاظمي يستعرض إنجازات حكومته وسط غضب شعبي

العراق: الكاظمي يستعرض إنجازات حكومته وسط غضب شعبي


16/03/2021

في الوقت الذي هدّد فيه متظاهرون في محافظة ذي وقار (جنوب العراق) بتمدد مطالبهم لتصل إلى الحكومة نفسها، في ظل سخط شعبي متزايد بسبب تردي الأوضاع المعيشية، كان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يستعرض ما استطاعت حكومته أن تؤديه خلال الفترة الماضية.

وقد برزت الاختراقات السياسية والدبلوماسية في عرض الحكومة ومساراتها، ولكن غاب تحقيق أيّ اختراقات في الملفين؛ المعيشي والأمني، وهما أكثر الملفات إلحاحاً على الساحة، في الوقت الذي يضاعف فيه الحراك الذي عاد إلى الشارع من التحديات أمام الحكومة، ويضع عراقيل إضافية في وجه الوفاء بالتحدي الأكبر والمتمثل في عقد الانتخابات البرلمانية، تمهيداً لتشكيل حكومة جديدة خلال العام الجاري.

وقد أكد رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح أنّ انتخابات العراق 2021 سوف تتم في موعدها المحدد في شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز".

وأضاف صالح: إنّ العراق بحاجة إلى حوار وطني لوضع العلاقة بين بغداد وأربيل في إطارها الصحيح، مؤكداً على اتخاذ الحكومة كافة الإجراءات لتسهيل عودة النازحين إلى مناطقهم التي تركوها خلال الحرب ضد تنظيم داعش.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي، خلال زيارته مقر وزارة الخارجية أمس: "يجب علينا جميعاً خلق خطاب وطني موحد، ننطلق منه إلى حوار أوسع على مستوى المنطقة لتأمين مصالح شعبنا والسلم والاستقرار الإقليميين".

 الكاظمي: لقد نجحنا في تطوير دبلوماسية نشطة خلال فترة هذه الحكومة، ونجحنا أيضاً في تخفيض عدد القوات الأجنبية بنسبة 60%

وأضاف الكاظمي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية: "لقد نجحنا في تطوير دبلوماسية نشطة خلال فترة هذه الحكومة، حيث فعّلنا الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، وانتقلنا نحو التركيز على التعاون الاقتصادي والدبلوماسي والثقافي، وقد نجحنا أيضاً بتخفيض عدد القوات الأجنبية بنسبة 60%.

وأكد الكاظمي "أنّ الدبلوماسية العراقية ساعدت العراق أيضاً على الخروج من الأزمة الاقتصادية، فقد تمّ تشكيل مجموعة التواصل الاقتصادي بدعوة منا، والتي وقفت بجانب العراق في أزمته الاقتصادية، وما زالت تقدّم الدعم لنا في مسار الإصلاح الاقتصادي وتطبيق الورقة البيضاء".

وتابع الكاظمي: "انفتحنا نحو جميع القوى الإقليمية والدولية، ما خلق انطباعاً إيجابياً عن العراق واستقراره السياسي والفرص التاريخية الكبرى له، وجاءت زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ضمن هذه الجهود، ليقدّم دعماً معنوياً كبيراً للعراق، ورسالة للجميع بأنّ العراق بيئة للتلاقي بين الأديان والحضارات، وأنه يتجاوز محنة الحرب والدمار الذي سببه داعش، وأنّ الشعب العراقي شعب محب للسلام وفخور بتنوعه الديني والاجتماعي والسياسي".

واستطرد الكاظمي: "لدينا مذكرات تفاهم واتفاقيات عدة عملنا عليها خلال هذه الفترة مع كل جيراننا العرب والإيرانيين والأتراك، رغم كل الخلافات الموجودة بين هذه القوى، وطرحنا فكرة المشرق الجديد ونعمل على تطبيقها من خلال إيجاد مصالح مشتركة واسعة بين العراق والأردن ومصر، من شأنها أن تخلق منطقة اقتصادية مزدهرة تنتفع منها جميع القوى في المنطقة ويلعب العراق فيها دوراً رئيسياً".

اقرأ أيضاً: البابا في العراق: فلتصمت الأسلحة وليكن الدين في خدمة السلام والأخوّة

وأضاف رئيس الوزراء العراقي: "لدينا علاقات متنوعة مع المملكة العربية السعودية وجميع دول الخليج الأخرى، وماضون باستثمارات عدة في مختلف القطاعات الزراعية والصناعية والطاقة، وأكملنا اتفاقية ربط السكك الحديدية بين العراق وإيران، ما سيربط العراق بشمال الصين ويخلق فرصاً اقتصادية واسعة له".

 

رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح قال: إنّ انتخابات العراق 2021 سوف تتمّ في موعدها المحدد في شهر تشرين الأول المقبل

 

وسعى الكاظمي منذ تشكيله الحكومة في أيار (مايو) من العام 2020 إلى تحقيق التوازن في العلاقات الخارجية للعراق، وفكّ ارتباطها السافر بطهران، وتحسين العلاقات مع دول الخليج وفي مقدمتها الجارة السعودية، فضلاً عن تحقيق توازن بين إيران والولايات المتحدة.

في غضون ذلك، واصل العراقيون تظاهراتهم أمس في عدد من المدن العراقية، واحتجّ المتظاهرون في عدد من محافظات وسط وجنوب البلاد على مشروع قانون المحكمة العليا الذي رأوا أنه يقوم على تكريس الطائفية عبر فرض "خبراء الفقه الإسلامي" ضمن عضوية المحكمة، معتبرين أنّ ذلك يفكك اللحمة الوطنية ويهدد السلم المجتمعي في البلاد، وطالبوا البرلمان بتعديله، بحسب ما أورده موقع "الحرّة".

وفي جنوب البلاد خرجت تظاهرات غاضبة في محافظات ذي قار والنجف وبابل للمطالبة بإقالة المحافظين وتحسين الأوضاع والخدمات المعيشية ومحاربة الفساد، وأغلق العشرات من المحتجين في الناصرية مصفاة ذي قار النفطية جنوب المدينة، ومنعوا دخول الموظفين، احتجاجاً على عدم تعيينهم في مؤسسات وزارة النفط، في وقت يخشى فيه مراقبون من أن تتسبب عملية إغلاق المصفاة في شحّ الوقود الذي يصل إلى المحافظة، والتي تعتمد كلياً على مصفاة الناصرية لتأمين احتياجاتها.

اقرأ أيضاً: العراق في مواجهة الميليشيات

وكانت محافظة ذي قار، جنوب العراق، قد شهدت احتجاجات مماثلة الشهر الماضي أدت إلى إقالة المحافظ ناظم الوائلي الذي اتهمه المتظاهرون بـ"الفساد وسوء الإدارة"، إلا أنّ المتظاهرين في ذي قار لم يعجبهم تكليف الكاظمي لرئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي، بتولي منصب المحافظ بدلاً من الوائلي، وواصلوا احتجاجاتهم رغم دعوات الكاظمي إلى التهدئة ومنح وقت للمسؤول الجديد.

اقرأ أيضاً: مخاوف أمريكية من اندلاع حرب أهلية في العراق... ما القصة

وفي النجف، تجددت الاحتجاجات الشعبية في محيط مبنى المحافظة للمطالبة بإقالة المحافظ لؤي الياسري، وحاول عشرات المتظاهرين الوصول إلى المبنى، قبل أن تتصدى لهم قوات مكافحة الشغب بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع، ما تسبب بإصابة 5 متظاهرين بجروح طفيفة، وفق الشهود.

وفي كركوك، شمال البلاد، قطع عشرات المتظاهرين طريق كركوك- أربيل، أمام مبنى مقر العمليات المشتركة احتجاجاً على تسليم المقر إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي غادر المحافظة بالتزامن مع عمليات فرض القانون في 2017.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية