العراق بوصفه جرحاً أبدياً حتى لسيناتور أمريكي!

العراق

العراق بوصفه جرحاً أبدياً حتى لسيناتور أمريكي!


06/05/2019

عادت المحاربةُ الجريحة، تامي داكويرث، إلى العراق قبل أيام ولكن كسيناتور أمريكي هذه المرة، غير أنّ الرعبَ الذي عاشته حين أسقطت طائرة هيلوكوبتر كانت تقلّها فوق بغداد 2004 ما أدى إلى بتر ساقيها، حلّ محله تحذيرٌ من الأوضاع الحالية في البلاد التي ستظل تلازمها كجرح أبدي.

داكويرث: الوجود العسكري الأمريكي "حديد التسليح في هيكل التحالف" وهذا يعني أنّ القوات الأمريكية لن تغادر بوقت قريب

مكتب داكويرث أوضح أنّ السيناتورة عن ولاية إلينوي ترأست وفداً إلى العراق وضم السيناتور جوني إيزاكسون (الجمهوري عن ولاية جورجيا) وأنجوس كينج (المستقل عن ولاية مين).

وقالت داكويرث إنّ أعضاء مجلس الشيوخ قاموا بالرحلة "لإظهار دعمنا لشعب العراق والتعبير عن أملنا في أن يكون العراق دولة مستقلة وقوية وحليفة وثيقة للولايات المتحدة لسنوات عديدة قادمة".

لاحقاً أوضحت "لقد تغير الكثير في العراق منذ أن تم إسقاط مروحية بلاك هوك التابعة للجيش الأمريكي ولكن لا تزال هناك بعض أكبر المشكلات. الإرهابيون يهددون استقرار البلاد. الحكومة تواجه تحديات هائلة. والولايات المتحدة تكافح من أجل مساعدة العراقيين على التماسك". هذا هو الانطباع الذي عادت به داكويرث من بغداد في زيارة التقت خلالها عدداً من القادة العسكريين الأمريكيين وكبار المسؤولين الحكوميين العراقيين وممثلين الهيئات والمنظمات الدولية.

تامي داكويرث

وقال زميلها في الوفد، السيناتور كينج، في بيان له "لمشاهدة السيناتورة داكويرث وهي تحلق مرة أخرى فوق الموقع حيث أسقطت طائرتها في عام 2004 كانت لحظة لن أنساها أبدا. أنا ممتنٌ للغاية لخدمتها، وخدمة جميع الرجال والنساء الذين تم نشرهم في العراق وفي جميع أنحاء العالم للحفاظ على سلامة أمريكا".

اقرأ أيضاً: العراق يحبط مخططاً لإعادة تشكيل خلايا داعش.. تفاصيل

لكن داكويرث عادت إلى واشنطن لـ "دقّ ناقوس الخطر بشأن المشاكل الملحة التي لم تحل في الحرب ضد تنظيم داعش الذي تهدد أمنهم (العراقيون) وأمننا" يكتب جوش روغين في "واشنطن بوست".

على حافة الهاوية

داكويرث قالت لمجموعة صغيرة من الصحفيين الأربعاء الماضي: "كانت المرة الأولى التي عدت فيها منذ إصابتي، لكن الأمر برمّته كان من أجل أن أعرف ما كان يحدث على الأرض، فالعراقُ على حافة الهاوية".

اقرأ أيضاً: العراق: 45 ألف طفل محرومون من حقوقهم لهذه الأسباب

وأوضحت السيناتورة الديمقراطية أنّ "الحكومة في بغداد تقصّر في الوفاء بالتزاماتها بضمان الأمن وتحقيق مزيد من الرخاء - وهي تحديات طويلة الأجل تحاول الولايات المتحدة تقديم المساعدة فيها، لكن المشكلة الأكثر إلحاحاً هي أنّ تنظيم داعش، بعد أن تراجع إلى حد كبير في سوريا، أصبح منتشراً ونشطاً مرة أخرى داخل العراق. عناصر داعش لم يعودوا يحتفظون بالأرض، لكنهم في كل مكان".

الحكومة العراقية احتجزت حوالي 30 ألفاً من أرامل وأطفال من جنود تنظيم داعش

وقالت داكويرث إنّ "الحكومة العراقية احتجزت حوالي 30 ألفاً من أرامل وأطفال من جنود تنظيم داعش القتلى ووضعتهم في "معسكرات الاعتقال" في الصحراء ، دون خطة لما يجب عليهم فعله بعد ذلك. من بين هؤلاء، هناك 10000 طفل دون سن الخامسة. هؤلاء هم أفراد عائلات العراقيين الذين كانوا من بين أتباع التنظيم الإسلامية المتشددين".

اقرأ أيضاً: دموية ولاية الفقيه في العراق

وتؤكد المشرّعة الأمريكية "يمر مقاتلو التنظيم إلى هذه المخيمات ويخروجون منها بحرية، ويدفعون معاشات الأرامل ويجندون الأطفال. وأثناء وجودهم هناك، يستفيد الإرهابيون من الغذاء والرعاية الطبية المجانية. هم يسمحون بأن يتم أسرهم ونقلهم إلى معسكرات حيث يستريحون وينشطون ويستخدمون تلك المخيمات كإعادة تنظيم لهم".

اقرأ أيضاً: الكشف عن ثروة خامنئي يستفز أحزاباً شيعية في العراق

تشدد داكويرث إنه يجب على الحكومة الأمريكية ممارسةُ المزيد من الضغوط على بغداد للتوصل إلى خطة حقيقية لكيفية إعادة دمج هؤلاء الأشخاص في المجتمع، مستدركة "ليس هو الشاغل الأمني المتنامي الوحيد الذي يحتاج إلى اهتمام عاجل. الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران تتجذر في المناطق التي كان يسيطر عليها السنّة قبل تولي التنظيم. إنّ عدم إحراز تقدم في إعادة الإعمار يغذي الفقر، والذي بدوره يغذي المزيد من التطرف".

تصف داكويرث الوجودَ العسكري الأمريكي بكونه "حديد التسليح في هيكل التحالف"

"سفكت دمي هنا أيضاً"

وتصف داكويرث الوجودَ العسكري الأمريكي بكونه "حديد التسليح في هيكل التحالف"، وهذا يعني أنّ القوات الأمريكية يجب ألا تغادر في وقت قريب. وقالت إنّ القادة العسكريين الأمريكيين على الأرض اعترفوا بأنهم لم تتم استشارتهم قبل أن يعلن الرئيس ترامب عن قراره بالانسحاب من سوريا، وبالتالي فهم لا يستطيعون طمأنة العراقيين بشكل موثوق بأنّ الولايات المتحدة ستظل موجودة في بلادهم. وأكدت أن جميع محاوريها العراقيين كان لديهم طلب واحد ثابت: "ألا تقوم الولايات المتحدة بالتخلي عنهم بعد أن قاتلوا ونزفوا كثيراً".

اقرأ أيضاً: إيران تنقل صراعها مع أمريكا إلى العراق بهذه الطريقة

وحين قال لها الرئيسُ برهم صالح "لقد سفك العراقيون الدماء لإنقاذ بغداد من داعش، وقاتلوا من أجل هذا البلد"، أبلغته "لكن تذكّر أنني سفكت دمي هنا أيضاً".

ويلفت المعلقون الأمريكيون في أحاديثهم إلى أنه "ينبغي على واشنطن الاستماع إلى داكويرث. يجب على الولايات المتحدة زيادة مشاركتها الدبلوماسية والاقتصادية في العراق، وإعلان التزامها طويل الأجل بأمن العراق ودفع حكومته للتأكد من أن جيلًا آخر من الشباب الأمريكيين والعراقيين لن يضطروا إلى مزيد من التضحيات".

اقرأ أيضاً: ما بين العراق والسعودية.. ثلاثة اتجاهات

كما وأوضحت "المقاتلة المخضرمة" أنها شعرت - ولا تزال - تشعر بواجب تجاه هؤلاء الجنود الذين أنقذوا حياتها، كونها عضواً في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، والمختصة بشؤون الدفاع المشترك والعمليات العسكرية واستحقاقات الأسرة العسكرية ونظام الخدمة، ما يسمح لها بمراقبة أوضاعهم على الأرض عن كثب.

وعن تجربتها تلك قالت "عندما كنت محاربة جريحة، ساعد رفاقي في إعادتي إلى عائلتي وعندما ذهبت هذه المرة، كانت لدي القدرة على مساعدة قواتنا والتأكد من أنها تعمل بشكل جيد"، دون أن تنسى التأكيد "يجب الحفاظ عل الوجود الأمريكي والدولي لمساعدة العراق على أن يكون مستقلاً وليس ملكاً لروسيا أو إيران أو الولايات المتحدة".

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي

موسم الحج إلى العراق

ولم تكاد طائرة وفد لجنة القوات المسلحة بالكونغرس برئاسة داكويرث تقلع من بغداد حتى حطت أخرى تحمل السيناتور في لجنة الشون الخارجية مت رومني، في رحلة وصفها المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة 2010 أنّها جاءت لكون "التحديات في العراق متصاعدة وجوهرية، خاصة بعد هزيمة داعش".

داكويرث: حكومة بغداد تقصّر في الوفاء بالتزاماتها بضمان الأمن وتحقيق الرخاء وهي تحديات تحاول أمريكا تقديم المساعدة فيها

وقال رومني بعد أن استقبله رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إن "مقاتلي داعش يعودون إلى بلادهم، لكنهم ما زالوا يحملون وجهات نظر متطرفة، والتي يقول القادة العراقيون إنها تمثل خطراً على البلاد".

وأضاف السيناتور عن ولاية يوتا "كان الأمن هو القضية الأولى التي تحدثنا عنها. المسألة الثانية كانت دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام. والثالثة هي  بناءُ علاقةٍ قوية مع جميع جيران العراق".

أخبر القادة العراقيون رومني أنّهم ما زالوا يعتقدون أنّ القوات الأمريكية وقوات التحالف جزءٌ حيويٌ من أي خطة أمنية في العراق، وعن هذا أوضح السيناتور المرموق المكانة "هناك سؤال في بعض أنحاء العالم حول ما إذا كان الوجودُ الأمريكي وقوات التحالف ضرورياً لتحقيق الاستقرار هناك أم لا؟ ما سمعناه من الأشخاص الثلاثة الذين تحدثنا معهم (رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، رئيس البرلمان) هو أنّ الوجودَ الأمريكي وعموم قوات التحالف ضروريٌ لضمان الاستقرار في البلاد. هناك إجماع قوي على أهمية ذلك الوجود هناك".

واستدرك رومني أنّ "القادة العراقيين أبدوا رغبتهم في إخضاع الميليشيات في ذلك البلد لسيطرة الحكومة حتى يتوقفوا عن العمل بشكل مستقل".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية