العراق: هل ينجح الصدر في إخلاء الشارع لمناصريه؟

العراق: هل ينجح الصدر في إخلاء الشارع لمناصريه؟


28/11/2020

قتل 4 أشخاص، على الأقل، بالرصاص وأصيب العشرات أمس في صدامات بين متظاهرين معارضين للحكومة وآخرين من مؤيدي رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في مدينة الناصرية في جنوب العراق، حسب مصادر طبية.

وتجمّع عشرات الآلاف من أنصار الصدر في الناصرية وبغداد، في استعراض للقوة السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقررة في حزيران (يونيو) المقبل.

وحاول بعضهم مهاجمة الحركات الاحتجاجية والمتظاهرين المعارضين للحكومة الذين ينصبون الخيام في ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

 

الناصرية تشهد اشتباكات بين متظاهرين معارضين للحكومة وآخرين من مؤيدي مقتدى الصدر

وحمّل الناشط البارز محمد الخياط أنصار الصدر المسؤولية عن العنف قائلاً: إنّ "صدريين مسلحين بمسدسات وبنادق حاولوا إخراجنا" من الساحة، مضيفاً: "نخشى أن يتصاعد العنف".

وأفادت مصادر طبية في المدينة بإصابة نحو 51 شخصاً، 9 منهم بالرصاص، مشيرة إلى مقتل 4 آخرين.

وشوهدت بقايا أغراض محترقة تعود للمتظاهرين المعارضين في ساحة الحبوبي التي سادتها الفوضى.

وتواصلت الصدامات مساء، بينما أفادت مصادر بأنّ كثيراً من خيم المتظاهرين أحرقت.

وتمثل الناصرية معقلاً رئيسياً لحركة الاحتجاج ضد الحكومة. كما شهدت المدينة إحدى أكثر الحوادث دموية منذ بدء الاحتجاجات، إذ سجلت سقوط أكثر من 30 قتيلاً في أعمال عنف رافقت التظاهرات في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي.

وقد مدّ رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي يده للمتظاهرين، ويسعى لتحقيق أحد أهم مطالبهم عبر إقراره انتخابات برلمانية العام المقبل.

وستجري الانتخابات وفق قانون جديد بدلاً من التصويت على اللوائح، إذ سيتم التصويت على الأفراد وتقليص نطاق الدوائر الانتخابية، لكن يتوقع أغلب المراقبين تأجيل موعد الاقتراع بضعة أشهر على الأقل، ويرجح خبراء أن يستفيد الصدر ومرشَّحوه من قانون الانتخابات الجديد.

الصدر يستعرض قوته السياسية في الناصرية وبغداد مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية

وحقق "الصدريون" نتائج متقدمة في انتخابات أيار (مايو) 2018، إذ حازوا على 54 من إجمالي 329 مقعداً في البرلمان ليشكّلوا أكبر كتله.

وقال مقتدى الصدر في تغريدة هذا الأسبوع: إنه يتوقع تحقيق فوز كبير في الانتخابات، وإنه سيدفع باتجاه أن يكون رئيس الوزراء المقبل من التيار الصدري لأول مرّة.

ودعا التيار الصدري إلى تنظيم تظاهرات أمس للمطالبة بمحاربة الفساد، لكنها تأتي أيضاً في سياق التحضيرات لانتخابات العام المقبل.

ورغم تفشي وباء كوفيد-19، أدى عشرات الآلاف صلاة الجمعة في ساحة التحرير ببغداد والشوارع المحيطة بها، وفق ما أفاد صحافيون.

ويواجه العراق أسوأ أزمة مالية منذ عقود إثر انهيار أسعار النفط في الأشهر الأخيرة، وبسبب التداعيات الاقتصادية لتفشي كوفيد-19. وعجزت الحكومة عن دفع رواتب موظفيها في موعدها.

ورفع أنصار التيار الصدري أمس أعلام العراق وصوراً لرجل الدين يظهر في بعضها وهو يرتدي لباساً عسكرياً، وهي تعود إلى فترة تزعمه تنظيم "جيش المهدي" المسلح. ولم يشارك مقتدى الصدر في التظاهرة ببغداد، وهو نادراً ما يظهر في تجمّعات عامة.

وردّد المتظاهرون هتافات وشعارات داعمة لمقتدى الصدر وكتلته السياسية، كما حملوا أعلام العراق في ظل إجراءات أمنية مشددة وانتشار كبير للقوات العراقية.

ولم تغب الشعارات المناوئة للوجود الأمريكي في المظاهرة الصدرية، حيث ردّد أنصار التيار شعار: " كلا كلا أمريكا".   

ويعمل التيار الصدري وكتلة "سائرون" على تحقيق مزيد من النفوذ في المشهد السياسي عبر دعم مكاسبه.

ويسعى الصدر ليكون اللاعب الأبرز في المشهد السياسي الحالي مستغلاً الاستحقاق الانتخابي، فقد دخل في السابق في صراعات مع المحتجين الرافضين للطبقة السياسية الموالية لإيران، كما انتقد في مرحلة معيّنة بعض الأحزاب التي تسير في الركب الإيراني.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية