العراق يمضي إلى بناء دولة دون الالتفات إلى تهديدات حلفاء إيران

 تمضي دولة العراق في خطواتها نحو تشكيل النظام الجديد بناءً على نتائج الانتخابات الأخيرة، بغضّ النظر عن العراقيل التي يضعها حلفاء إيران؛ بداية من انتهاج العنف ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وانتهاءً بإطلاق التهديدات بمقاطعة العملية السياسية التي لا يمكن أن تُقرأ هي الأخرى دون تهديدات مبطنة بالعنف.

اقرأ أيضاً: وزير الموارد المائية العراقي لـ"حفريات": سنحاكم إيران لقطعها المياه عنا

وفي رسالة تأكيد على إصرار الدولة المضي في طريقها الإصلاحي، وتحدّي العنف، جال الكاظمي اليوم بين المواطنين في منطقة الصدر، التي ينتمي إليها التيار الصدري صاحب المركز الأول في الانتخابات، ودعا لإطلاق حملة لإعادة إعمارها.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع): إنّ "رئيس مجلس الوزراء أجرى جولة راجلة في أحياء مدينة الصدر وشوارعها شرقي بغداد، التقى خلالها عدداً من المواطنين الذين هنّؤوا الكاظمي بالسلامة والنجاة من الاعتداء الإرهابي الآثم الذي استهدفه"، لافتاً إلى أنّ "الكاظمي أجرى جولة في شارع الفلاح وسط مدينة الصدر، واطّلع على سير أعمال التأهيل والإكساء والتبليط التي باشرت بها أمانة بغداد والدوائر الخدمية، واستمع لاحتياجات المواطنين ومطالبهم، ووقف على مستوى الخدمات المقدّمة لهم".

الكاظمي: العمل يجب أن يستمر لإعادة إعمار مدننا التي تعبت من الفساد وسوء الإدارة والصراعات والحروب العابثة

وفي السياق ذاته، قال الكاظمي في تغريدة عبر تويتر: "لقد آن الأوان ليتحد جميع العراقيين لبناء الوطن".

وأضاف الكاظمي: "اللقاء مع أهلنا الطيبين الكرماء في مدينة الصدر ودار العطاء للمسنين في الرشاد، كان مثار سعادتي واعتزازي وبلسماً للجراح". وأضاف: "إنّ العمل يجب أن يستمر لإعادة إعمار مدننا التي تعبت من الفساد وسوء الإدارة والصراعات والحروب العابثة".

في السياق ذاته، بحث رئيس الوفد التفاوضي للتيار الصدري اليوم الخميس مع وفد الاتحاد الوطني الكردستاني تنسيق المواقف في المرحلة المقبلة.

اقرأ أيضاً: عائلات مغربية تناشد الملك لإعادة أبنائها من سوريا والعراق.. ما علاقة داعش؟

وذكر مراسل الوكالة الرسمية للأنباء العراقية: أنّ "رئيس الوفد التفاوضي للتيار الصدري حسن العذاري استقبل وفد الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة خالد شواني". 

وأوضح أنّ "المفاوضات بدأت بين الجانبين للتوصل إلى تفاهمات حول تنسيق المواقف في المرحلة المقبلة".

يأتي ذلك في وقت هدد فيه رئيس ميليشيا "تحالف الفتح" هادي العامري بمقاطعة العملية السياسية بالعراق بالكامل، إذا صُدّق على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي يصفها تحالفه بـ"المزوّرة".

وقال العامري في بيان: إنه "وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني أبديا رفضهما الكبير للتلاعب في نتائج الانتخابات"، مؤكداً: "لن نقبل بفرض الإرادات، وقد نلجأ لمقاطعة العملية السياسية بالكامل، إذا لم تُعالج الطعون بشكل حقيقي وجاد".

اتهم زعيم الميليشيا العراقية الموالية لإيران ممثلة الأمم المتحدة بأنها "تتحكم بالمفوضية العليا للانتخابات، ولها دور سلبي وتدخلات خارج نطاق عملها

واتّهم زعيم الميليشيا العراقية الموالية لإيران ممثلة الأمم المتحدة بأنها "تتحكم بالمفوضية العليا للانتخابات، ولها دور سلبي وتدخلات خارج نطاق عملها"، مدّعياً أنّ "الإرباك والتخبط بعمل المفوضية سبب رئيسي بالأزمة السياسية الحالية".

الانتخابات نزيهة 

وفي الوقت الذي تزعم فيه الميليشيات التابعة لإيران تزوير الانتخابات، في ظلّ عجزهم عن الحصول على الأغلبية، إذ حلّوا في المركز الثالث، أكدت الجهات القضائية نزاهة الانتخابات.

وأكد رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي الدكتور فائق زيدان أنّ "تزوير الانتخابات إلى الآن لم يثبت، وأشار إلى استمرار التحقيق بملفي اغتيال رئيس الوزراء، واستهداف المتظاهرين في محيط المنطقة الخضراء.

وقال زيدان في مقابلة مع وكالة الأنباء العراقية (واع): "إنّ تزوير الانتخابات إلى الآن لم يثبت بدليل قانوني معتبر". 

اقرأ أيضاً: قائد فيلق القدس الإيراني في العراق بعد محاولة اغتيال الكاظمي... لماذا؟

وأضاف زيدان: "إنّ التحقيق بقتل المتظاهرين في محيط المنطقة الخضراء الجمعة الماضية مستمر، وبانتظار انتهاء أعمال اللجنة التحقيقية التي شكّلها رئيس الوزراء لعرضها على الهيئة القضائية". 

وأوضح أنّ "ملف التحقيق بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لدى اللجنة المشكلة من قبل رئيس الوزراء، ولم يُعرض إلى الآن على القضاء، وما يزال في مراحله الأولى". 

وبشأن الحديث عن طرح اسمه كمرشح لرئاسة الحكومة الجديدة، تابع القاضي زيدان أنه "في أكثر من مناسبة رفض تولي أيّ منصب خارج العمل القضائي". 

وأشار إلى أنّ "جهود القضاء في مجال مكافحة الفساد وملف المخدرات تتناسب تناسباً طردياً مع جهات التحقيق التابعة لهيئة النزاهة بخصوص مكافحة الفساد، ووزارة الداخلية بشأن ملف المخدرات؛ بمعنى أنّ أيّ جهد إيجابي يبذل بهذا الخصوص من هذه الجهات سوف يلقى التفاعل نفسه من القضاء"، مبيناً أنّ "إحصائية بعدد الأوامر الملقى عليهم والصادرة بحقهم أوامر بتهم فساد لدى هيئة النزاهة". 

رئيس مجلس القضاء الأعلى: تزوير الانتخابات إلى الآن لم يثبت، والتحقيق مستمر بملفي اغتيال رئيس الوزراء واستهداف المتظاهرين في محيط المنطقة الخضراء

وفي ملف آخر، نوّه رئيس مجلس القضاء الأعلى إلى أنّ "البوابة الإلكترونية تساهم في تخفيف إجراءات الزواج والقضاء على حالات الفساد وتشجيع من يرغب بالزواج اللجوء إلى المحاكم بدل الزواج خارج المحكمة".

وأشار إلى أنه "تمّ إعداد خطط وبرامج مختلفة الاختصاصات لتطوير القضاء، على مستوى الكادر الإداري والقضائي، وأبنية المحاكم، وإدخال الوسائل الإلكترونية في تقديم الخدمة للمواطنين".