الفلسطينيون يتحدون تهويد مقدساتهم بـ "الفجر العظيم"

فلسطين

الفلسطينيون يتحدون تهويد مقدساتهم بـ "الفجر العظيم"


05/03/2020

في الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال الإسرائيلي لتهويد المسجد الأقصى المبارك، وقمع المصلين واعتقال المرابطين، ومحاولاته للاستيلاء على الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، انطلقت حملة "الفجر العظيم"، لحثّ الفلسطينيين بالضفة الغربية ومدينة القدس، على أداء صلاة الفجر يوم الجمعة في المسجدين للوقوف في وجه دولة الاحتلال، وإحباط كافة محاولاتها.

اقرأ أيضاً: القضية الفلسطينية بين الاستغلال والابتزاز
ويتجول الشبان الفلسطينيون في مدينتي الخليل والقدس، لدعوة المواطنين لأداء صلاة فجر الجمعة في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، والتجمهر بعد انتهاء الصلاة، لإيصال رسالة للاحتلال الإسرائيلي مفادها؛ أنّ الشعب الفلسطيني لن يقبل أن تدنّس المقدسات الإسلامية والمسيحية.

انطلقت حملة "الفجر العظيم" للوقوف في وجه دولة الاحتلال
ولم تقتصر حملة "الفجر العظيم" على مدينتي "القدس والخليل"، بل انتشرت بشكل واسع في كافة المدن الفلسطينية، في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ حيث تتعالى هتافات المصلين بعد انتهاء الصلاة، فتعد تلك الحملة بداية صراع جديد مع الاحتلال الإسرائيلي للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين.

اقرأ أيضاً: هل فقد الفلسطينيون الحشد وعليهم أن يقبلوا بصفقة القرن؟
وأدّى تعاظم احتشاد المصلين في مدن الضفة الغربية، ومدينة القدس في صلاة الفجر، يوم الجمعة، لدعم المقدسات الإسلامية والدفاع عن المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي، إلى إحداث حالة من الإرباك لدى الاحتلال، الأمر الذي دفعه إلى إبعاد الشيخ عكرمة صبري، وأعداداً كبيرة من المرابطين عن المسجد الأقصى، والتضييق على المصلين أثناء الذهاب إلى المساجد، بذريعة التفتيش الأمني، وملاحقة الشباب الناشطين في الحملة، ووضع الحواجز لمنع توافد المصلين نحو صلاة الفجر.

أبو سنينة لـ "حفريات": الحرم الإبراهيمي من أبرز المعالم الإسلامية في مدينة الخليل، ويسعى الاحتلال للسيطرة عليه بشكل كامل

ومنذ 20 عاماً؛ يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى عزل الفلسطينيين عن المسجد الأقصى، ففي عام 2000 تم منع سكان قطاع غزة من الوصول إلى المسجد والصلاة بداخله، وعام 2003 تمّ بناء جدار الفصل العنصري لعزل سكان الضفة الغربية عن مدينة القدس المحتلة، ليجدوا صعوبة في وصولهم إلى المسجد الأقصى، وعزلهم عنه بشكل كامل.
ولم تكن حملة "الفجر العظيم"، التي انطلقت مطلع عام 2020، هي الأولى للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، فقد انطلقت هبات فلسطينية سابقة، مثل: "هبّة القدس عام 2015، ثم هبّة باب الأسباط 2017، وهبّة باب الرحمة 2019".
التصدي للاحتلال الإسرائيلي
وفي هذا السياق؛ يقول وزير شؤون القدس السابق، خالد أبو عرفة، لـ "حفريات" إنّ "الاحتلال الإسرائيلي يمارس بطشه بحقّ الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، ويخطط لتقسيم المسجد الأقصى وتهويده، والاستيلاء بشكل كامل على الحرم الإبراهيمي، دون اعتبار لمشاعر المسلمين في كافة بقاع الأرض، لذلك كان من الضروري التصدي له لعدم التمادي بذلك".

انتشرت بشكل واسع في كافة المدن الفلسطينية، في الضفة الغربية وقطاع غزة
ويضيف: "تعدّ مبادرة "الفجر العظيم" خطوة جيدة لحثّ الناس على الاحتشاد داخل المساجد في صلاة الفجر، لإظهار قوتهم ومدى استعدادهم لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والدفاع عن مقدساتهم من التهويد، والتقسيم الزماني والمكاني؛ حيث إنّ أكثر شيء يقلق ويخيف المحتل هو عمارة الناس بالمساجد".

اقرأ أيضاً: مصانع أدوية فلسطينية تتحدى القيود الإسرائيلية وتصدّر إلى الخارج
ويواصل حديثه: "حملة "الفجر العظيم" كانت بقرار شعبي فلسطيني؛ حيث إنّ المشاركين بتلك الحملة عبروا عن رفضهم لكافة محاولات التهويد، وتصفية القضية الفلسطينية، والتي كان آخرها إعلان الإدارة الأمريكية لـ "صفقة الفرن"، فكان الردّ الشعبي حاسماً وقوياً، وبدّد كافة أوهام الاحتلال وشركائه".
استمرار المعركة
ويرى أبو عرفة أنّ انخراط الآلاف من الفلسطينيين في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، والحرم الإبراهيمي، من خلال المشاركة في الحملة الشعبية الواسعة، "بمثابة رسالة للاحتلال الإسرائيلي بأنّ المعركة ما تزال مستمرة، وأنهم مستعدون لتقديم الغالي، والنفيس في سبيل حماية مقدساتهم من المحتل، والتصدي لصفقة القرن".

إقامة صلاة الفجر داخل المسجد الأقصى ضمن حملة "الفجر العظيم"، يؤدي إلى منع جنود الاحتلال من اقتحامه

ويبين أنّ انتشار حملة "الفجر العظيم" في كافة مساجد الضفة الغربية وقطاع غزة، واحتشاد آلاف المصلين لأداء صلاة الفجر جماعة، يدل على نجاح تلك الحملة، وكشف رغبة الناس في التغيير، وعمق الخير الموجود داخلهم، إضافة إلى إعادة دور المساجد في مواجهة الاحتلال.
ويفيد وزير شؤون القدس السابق بأنّ "انتفاضة الحجارة" عام (1987)، عُرفت أيضاً باسم "انتفاضة المساجد"، وأغلقت السلطات الإسرائيلية عدداً كبيراً من المساجد في الضفة الغربية وقطاع غزة، خلال تلك الفترة، لأنّها كانت نقطة انطلاق الشبان للتظاهر بوجه جنود الاحتلال.

توزيع الحلوى على المشاركين في حملة الفجر العظيم
ويشير إلى أنّ إقامة صلاة الفجر داخل المسجد الأقصى ضمن حملة "الفجر العظيم"، يؤدي إلى إشغال المسجد من الصباح الباكر، الأمر الذي يمنع جنود الاحتلال من اقتحامه.
رغم ابتعاد منزل المواطن المقدسي، أحمد سعد الدين، عن المسجد الأقصى، إلا أنّه يقطع مسافة كبيرة للوصول إلى المسجد، والمشاركة في "حملة الفجر العظيم".
وأد محاولات التهويد
ويقول في حديثه لـ "حفريات": "نتواجد فجر كلّ يوم جمعة داخل باحات المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر، للتأكيد على هوية المسجد الإسلامية العربية، ووأد كافة محاولات الاحتلال الإسرائيلي، لتهويده وعزله وتغيير ملامحه، من قِبل جماعات الهيكل الصهيونية".

اقرأ أيضاً: هل يتبرأ الفلسطينيون من الاتفاقيات مع إسرائيل؟
ويضيف: "يحاول جنود الاحتلال الإسرائيلي منعنا من الوصول إلى المسجد الأقصى، وعرقلة سير الباصات التي تنقلنا، والتنكيل بنا أثناء التفتيش على الحواجز، والاعتداء علينا بالضرب لثنينا عن المشاركة في الحملة، لكنّ ذلك لم يمنعنا من الاستمرار والدفاع عن مقدساتنا، وسنصمد لتحقيق الرهان في تلك المعركة".

مساجد فلسطيينة تشارك في حملة الفجر العظيم
أما محمد أبو سنينة، من سكان مدينة الخليل؛ فهو الآخر يحرص على المشاركة في حملة "الفجر العظيم" وأداء صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي، للتصدي لمحاولات الإسرائيلي في الاستيلاء عليه.
ويقول أبو سنينة لـ "حفريات": "يعدّ الحرم الإبراهيمي من أبرز المعالم الإسلامية في مدينة الخليل، ويسعى الاحتلال للسيطرة عليه بشكل كامل، لذلك نشارك بحملة الفجر الكبير، ونتدافع لأداة صلاة الفجر في جميع الأيام، خاصة يوم الجمعة، حيث يأتي المصلّون من كافة مناطق مدينة الخليل وخارجها، للتأكيد على هويته الإسلامية".

اقرأ أيضاً: وثيقة فلسطينية ترصد 300 تجاوز قانوني في "صفقة القرن"
ويضيف: "منذ انطلاق الحملة والاحتلال الإسرائيلي يحاول إقصاءها من خلال الممارسات العنصرية، والتضييق والاعتقال، وإغلاق بعض محلات الحلويات، التي شاركت بتوزيع الحلوى على المصلين، لكنّ هذا زاد إصرارانا على مواصلة حملة "الفجر العظيم"، لتشمل كافة المدن الفلسطينية، وبعض المدن العربية، مثل العاصمة الأردنية عمّان".
ويتابع: "استطعنا من خلال الحملة الشعبية الواسعة مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ومنعه من تنفيذ مخططاته، وسوف نواصل ذلك لمنع كافة المخططات، وعلى رأسها "صفقة القرن"، ونتمنى أن تتوحد الصفوف الفلسطينية، لتحقيق المصالحة بين طرفي الانقسام، لتتضافر جهودنا سوياً، ونكون يداً واحدة في وجه الاحتلال، لأنّ الوحدة تعبّر عن القوة".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية