المادة التي نكبت بيروت وتسببت في انفجار المرفأ.. تعرف على نترات الأمونيوم‎

المادة التي نكبت بيروت وتسببت في انفجار المرفأ.. تعرف على نترات الأمونيوم‎


05/08/2020

تُشير التحقيقات الأولية إلى أنّ الانفجار الذي هزّ بيروت يوم أمس، وتسبّب في وفاة ما يزيد عن 100 شخص، وإصابة حوالي 4000 شخص فضلاً عن عشرات المفقودين، ناجم عن شحنة من نترات الأمونيوم تُقدّر بنحو 2750 طناً، كانت مُخزّنة منذ 6 أعوام في أحد مستودعات مرفأ بيروت دون إجراءات وقائية.

نجم الحادث عن انفجار نحو 2750 طناً من نترات الأمونيوم، كانت مُخزنة في أحد مستودعات مرفأ بيروت دون إجراءات وقائية

وشهد التاريخ الإنساني عدة انفجارات أخرى تسببت بها هذه المادة الكيميائية وأودت بحياة المئات وتسببت بدمار وخراب شامل، ما دفع الكثير من دول العالم إلى التخلي عن استخدامها لخطورتها وإمكانية إساءة استخدامها.

فما هي هذه المادة؟

نترات الأمونيوم (Ammonium nitrate) عبارة عن مادة كيميائية متاحة تجارياً على شكل مادة بلورية، وتستخدم في أغراض عدة منها صنع الأسمدة والمتفجرات وإنتاج المضادات الحيوية، كما تُستخدم أيضاً في صناعة أعواد الثقاب والألعاب النارية.

ونترات الأمونيوم (NH4NO3) هي مادة قابلة للذوبان في الماء ولا يمكن أن تحترق بسهولة إلا إذا كانت ملوثة بمواد قابلة للاشتعال، وتنتج أكاسيد النيتروجين السامة حال احتراقها.

نترات الأمونيوم

وتُعدّ مادة الأمونيوم مكوناً أساسياً في تصنيع متفجرات "ANFO" أو "زيت الوقود" التي تستخدم في قطاعات التعدين والمحاجر والبناء المدني وتُشكّل 80 بالمئة من المتفجرات المُستخدمة في أمريكا الشمالية، وفق ما أورد موقع سكاي نيوز.

وتتفاعل نترات الأمونيوم على درجة حرارة تبلغ 200 درجة مئوية، لينبعث منها "النيتروجين"، وهي غازات ملوثة تصدر عادة من عوادم السيارات والمصانع بشكل يومي، لكن ما يجعلها أكثر ضرراً هو حجم الغاز المُنبعث في زمن قصير، الأمر الذي قد يُسبّب مشاكل صحية كالصداع وضيق التنفس أو ألم في الحلق أو سعال.

اقرأ أيضاً: انفجار لبنان.. كارثة تذكر اللبنانيين ببشاعة الحروب والبحث عن مفقودين في الظلام

وقد توقفت العديد من دول العالم عن استخدام هذه المادة في التطبيقات الاستهلاكية، نظراً للمخاوف المُتعلّقة باحتمالية إساءة استخدامها.

وتتواجد نترات الأمونيوم في الطبيعة بوصفها معدناً طبيعياً في المناطق الجافة مثل صحراء أتاكاما في تشيلي، وعادة ما تتواجد على شكل قشرة على الأرض أو بجانب نترات أخرى مثل الأيودات ومعادن الهاليدات.

وتُدرج نترات الأمونيوم ضمن المتفجرات التي تقترب من أصناف المتفجرات السريعة، وتقع السرعة الانفجارية لنترات الأمونيوم بين 2500 و2700 متر في الثانية، وفقاً للتصنيفات المعتمدة من قبل إدارات الدفاع المدني.

توقفت العديد من دول العالم عن استخدام هذه المادة في التطبيقات الاستهلاكية، نظراً للمخاوف المُتعلّقة باحتمالية إساءة استخدامها

ليست المرة الأولى

لم يكن انفجار بيروت، يوم أمس، الانفجار الوحيد الناجم عن هذه المادة؛ إذ وقع انفجار كبير عام 1921 في أوبباو الألمانية، حيث أودى اشتعال حوالي 4500 طن من خليط "الأمونيوم سلفيت" و"الأمونيوم نيتيريت" في أوبباو، بحياة ما يزيد عن 500 ألماني وأدى لأضرار بلغت حوالى 7 ملايين دولار. 

وتكرّرت المأساة في ميناء تكساس عام 1947، حيث وقع واحد من أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ، بعد اندلاع نار في سفينة فرنسية مُحمّلة بأكثر من 2000 طن من هذه المادة، ما أدى على الفور لانفجار أودى بحياة 581 شخصاً على الأقل.

اقرأ أيضاً: خبراء: 3 أزمات جديدة تحاصر اقتصاد لبنان بعد انفجار بيروت

واستخدم الجيش الجمهوري الإيرلندي في المملكة المتحدة قنابل الأسمدة التي تُصنّع من الأمونيوم مرات عدة؛ ففي عام 1992 انفجرت قنبلة أسمدة وزنها طن في مبنى في لندن ممّا أسفر عن مقتل 3 أشخاص، كما استخدم الجيش الجمهوري الإيرلندي قنبلة أسمدة أخرى في تفجير آخر في لندن عام 1993، حيث عمد إلى إخفائها في شاحنة صغيرة، وأدى الانفجار حينها إلى مقتل شخص وإصابة 40 آخرين.

وفي مدينة أوكلاهوما بالولايات المتحدة، استهدفت قنبلة أسمدة مبنى عام 1995 وقتلت 168 شخصاً، وقد أُعدم منفذ الهجوم الرئيسي فيما سُجِن متعاون معه مدى الحياة.

كما وقع انفجار آخر في تولوز الفرنسية عام 2001، في معمل للأسمدة الزراعية، التي تعد مادة "نترات الأمونيوم" مكوناً أساسياً في تصنيعها، ما أدى إلى سقوط 29 قتيلاً، فيما بلغ عدد الجرحى الآلاف. 

الصفحة الرئيسية