الملف النووي الإيراني يدفع طهران إلى المبالغة في رسم قوتها

الملف النووي الإيراني يدفع طهران إلى المبالغة في رسم قوتها


02/09/2021

تسعى إيران إلى المبالغة في رسم قوتها، والتأكيد على قدرتها في مواجهة واشنطن  وإسرائيل، على الرغم من الأزمة الاقتصادية الكبيرة والتحديات التي تواجهها والتغيرات في المنطقة، ولكنها تعتبر أنّ تلك المبالغات أو الندية على طاولة المفاوضات هي السبيل للحصول على عودة أمريكية ترفع العقوبات عنها، ولا تحمّلها الكثير.

وقد توقفت المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في فيينا منذ شهور، في البداية بسبب رفض طهران اشتراط الولايات المتحدة الربط بين الاتفاق النووي وغيره من الملفات الإقليمية التي تلعب طهران دوراً فيها، ثم في ظل التغيرات السياسية في طهران وانتخاب نظام جديد ينتمي إلى التيار المتشدد، تصبح توقعات التفاوض معه وفرص نجاحه أصعب.

اقرأ أيضاً: ماذا قال وزير الخارجية السعودي عن سلاح إيران النووي وعن الصين والاتفاق الإبراهيمي؟

وبعدما تجاهلت طهران أكثر من مرّة دعوة مسؤولين أمريكيين، على رأسهم بايدن، إلى العودة والانخراط في المفاوضات المتوقفة، ومع رد طهران أنها لن تسمح بأن تكون المفاوضات استنزافاً للوقت، ومع إعلان وكالة الطاقة الدولية عن رفع طهران نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، لم يجد الرئيس الأمريكي بدّاً من تغيير لهجته نحو إيران.

فقد قال الرئيس الأمريكي خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينت في 27 آب (أغسطس) الماضي: إنه "إذا لم تنجح الدبلوماسية في حل الأزمة النووية الإيرانية، فإنّ أمريكا مستعدة للتحول إلى خيارات أخرى".

وردّت طهران على ما عدته تهديداً من الولايات المتحدة بتهديد مماثل، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية خطيب زاده، في 30 آب (أغسطس) الماضي: إنّ طهران تسعى عبر محادثات فيينا لتفعيل الاتفاق النووي، وإذا فشلت هذه المفاوضات، فكل الأطراف لديها خيارات أخرى.

وأوضح أنّ تغيير النظام السياسي في طهران لا يعني تغيير المواقف السيادية، في إشارة إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي.

 

وزير الخارجية الإيراني: إنّ قرار التفاوض وما يرتبط به لا يمكن اتخاذه إلا من خلال حكومة نهائية ومستقرة في البلاد

 

وأعلنت طهران أنها ستحتاج إلى نحو شهرين حتى تنخرط في المفاوضات من جديد، في تسويف يرفع حدة التوترات، ويصوّر طهران بأنها غير متعجلة من أمرها، ويتيح لها الوقت لتوطيد أركان الحكومة الجديدة.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: إنّ تشكيل الحكومة الجديدة في إيران يحتاج إلى ما يتراوح بين شهرين إلى 3 أشهر، حتى تصل البلاد إلى مرحلة تشكيل حكومة راسخة وثابتة، لافتاً إلى أنّ الأطراف الأخرى في عملية التفاوض في فيينا تدرك هذه القضية.

وأشار عبد اللهيان إلى أنّ قرار التفاوض وما يرتبط به لا يمكن اتخاذه إلا من خلال حكومة نهائية ومستقرة في البلاد، وذلك في لقاء عقده مع وسائل إعلام محلية، تزامناً مع مواصلة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي تشكيل حكومته الجديدة، التي ستتولى إدارة البلاد خلال الأعوم الـ4 القادمة.

اقرأ أيضاً: لا أمريكا ولا روسيا مع إيران نووية!

في غضون ذلك، اعتبر المحلل السياسي ميلاد هدايتي أنّ الحكومة الإيرانية الجديدة بدأت بالمناورة في قضية العودة إلى المفاوضات بحجة تشكيل الحكومة الجديدة، لافتاً إلى أنّ الهدف الحقيقي من تأجيل الانخراط في ملف التفاوض قد يعود إلى منح الحكومة الجديدة فرصة لمحاولة كسب المزيد من أوراق الضغط، من خلال القيام بالمزيد من الأنشطة التصعيدية في المنطقة، تحديداً في ظل ما تشهده أفغانستان حالياً من توتر وأزمة أمنية.

ولفت هدايتي، بحسب المصدر ذاته، إلى أنّ العالم كله رأى أولى نتائج وصول غلاة المتشددين إلى السلطة في إيران، ممثلين "برئيسي"، من خلال ما جرى في مياه الخليج قبل نحو شهر من عمليات قرصنة للسفن التجارية، مشدداً على أنّ الحكومة الجديدة تسعى للدخول بزخم أكبر من سابقتها إلى المفاوضات.

يشار إلى أنّ البرلمان الإيراني صوّت في 25 آب (أغسطس) الماضي على تعيين بعض الوزراء في حكومة رئيسي، في مقدمتهم عبد اللهيان، الذي أكد في وقت سابق أنه سينتهج في عمله داخل وزارة الخارجية سياسة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.

تعزيز القوة العسكرية

وبالتزامن، أزاحت القوات المسلحة الإيرانية اليوم الأربعاء الستار عمّا قالت إنهما "إنجازان جديدان" في مجال كشف الأهداف المعادية وتدميرها.

وبحضور قائد قوات الدفاع الجوي العميد علي رضا صباحي فرد كشف الجيش الإيراني عن مشروع "البرز"، وهو رادار ثلاثي الأبعاد، يستطيع اعتراض ورصد الأهداف بعيدة المدى، وذات المقطع العرضي المنخفض للرادار، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم".

 

الهدف الحقيقي من تأجيل الانخراط في ملف التفاوض قد يعود إلى منح الحكومة الجديدة فرصة لمحاولة كسب المزيد من أوراق الضغط

 

وحسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس"، فإنّ الحد الأقصى للرادار يبلغ 450 كيلومتراً، ويمكنه التعرف على الأهداف على ارتفاع منخفض، وهو قادر أيضاً على تتبع 300 هدف في آنٍ واحد.

والمشروع الثاني هو منظومة "برهان"، وهي عبارة عن مركز قيادة وتحكم للأسلحة منخفضة المدى والارتفاع، التي يمكنها، إلى جانب أدوار عديدة، إصدار أوامر للتعامل مع التشويش الإلكتروني.

تعمل هذه المنظومة على جمع وتحليل البيانات، ومن ثم نقلها إلى مستويات أعلى من القيادة في فترة قصيرة من أجل اتخاذ الإجراءات المطلوبة لتدمير الأهداف المعادية.

ووفقاً للوكالة الإيرانية، تسمح هذه المنظومة بخداع وتدمير الأهداف الجوية، نظراً لفعاليتها الكبيرة في الكشف والمعالجة، إذ تتصل بمنظومات الصواريخ، وتدمج بيانات الأنظمة الكهروضوئية مع أنظمة الرادار.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية