الوفاة بسبب موجات الحرارة المرتفعة.. كيف يحدث ذلك؟

الوفاة بسبب موجات الحرارة المرتفعة.. كيف يحدث ذلك؟


30/06/2019

تسببت موجة حرارة مرتفعة بوفاة عشرات الآلاف من البشر في القارة العجوز في العام 2003، كما أنّ أكثر من مئة ألف شخص لقي حتفه في ولاية بهار شمالي الهند الأسبوع الماضي، حيث تخطت درجات الحرارة الأسبوع المنصرم حاجز الخمسين درجة سيليسيوس.

اقرأ أيضاً: أوروبا تغلي.. حرارة قياسية وحرائق ووفيات

فكيف تؤدي موجات الحر إلى الوفاة؟ وماذا بإمكاننا أن نفعل حتى نحمي أنفسنا من ارتفاع درجات الحرارة لفترات طويلة؟

الفئات المعرضة للخطر؟

يتزايد بشكل كبير عدد من يتعرضون لموجات حرارة شديدة في القرن الواحد والعشرين، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد زاد عدد من يتعرضون لموجات الحرارة المرتفعة بحوالي 125 مليون شخص، بين عامي 2000 و2016.

إذا طال أمد ارتفاع درجة الحرارة الداخلية للجسم بفعل التعرض لدرجات حرارة مرتفعة فإنّ ذلك يمثل خطورة

وقد شهدت هذه الفترة عدداً من الوقائع الصعبة، منها ما وقع في 2003 والتي لقي فيها 70 ألف شخص حتفهم في أوروبا نتيجة للحر الشديد؛ وواقعة أخرى في 2010 والتي شهدت زيادة في عدد الوفيات بنحو 56 ألف شخص إبان موجة حر استمرت نحو 44 يوماً في روسيا، بحسب "بي بي سي".

ويعتبر كبار السن والحوامل والأطفال من بين الفئات المعرضة للخطر بسبب ضعف مناعتهم، بالإضافة للأشخاص العاملين تحت الشمس مباشرة، كالمزارعين وممارسي الرياضة، فهذه الفئات أكثر عرضة للخطر لأن الجهد البدني يرفع درجة حرارة الجسد أيضاً.

الحرارة والجسد

باعتبارنا كائنات ذات معدلات حرارة ثابتة، فإنّ أجسامنا تحارب من أجل الحفاظ على درجة الحرارة الداخلية حول 37 درجة، وعند ارتفاع درجة حرارة المحيط، فإن الجسم يحاول أن يفقد الحرارة.

وقال منسق الصحة الأوروبي في الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، دافرون محمدييف: "إذا طال أمد ارتفاع درجة الحرارة الداخلية للجسم بفعل التعرض لدرجات حرارة مرتفعة لفترات طويلة، فإن ذلك يمثل خطورة".

اقرأ أيضاً: المناخ يتسبب بفصل عنصري بين الفقراء والأغنياء.. كيف ذلك؟

ويضخ القلب المزيد من الدماء صوب سطح الجلد، حيث يمكن فَقْد الحرارة وإخراجها إلى الهواء، وهذا هو السبب في احمرار جلد بعض الناس في البيئات الحارة.

التعرق

تساعد آلية التعرق في خفض درجة حرارة الجسم، لكن جدوى ذلك تقل بشكل ملحوظ إذا ظلت درجة حرارة المحيط كما هي، أو كانت أعلى من درجة حرارة الجلد.

تساعد آلية التعرق في خفض درجة حرارة الجسم

يقول محمدييف: "تشكل درجات الحرارة فوق 37 درجة سيليسيوس خطورة، وفي الأيام التي تزيد فيها درجات الحرارة عن 30 درجة، ينبغي أن نبدأ في اتخاذ تدابير وقائية. كما تلعب الرطوبة دوراً؛ ففي ظل ارتفاع معدل الرطوبة يتعذر إفراز العرق ومن ثم خفْض درجة حرارة الجسم".

وتقول منظمة الصحة العالمية إن "ارتفاع درجة حرارة الجسم جراء التعرض لمحيط تتجاوز درجة حرارته المعدلات الطبيعية يؤثر بالسلب على قدرة الجسم على ضبط درجة الحرارة الداخلية مما يمكن أن يسفر عن مجموعة من الأمراض منها التشنجات والإجهاد وضربة الشمس وسخونة البدن".

التعرق

تساعد آلية التعرق في خفض درجة حرارة الجسم، لكن جدوى ذلك تقل بشكل ملحوظ إذا ظلت درجة حرارة المحيط كما هي، أو كانت أعلى من درجة حرارة الجلد. يقول محمدييف: "تشكل درجات الحرارة فوق 37 درجة سيليسيوس خطورة، وفي الأيام التي تزيد فيها درجات الحرارة عن 30 درجة، ينبغي أن نبدأ في اتخاذ تدابير وقائية. كما تلعب الرطوبة دوراً؛ ففي ظل ارتفاع معدل الرطوبة يتعذر إفراز العرق ومن ثم خفْض درجة حرارة الجسم".

اقرأ أيضاً: تغير المناخ: "العالم على مفترق الطرق"

وتقول منظمة الصحة العالمية إن "ارتفاع درجة حرارة الجسم جراء التعرض لمحيط تتجاوز درجة حرارته المعدلات الطبيعية يؤثر بالسلب على قدرة الجسم على ضبط درجة الحرارة الداخلية مما يمكن أن يسفر عن مجموعة من الأمراض منها التشنجات والإجهاد وضربة الشمس وسخونة البدن".

التأثير على الصحة

قد يتمثل الأثر المبدئي في حدوث ورم أو طفح جلدي.

إذا ما تعرض شخص للحرارة الشديدة لفترة طويلة فإنّ احتمالات إصابته بنوبات قلبية تتزايد

تقول خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة: "مع بذل مزيد من الجهد البدني، تتسع الأوعية الدموية ويمكن للسوائل أن تتسرب عبر جدران تلك الأوعية، مما يسبب تجمعاً للسوائل أو تورماً في القدم والكاحل والساق".

ويمكن لخسارة السوائل جراء العرق مصحوبة بانخفاض ضغط الدم أن تؤدي إلى مزيد من المشاكل الخطيرة.

نوبات قلبية

إذا ما تعرض شخص للحرارة الشديدة لفترة طويلة فإن احتمالات إصابته بنوبات قلبية تتزايد.

ومن جانبه، يقول الرئيس التنفيذي لمؤسسة القلب في أستراليا، توني ستابز: "يؤدي العرق إلى جفاف الجسد، مما يقلص كمية الدم، والذي يتطلب بدوره ضخاً أقوى من القلب لتوزيع ما تبقى من كمية الدماء حول الجسد".

ويضيف: "بالنسبة لأولئك الذين يعانون أمراضاً في القلب والمعرضين بقوة لنوبات قلبية، يمكن في ظل أمثال تلك التغيرات أن تتردى حالة القلب على نحو قد ينتهي أحياناً إلى سكتة قلبية".

ضربة شمس

تحدث الإصابة بضربة الشمس نتيجة فشل في التحكم في هرمونات في الدماغ في منطقة من المخ تسيطر على وظائف جسدية كالعَرق.

وتقول خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة: "تحدث الإصابة بضربة الشمس إذا ارتفعت درجة الحرارة فوق 40 درجة، وهي تعوق الخلايا وأنظمة الجسم عن أداء وظائفها الاعتيادية".

اقرأ أيضاً: انتقام المناخ.. التحذير الأخير للأرض

وتضيف خدمة الصحة الوطنية: "مَن يتعرضون لذلك قد يجدون أنفسهم يتنفسون بسرعة ويشعرون بالصداع والفتور والارتباك وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي، وإذا لم تُتخَذ خطوات علاجية، فقد يتطور الأمر إلى فشل في قيام العديد من الأعضاء بوظائفها والوفاة".

الوفاة

يلقى آلاف الأشخاص سنوياً من إندونيسيا إلى المكسيك حتفهم جراء مشكلات تتعلق بالقلب والصحة بشكل عام.

فريق من الباحثين: بمرور الوقت بات الناس أكثر مرونة في التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة

يقول محمدييف: "يمكن أن يموت الناس في غضون ساعات قليلة إذا تخطت درجات حرارة المحيط حاجز 38 إلى 42 درجة في ظل معدلات رطوبة مرتفعة، وفشل الجسم في التكيف مع تلك الظروف".

ويمكن بتقليص كمية الوقت المقضي في أنشطة خارج المنزل تحت الشمس مباشرة، وعبر استهلاك كميات كبيرة من الماء والحصول على فترات راحة متقطعة، أن يتعافى الجسم بشكل سريع.

القدرة على التكيف

يقول فريق من الباحثين من جامعة هارفارد ممن قاموا بدراسة الوفيات نتيجة درجات الحرارة المرتفعة في 105 من المدن الأمريكية في الفترة بين عامي 1987 و2005، إنهم توصلوا إلى أن خطر الوفاة من الحرارة يتراجع بشكل ملحوظ.

تعيق ضربة الشمس الخلايا وأنظمة الجسم عن أداء وظائفها الاعتيادية

وقال الفريق: "بمرور الوقت، بات الناس أكثر مرونة في التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة"، لكن المخاطر لم تنته بشكل نهائي بعد.

وحذر الفريق من أن "ارتفاعاً في معدل درجات الحرارة بمقدار 2.8 درجة، قد يؤدي إلى زيادة عدد الوفيات بمقدار 1.907 في كل صيف حول العالم".

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية