اليمين الإسباني المتطرف يهدد بحرب عالمية ضد المسلمين

اليمين الإسباني المتطرف يهدد بحرب عالمية ضد المسلمين


04/02/2020

اهتزت مدينة سبتة المغربية المحتلة على وقع فضيحة عنصرية غير مسبوقة، بطلها القيادة السياسية المحلية للحزب اليميني الإسباني المتطرف "فوكس"، وذلك على إثر تصريحات عنصرية معادية للمغاربة والمسلمين والإسلام.
وتعود القضية إلى مجموعة من الرسائل النصية القصيرة التي كان يتبادلها المسؤولون المحليون للحزب، عبر تطبيق "واتساب"، على رأسهم؛ الكاتب العام لفرع الحزب المحلي؛ خوان سيرجيو ريدوندا، والناطق الرسمي باسم الحزب داخل البرلمان المحلي؛ كارلوس فيرديخو، وآخرون من الصف الأول للحزب؛ حيث تدور تلك الرسائل، حول كراهية المغاربة والمسلمين في سبتة، والتهديد بقتلهم أو طردهم من المدينة.

تبادل مسؤولون محليون في حزب فوكس اليميني رسائل قصيرة تتضمن خطاب كراهية ضد المغاربة والمسلمين في سبتة

وجاء في إحدى الرسائل، التي كشفت عنها صحيفة إسبانية محلية؛ "في الوقت الراهن، فإنّنا سنخوض المعركة على الساحة العسكرية، ولكن طالما أنّ الأوضاع حالياً سيئة جداً فليس من المستغرب أنّنا في النهاية سنلجأ إلى الحرب العسكرية... سوف يندمون، ليس هناك أدنى شك"، وجاء في رسالة قصيرة أخرى للمسؤول المحلي للحزب قوله؛ "كونوا على ثقة بأنّ هؤلاء - يقصد مغاربة سبتة - باختصار سيتعاملون معنا غداً كمحتلين، تماماً مثل الإسرائيليين، إذا لم نغيّر نظرتهم الإسلامية"، وفي رسالة ثالثة، قال أحد مسؤولي الحزب؛ "الحرب العالمية الثالثة ستبدأ ذات يوم، وستكون ضد الإسلام".
وفور الكشف عن مضمون تلك الرسائل العنصرية، خرج المغاربة السبتاويون إلى الشوارع مستنكرين الحملة التي يقودها ضدهم حزب سياسي مهم في الساحة السياسية الإسبانية، وكتب هؤلاء على جدران بعض الشوارع والأحياء عبارات تُندّد بالحزب وقيادته وتطالبه بالرحيل أو حل نفسه، مثل؛ "الموت لفوكس"، وغيرها.

اقرأ أيضاً: هل صعود اليمين المتطرف مرتبط حقاً بتنامي تيار الإرهاب؟
وقدّمت "الحركة من أجل الكرامة والمواطنة" التي ينشط فيها مغاربة، شكوى إلى النيابة العامة الإسبانية المحلية؛ حيث اعتبرت الأخيرة أنّ مضامين تلك الرسائل من شأنها نشر الكراهية، واصفة إياها بالعنصرية والمعادية للأجانب.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها فضح حزب "فوكس" وخطابه العنصري علناً، ودخوله في مواجهة مباشرة مع ساكني مليلية المحتلة، رغم أنّه ليس الحزب الوحيد الذي يثير الجدل بين الحين والآخر في أوساط مغاربة المدينة، ذلك أنّ الحملة ضد المغاربة لا يحركها حزب "فوكس" فقط، بل يحركها الحزب الشعبي أيضاً؛ أكبر الأحزاب اليمينية وأقدمها تاريخياً؛ حيث صرح الحاكم المحلي للمدينة المنتمي إلى الحزب؛ خوان فيفاس، بأنّ "الأجيال الجديدة من المسلمين ينظرون إلينا بوصفنا محتلين، وأحفاداً للسفاحين الأوروبيين، سواء كانوا برتغاليين أو إسبانيين، ويريدون طردنا من هذه الأرض".

اقرأ أيضاً: هل يختلف اليمينيون عن الإسلامويين؟ وما علاقة التطرف بـ "الجوع الديني"؟
وخلال العقدين الماضيين، كان الحزب الشعبي هو الحزب اليميني الوحيد الذي يحتكر الخطاب السياسي المتشدد، وينتج المواقف العنصرية في قضايا ترتبط بالهجرة والإسلام والعلاقة مع المغرب، لكن رقعة اليمين بدأت تتسع تدريجياً بعد نشأة أحزاب منافسة للحزب الشعبي في الأعوام القليلة الماضية.

تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها فضح حزب فوكس وخطابه العنصري علناً ودخوله بمواجهة مباشرة مع ساكني مليلية المحتلة

وينقسم اليمين الإسباني، اليوم، إلى عدة أحزاب أبرزها؛ الحزب اليميني "مواطنون"، وحزب "فوكس"، الذي احتل المرتبة الثالثة في الانتخابات التشريعية التي نظمت العام الماضي، حاصداً 52 مقعداً في البرلمان بعد كل من الحزب الاشتراكي العمالي الذي حاز المرتبة الأولى بـ 120 مقعداً، والحزب الشعبي الذي جاء في المرتبة الثانية، بـ 88 مقعداً، بينما حصل حزب "مواطنون" على 10 مقاعد فقط وجاء في المرتبة السادسة.
وبحسب الباحث الإسباني في الشؤون السياسية؛ شانتال موفي، في كتابه الصادر قبل عامين تحت عنوان "من أجل شعبوية يسارية"، فإنّ إسبانيا بدأت تعرف لأول مرة نوعين من الشعبوية؛ الشعبوية اليسارية التي يمثلها حزب بوديموس، والشعبوية اليمينية التي يمثلها حزب فوكس، وقد ظهر الحزبان في توقيت متقارب؛ إذ أُنشئ فوكس عام 2013 وبوديموس عام 2014، ويسمي شانتال موفي هذه الموجة بـ "اللحظة الشعبوية" momento populista.
ويسعى حزب "فوكس" إلى إضفاء النزعة اليمينية المتطرفة على الشعور الوطني الإسباني، بهدف خلق ما يسميه "الحس المشترك" sentido común، من خلال التركيز على 3 لاءات كبرى هي: لا للهجرة المسلمة، لا للانفصال، لا لأيديولوجيا النوع الاجتماعي أو "الجندر"، ويرى أنّ إسبانيا تواجه 3 معضلات كبرى: فقدان الهوية المسيحية، انقسام الوطن الأم أي الانقسام الوطني، و"النسوية المتعالية" التي تمثل تهديداً للمساواة بين الجنسين وتطبع المجتمع الإسباني.
وبحسب الإحصاءات الصادرة عن الحكومة المحلية لسبتة المحتلة، يُشكّل المسلمون المقيمون بالمدينة 43 بالمئة من عدد السكان، حيث يقدّر عددهم بنحو 37 ألفاً، ويحمل هؤلاء الجنسية الإسبانية ويعتبرون من مواطني إسبانيا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية