اليوم العالمي للمرأة.. قصة البداية من قسوة العمل

اليوم العالمي للمرأة.. قصة البداية من قسوة العمل


07/03/2019

مريم عثماني

يحتفل العالم يوم 8 مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة؛ فهو يوم مميز لكل نساء العالم ولكل القيادات العالمية الذين يؤكدون في كل مناسبة أهمية دورها في مختلف مناحي الحياة، شأنها شأن الرجل، نصف المجتمع الذي لا يمكن الاستغناء عنه مهما كانت الظروف أو المناسبة، إنه يوم تؤكد فيه المرأة للجميع "أنها هنا" صامدة وناجحة ومتميزة.

يرجع تاريخ اختيار 8 مارس للاحتفال بيوم المرأة إلى النساء العاملات في مدينة نيو إنجلاند بولاية ماساتشوستس الأمريكية عام 1820، اللاتي خرجن إلى شوارع المدينة احتجاجا على قسوة ظروف عملهن.

لن تعتقد تلك النساء الفقيرات أنهن سيطلقن الشرارة الأولى لمسيرة المطالبة بالمساواة داخل الولايات المتحدة؛ فمصانع القماش الصغيرة التي كانت منتشرة عبر الولايات المتحدة لم تكن تتوانى عن تشغيل النساء لأكثر من 12 ساعة يوميا مقابل أجر زهيد يقل عن ذاك الذي تمنحه للرجال بكثير.

في عام 1834، جاء إضراب عاملات مصنع للقطن كان اسمه "لوريل" كخطوة ثانية في مسيرة الاحتجاجات التي تبنتها النساء داخل الولايات المتحدة في سبيل تحقيق المساواة مع الرجال، وتصف الكثير من المراجع ذلك الإضراب بالتاريخي لأنه كان بداية فعلية لانبثاق أول جمعية نسوية في الولايات المتحدة وكان ذلك سنة 1844.

في عام 1857 بنيويورك لجأت النساء إلى الاحتجاج على الظروف غير الإنسانية وطالبن بتحديد 10 ساعات عمل يوميا، لكن لم تقابل التظاهرة بالتأييد أو الدعم، وإنما تعاملت معها الشرطة حينها بمزيد من القمع.

مسيرة "الخبز والورد"
وفي الثامن من مارس 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للاحتجاج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك، لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود".

طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع، ولكن تدخلت الشرطة بطريقة وحشية لفض المظاهرات.

أول احتفالية
بعد مرور عام من اليوم نفسه، كان الاحتفال الأول بالمناسبة تخليدا لتلك الاحتجاجات النسوية وذلك في 8 مارس 1909، ومن ثم انتشرت الحركة نفسها إلى أوروبا إلى أن تم تبني اليوم على الصعيد العالمي بعد أن وجدت التجربة صدى داخل العالم، وفقا لما نشره الموقع الإلكتروني لمنظمة الأمم المتحدة.

ومن هنا بدأ الاحتفال بالثامن من مارس يوما للمرأة الأمريكية تخليدا للمظاهرات اللاتي قمن بها، وكنوع من الاعتراف بحقوقها وتقديرا لمجهوداتها، على الرغم من أن منظمة الأمم المتحدة لم تعترف بهذا اليوم لعقود، لكنها وافقت عليه في عام 1977.

هكذا تحول ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة، تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن وتذكير الضمير العالمي بالحيف الذي ما زالت تعاني منه ملايين النساء عبر العالم.

كما أن الأمم المتحدة أصدرت قرارا دوليا سنة 1993 ينص على أن حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان، وهو ما اعتبرته الكثير من المدافعات عن حقوق النساء

حول العالم انتقاصا من قيمة المرأة عبر تصنيفها خارج إطار الإنسانية.

عن "العين" الإخبارية

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية