انكسارات الإخوان بالمنطقة.. منافذ مغلقة بوجه الأوهام التركية

انكسارات الإخوان بالمنطقة.. منافذ مغلقة بوجه الأوهام التركية


26/07/2020

محسن أمين

يشهد التنظيم الدولي للإخوان تراجعا مستمرا في الفترة الأخيرة، من عزلة في تونس، إلى انهيار في مصر، يتابعه انحدار في الجزائر.  

هذا التنظيم الذي شكل في الذهنية السياسية العامة للعالم العربي والغربي جزءا من سرطان قاتل ومفتت للشعوب، أصبح بيته اليوم أهون من بيت العنكبوت، ولا تمضي استراتيجاتهم إلا باتجاه الانهيار التام، تترجمه ميدانيًا هزائم الغرب الليبي والسقوط الشعبي لزعامات إخوانية مثل راشد الغنوشي.

وفي تقلص المد الإقليمي للإخوان إعلان جديد لتشتت قياداته، الذين كانوا بالأمس القريب عامل قوة ساهم في مرونة حركة الإرهابيين بالعالم العربي وفي تدمير الجغرافيا السياسية بالمنطقة، تصدت له صخرة القاهرة والمد الحداثي في دول شمال أفريقيا.

ويرى متابعون أنه في حل الإخوان بالأردن خلال الأيام الأخيرة، كسر للتشابكات التي تخدم مصالح الإخوان، خاصة وأن المخيلة السياسية مازالت تحفظ مزايا تصحيح المسار في مصر في 30 يونيو/حزيران 2013.

وكذلك في تونس عندما رضخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإخوانية لإملاءات الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي، والتحجيم في دور حركة النهضة ضمن محيطها التونسي والجزائري والليبي.

إن تصنيف حركة الإخوان تنظيمًا إرهابيا، هو قطع للطريق أمام أجندات أكثر دموية وعدوانية للمنطقة العربية، تعمل على إعادة الاستعمار التركي الذي جثم على نفوس العرب حتى عام 1924، أجندات يدفع بها هوس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى احتلال الأراضي العربية في ضرب لكل قواعد القانون الدولي الإنساني.

هذا الكسر لمقدرات الإخوان، هو إيذان لقطر وحليفتها أنقرة، بالدخول في رحلة النهاية الدراماتيكية، التي وقفت أمامها قدرة العديد من الدول العربية على كبح جماحها وإرجاعها إلى نقطة الصفر.

وربما قد تبدو ملامحه ظاهرة للعيان في الحالة التونسية التي غرقت فيها حركة النهضة في عزلة سياسية وبرلمانية وشعبية، جعلت من الغنوشي في صورة المتصاغر أمام الاحتجاجات ضده.

تنظيم لا يعرف تاريخه إلا الدم

ويساعد في عزلة الإخوان إقليميا، تاريخها من الإرهاب العنيف ضد المواطن العربي، شواهده في مصر وفلسطين وتونس والجزائر، وغيرها من الدول العربية.

ولا يبدو أن للإخوان استراتيجية أخرى سوى تعميق الجراح العربية على مذبح التاريخ، ففي كل مناسبة يثبت التنظيم الإخواني أنه مجرد أداة تحركها تركيا لخدمة أجنداتها، ويجاهر أردوغان بعلاقاته المتميزة مع صناع القرار في إسرائيل.

ووصف العديد من المفكرين الإخوان بالزائدة الدودية في خاصرة العالم العربي، فالمفكر التونسي يوسف الصديق اتهم مباشرة في كتابه "الثورة المنقوصة" عام 2012 حركة النهضة الإخوانية بخدمة الأجندات المشبوهة الدولية في الشرق الأوسط.

الصديق اتهم أيضا الغنوشي ومن معه من تحالف الشر الإخواني في مصر، بالوقوف وراء الاغتيالات في تونس التي راح ضحيتها القيادي اليساري شكري بلعيد عام 2013.

هذا جزء من مخططات الإخوان، يعمل على تأجيج الأزمات في كل الدول العربية، من أجل صناعة الموت وتثبيت ثقافة الدم كعقل وحيد يسيطر على العالم العربي.

يشار إلى أن الأردن كان أحدث حلقات اجتثاث الإخوان حيث أصدرت محكمة التمييز قرارا حاسما منذ أكثر من أسبوع يقضي باعتبار الجماعة منحلة حكما وفاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية.

عن "العين الإخبارية"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية