بالصور.. البلدة القديمة بالقدس.. غابت زينة رمضان وحضر الدعاء لردع الوباء

بالصور.. البلدة القديمة بالقدس.. غابت زينة رمضان وحضر الدعاء لردع الوباء


23/04/2020

داوود عبدالرؤوف

على غير عادتها في مثل هذا الوقت من كل سنة، بدت البلدة القديمة بمدينة القدس الشرقية المحتلة حزينة، والسبب فيروس كورونا الذي خطف منها فرحتها بشهر رمضان المبارك، ليبقى وحده الدعاء بتخليص البشرية من هذا الوباء.

فأزقة وحارات المدينة المؤدية إلى المسجد الأقصى التي كانت تتزين بالأضواء والمصابيح متعددة الألوان أصبحت أشبه بمدينة أشباح.

وقررت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس تعليق استقبال المصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، حفاظا على سلامة المصلين ولمنع الفيروس من الانتشار.

وعادة ما يتدفق مئات آلاف الفلسطينيين من كل أنحاء الأراضي المحتلة إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان وبخاصة لأداء صلاتي التراويح والجمعة.

وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، لـ"العين الإخبارية": "الوضع حزين وكئيب فلم يكن أحد يتصور أن يحل شهر رمضان بدون إعمار مئات آلاف الفلسطينيين للمسجد الأقصى، ولكن لسلامة المصلين فُرضت هذه الإجراءات المؤلمة".

وأضاف: "بحمد الله سيبقى الأذان يرفع في وقته بالمسجد الأقصى، وستقتصر الصلوات التي ستقام في وقتها أيضا على حراس المسجد وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس الذين لم يتوقفوا عن إعمار المكان".

واعتاد الفلسطينيون من سكان البلدة القديمة على تزيين حاراتهم والأزقة المؤدية إلى المسجد الأقصى للتعبير عن فرحتهم بحلول الشهر الفضيل وللترحيب بالوافدين إلى المدينة من كل أنحاء البلاد.

غير أن الأزقة كانت خالية من أي زينة فيما عدا التي وضعها فلسطينيون على مداخل منازلهم أو على نوافذها وأسطحها.

فريد الباسطي، عضو لجنة شباب البلدة القديمة، أعرب عن حزنه لعدم احتفالهم بقدوم الشهر الفضيل.

وقال لـ"العين الإخبارية": "للأسف لم نقم بأعمال الزينة في أزقة البلدة القديمة كما اعتدنا كل عام فالأوضاع صعبة للغاية".

وتابع: "المسجد الأقصى مغلق وهذا يسبب لنا ألما كبيرا ولكننا نتفهم أن القرار جاء للمصلحة العامة، ناهيك عن ذلك لا نتوقع قدوم ضيوف إلى المدينة خلال شهر رمضان بسبب الأوضاع السائدة في كل مكان".

واستطرد: "كما أن التزيين يتطلب عملا جماعيا ونحن نخشى أن يؤدي ذلك إلى انتقال الفيروس بين شبابنا، فضلا عن أن الاحتلال الإسرائيلي يترقب أي عمل جماعي من أجل فرض غرامات عالية بداعي مخالفة تعليمات وزارة الصحة".

وعادة ما كانت تتم الزينة بتبرعات من رجال الأعمال ومواطنين في المدينة وتُضفي بهجة واسعة على المدينة التي يبقيها رمضان نشطة حتى ما بعد صلاة الفجر.

وقال الباسطي: "اتصل بنا رجال أعمال وعرضوا التبرع للزينة لكننا اعتذرنا، ومع ذلك فإن عددا من السكان بالبلدة القديمة قاموا بتزيين مداخل منازلهم أو نوافذها، فشهر رمضان في نهاية الأمر هو بهجة رغم هذه الظروف الصعبة".

وبالنسبة للتجار وأصحاب البسطات بالبلدة القديمة، فإن شهر رمضان هو موسم السنة، لكنه ليس كذلك في هذا العام.

فشوارع البلدة خلت من البسطات في حين أن الغالبية من المحال التجارية كانت مغلقة إن لم يكن كإجراء وقائي فبسبب قلة عدد الناس بالشوارع.

وقال زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، لـ"العين الإخبارية": " الوضع في مدينة القدس المحتلة دائما ما يكون صعبا ولكنه هذا العام وبسبب كورونا أصعب".

ولفت إلى أن التجار كانوا ينتظرون موسم شهر رمضان من أجل التعويض عن خسائرهم على مدى أيام السنة، مشيرا إلى أن الظروف الحالية جاءت لتزيد من أعبائهم "وهو ما يدفعنا للتقدير بأن الخسائر التي تنجم عن الوضع الجديد ستكون كبيرة جدا".

ونوه الحموري بأن المحال التجارية بالبلدة القديمة ومحيطها مغلقة بشكل كبير، معتبرا أن عدم توافد الناس من أنحاء الأراضي الفلسطينية إلى القدس في شهر رمضان هو "بمثابة كارثة اقتصادية بالنسبة للتجار".

وأمس الأربعاء، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عدم جواز فتح المصالح التجارية والمحلات التي تستقبل الجمهور خلال الفترة الممتدة من اليوم نفسه وحتى 3 مايو/أيار وذلك اعتبارًا من الساعة 18:00 مساءً وحتى الساعة 03:00 ليلاً من اليوم التالي، ما عدا الصيدليات.

بدورها، ستنشر الشرطة الإسرائيلية الآلاف من عناصرها، وستعمل خلال شهر رمضان بقوات معززة وانتشار واسع النطاق.

وتبدو المشاهد في مدينة القدس الشرقية المحتلة غير مسبوقة، فحتى الأذان الذي يرفع من المآذن التاريخية في المدينة حزين وشوارع المدينة كئيبة ولم يبق لسكانها إلا الدعاء.

عن "العين" الإخبارية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية