بالصور.. فيروس كورونا يُخيّم على أجواء عيد الفصح

عيد الفصح

بالصور.. فيروس كورونا يُخيّم على أجواء عيد الفصح


13/04/2020

يُعدُّ "عيد الفصح" أو "عيد القيامة" أعظم الأعياد المسيحية، حيث يُنهي المسيحيون به "الصوم الكبير" الذي يستمرُّ 40 يوماً؛ ويستذكرون "الجمعة العظيمة" التي تسبق العيد بيومين، وهي الجمعة التي صُلب بها السيد المسيح، قبل أن يقوم من بين الأموات يوم الأحد، وفق الاعتقاد المسيحي.

يُعدُّ عيد الفصح أو عيد القيامة أعظم الأعياد المسيحية، حيث يُنهي المسيحيون به الصوم الكبير الذي يستمرُّ 40 يوماً

ورغم دلالة العيد الدينية؛ حيث تعجّ الكنائس بالمصلين الذين يتلون التراتيل الدينية ويسمعون الوعظ ويقرأون فصول قيامة المسيح من العهد الجديد، إلّا أنّ العيد اكتسب بُعداً اجتماعياً؛ إذ تتخلله أجواء احتفالية مثل؛ الزيارات العائلية وزينة المنازل وتبادل البيض الملوّن، الذي يُعبّر عن انبعاث حياة جديدة.

وفي هذا العام، ألقت جائحة كورونا بظلالها على أجواء عيد الفصح، الذي يختلف موعد الاحتفال به باختلاف الطوائف المسيحية؛ فكانت طقوس العيد استثنائية، بسبب إجراءات العزل ومنع التجمعات وحظر التجوّل التي تعمّ العديد من دول العالم على ضوء الوباء العالمي الذي تجاوز عدد ضحاياه الـ 100 ألف وفاة، وتخطّى عدد المصابين به المليون و 700 ألف.

المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين المطران بييرباتيستا بيتسابالا في ساحة كنيسة القيامة

واختلفت مظاهر الاحتفال بالعيد من بلد لآخر؛ ففي الوقت الذي أُغلقت فيه الكنائس واقتصر دخولها على رجال الدين بأعداد قليلة في معظم البلدان، تجاهل البعض تعليمات الوقاية المفروضة للحيلولة دون تفشي الفيروس واحتفلوا بالعيد داخل الكنائس، فيما ابتكر آخرون وسائل جديدة للاحتفال دون تجاهل تعليمات السلامة.

كنيسة القيامة مغلقة لأول مرة منذ قرن

تُعتبر كنيسة القيامة في مدينة القدس أكثر الكنائس أهمية في العالم؛ حيث بُنيت فوق الصخرة التي يُعتقد أنّ السيد المسيح صُلبَ عليها، كما أنّها سُميت بكنيسة القيامة نسبةً إلى قيامة المسيح فيها، وهو الحدث الذي يتمّ الاحتفال به في عيد الفصح.

اقرأ أيضاً: الإخوان وكورونا: هكذا استثمرت الجماعة في الوباء لصالح دعايتها السياسية

وتستقبل الكنيسة آلاف الحجاج المسيحيين المحتفلين بعيد القيامة كل عام، وقد حضر قداس الفصح فيها 1500 شخص العام الماضي، إلا أنّ أبوابها أُغلقت هذا العيد في سابقة هي الأولى منذ 100 عام، وجاء الإغلاق في إطار الإجراءات الوقائية بسبب فيروس كورونا؛ فتواجد بالقدّاس 6 رجال دين فقط، برئاسة المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين المطران بييرباتيستا بيتسابالا.

وقال بيتسابالا، في كلمة القدّاس؛ "لم نحتفل كما كنا نريد، القيود المفروضة بسبب الوباء دفعتنا بصورة غير مباشرة إلى التفكير فيما هو ضروري فقط. شهدنا في هذه الأيام الأخيرة غياب العلاقات الطبيعية بيننا، غياب الإفخارستيا (القداس)، غياب اللقاء مع رعايانا.. حوصرنا في منازلنا وفُرِضَت قيود على تحركاتنا، وبذلك أدركنا مدى أهمية ما يُمنَعُ عنا الآن: حرية التحرّك، والمدرسة، ومكان العمل، والمشاركة في الحياة الجماعية، ولقاء الأصدقاء، وما إلى ذلك".

كنيسة القيامة مغلقة وخالية من المحتفلين والمصلين في عيد الفصح، لأول مرة منذ 100 عام

البابا يحتفل بالعيد وحيداً
احتشد العام الماضي أكثر من 70 ألف مصلٍ في ساحة كاتدرائية القديس بطرس في روما، ليشاهدوا البابا فرانسيس الثالث يُعطي بركته لمدينة روما وللعالم أجمع، صبيحة عيد الفصح. إلّا أنّ الساحة كانت صبيحة الأحد موحشة وفارغة من المحتفلين والمصلين في البلد الذي توفي فيه أكثر من 19 ألف شخص بسبب فيروس كورونا؛ فقد التزم البابا هذا العام بالحجر المفروض في إيطاليا والفاتيكان، حيث بقي في كاتدرائية القديس بطرس برفقة عدد ضئيل من الأشخاص، فيما تابع المسيحيون الطقوس عبر الإنترنت.

اقرأ أيضاً: كورونا يبعد مسيحيي فلسطين عن فرح الفصح

وكان البابا فرانسيس قد ألقى عشية عيد الفصح عظة في الكاتدرائية، لم يحضرها سوى عدد قليل للغاية من المصلين، قال فيها إنّ "الظلمة والموت لن ينتصرا… كلّ شيء سيكون على ما يرام، نقولها بإصرارٍ في هذه الأسابيع، متمسّكين بجمال إنسانيّتنا".

وأضاف "مع مرور الأيّام وتزايد المخاوف، فإنّ أكبر الآمال قد يتبخَّر.. لكن يمكننا ويتوجّب علينا أن يكون لدينا أمل على الرغم من الأيام الحزينة".

ودعا البابا إلى وقف الحروب، قائلاً؛ "دعونا نسكت صرخة الموت، كفى حروباً! فليتوقف إنتاج الأسلحة وتجارتها؛ لأننا بحاجة إلى خبز وليس إلى بنادق".

راهبتان في شوارع القدس الخالية من المحتفلين في عيد الفصح

ضحايا فيروس كورونا يحضرون القدّاس في ألمانيا!

قال المركز الألمانى للإعلام، عبر حسابه في موقع تويتر "سيكون عيد الفصح هذا العام مختلفاً جداً فى ألمانيا بسبب فيروس كورونا، حيث تُقدم الكنائس الخدمات الكنسية عبر الإنترنت فقط، ويغيب هذا العام أيضاً تقليد تناول وجبات الغداء مع الأهل والاقارب.. تقتصر الأنشطة التقليدية للاحتفال بعيد الفصح، مثل البحث عن بيض فقط على الأسرة الصغيرة، الشيء المهم هو الحفاظ على صحتك، لذلك يتمنى فريق المركز الألمانى للإعلام لك ولعائلتك عيد فصح مجيد".

اقرأ أيضاً: بسبب كورونا.. موجة عنف جديدة ضد المسلمين في الهند

وكانت الشرطة الألمانية قد نشرت حوالي 500 فرد لمراقبة مدى التزام السكان بالتدابير الخاصة بمكافحة انتشار فيروس كورونا خلال عيد الفصح في برلين، وقد أشارت متحدثة باسم الشرطة الألمانية إلى أنّ غالبية السكان ملتزمون بالقواعد.

وفي سياق مُتصل، أقام رجال الدين في كنيسة في مدينة أوبرهاوزن، غربي ألمانيا، القداس أمام صور ضحايا فيروس كورونا من خلال تعليق صورهم على مقاعد الكنيسة.

البابا فرانسيس الثالث يُحيي قداساً عشية عيد الفصح في كاتدرائية القديس بطرس الخالية من المُصلين

احتفالات في الشوارع والمنازل
قام الكهنة والقساوسة في الفلبين بإقامة القداديس في الشوارع؛ حيث سارت سيارة تحمل الكاهن الذي يمنح مباركته للناس في الشوارع  وعلى أبواب بيوتهم.

اقرأ أيضاً: أطباء إماراتيون يكافحون "كورونا" في أكبر المستشفيات العالمية

ونظّمت كنيسة في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، الاحتفال بعيد الفصح من خلال السيارات، حيث ارتدى الأطفال ملابس على شكل دجاج وأرانب.

وقام كاهن في بلدة زاكوباني البولندية، برش الماء المُقدّس على المصلين، راكباً عربة تجرّها الخيول.

وقد اختار بعض القساوسة في شرق أفريقيا، إقامة قدّاس عيد الفصح في منازلهم.

صورة أرفقها المركز الألماني للإعلام مع منشوره على موقع تويتر

الدولة الأوروبية الوحيدة التي تحتفل كالمعتاد

روسيا البيضاء أو بيلاروس، هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تتهاون في التعامل مع فيروس كورونا، حيث حذّرت منظمة الصحة العالمية من زيادة تفشّي الفيروس بشكل سريع في البلاد التي وصل عدد الإصابات فيها إلى 2226، فيما بلغ عدد وفياتها 23 وفاة، وفق ما أورد موقع "العين" الإخباري.

اقرأ أيضاً: دفن أموات كورونا: أهالٍ يتخوفون.. وهذا موقف الأطباء

وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بزيادة إجراءات العزل وتأجيل التجمعات والأحداث الرياضية، في البلاد؛ فقال باتريك أوكونور، من المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، إنّ روسيا البيضاء هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي تستمر في تنظيم فعاليات كرة القدم، حيث أعطى الرئيس ألكسندر لوكاشينكو الأولوية للاقتصاد على حساب الحجر الصحي للمواطنين، مشيراً إلى أن البلاد لا تستطيع تحمّل الإغلاق.

وفيما يتعلّق بعيد الفصح، حضر المصلون إلى القدّاس كالمعتاد في معظم كنائس البلاد.

صور ضحايا فيروس كورونا في قدّاس في كنيسة في مدينة أوبرهاوزن الألمانية

عيد الفصح على مواقع التواصل الاجتماعي

تفاعل ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي العرب مع عيد الفصح، حيث تصدّر "هاشتاغ" #فصح_مجيد عدة دول في موقع "تويتر"؛ فتبادل رواد الموقع التهاني، وتحدثوّا عن العيد في ظل تفشّي فيروس كورونا، كما حثّوا بعضهم البعض على الالتزام بالتعليمات الصحيّة.

كما تضمنت التغريدات دعوات وأمنيات بزوال ظلال الفيروس عن العالم.

وتضمنت تغريدات أخرى بعض الكوميديا في وصفها أجواء عيد الفصح في ظل تفشي الفيروس.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية