بانوراما 2018: أبرز الأحداث السياسية في عام

بانوراما 2018

بانوراما 2018: أبرز الأحداث السياسية في عام


27/12/2018

ككل عام وقعت خلال 2018 أحداث كثيرة، ومرّت بأطوار وتفاصيل عديدة، بعضها كان يفصح عن ملامح جديدة، تتعلق بالشأن السياسي والإقليمي وتحولاتهما، كالزيارة التاريخية التي قام بها زعيم كوريا الشمالية إلى الولايات المتحدة، والبعض الآخر، ينذر بفصول جديدة في قضايا تاريخية ملحّة، كما حدث إبان تدشين السفارة الأمريكية في القدس، فضلاً عن التطورات الإقليمية والدولية، كالاحتجاجات الإيرانية المستمرة منذ العام الماضي، وتصاعدها تحت وطأة العقوبات الأمريكية، وعلى صعيد عالمي، خروج المظاهرات الاحتجاجية في باريس، وانتقال موجات الغضب إلى عواصم أوروبية، مثل بلجيكا.
ترصد "حفريات" أهم الأحداث السياسية التي شهدها العام 2018:
افتتاح السفارة الأمريكية في القدس

اعتبر نائب وزير الخارجية الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل اعترافاً بالواقع القائم منذ أعوام

جاء افتتاح الولايات المتحدة للسفارة الأمريكية في القدس، خلال شهر أيار (مايو) العام 2018، حيث أكّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنّ "القدس عاصمة حقيقية لإسرائيل".

ومن جانبه، أعلن نائب وزير الخارجية الأمريكي، جون ساليفان، أنّ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة إليها بمثابة "خطوة لإحلال السلام، في القدس والمنطقة وكل العالم، والاعتراف بالواقع القائم منذ أعوام"، وذلك أثناء الكلمة التي ألقاها أمام المدعوين في احتفال افتتاح سفارة واشنطن بالقدس.

الولايات المتحدة اختارت ذكرى النكبة لتعلن انحيازها الرسمي لإسرائيل
بيد أنّ المواقف العربية، والفلسطينية، على وجه الخصوص، عبّرت عن غضبها من هذا الحادث، الذي ترافق مع ذكرى النكبة، فيما اعتبروه تضحية بكلّ جهود السلام وتعطيلاً لها؛ حيث أكّد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أنّ الولايات المتحدة اختارت ذكرى النكبة لتعلن انحيازها الرسمي لإسرائيل، ولم تكتفِ بذلك؛ بل خرجت المتحدثة باسم البيت الأبيض، لتؤكد مسؤولية الفلسطينيين عن قتل أنفسهم.

اقرأ أيضاً: القدس عاصمة فلسطين
وأعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أنّ نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار.
كيم يقبل دعوة ترامب لزيارة أمريكا
في خطوة مفاجئة قَبِل زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، دعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لزيارة واشنطن، ومن جانبه، وجه زعيم كوريا الشمالية دعوة لنظيره الأمريكي لزيارة بيونغ يانغ.

جاء ذلك في قمة تاريخية جمعت الزعيمين في حزيران (يونيو)، فيما عدّه مراقبون خطوة سوف تشكل تحولاً جذرياً في العلاقات بين البلدين، وبحسب الوكالة الرسمية في كوريا الشمالية؛ فقد أفادت بأنّ "كيم جونغ أون دعا ترامب لزيارة بيونغ يانغ في وقت مناسب، وترامب دعا كيم جونغ أون لزيارة الولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً: قمة ترامب – كيم.. هل هي نهاية متأخرة للحرب الباردة؟
وجاءت تلك الزيارة والدعوة المتبادلة بين الطرفين، بعد فترة طويلة من العلاقات العدائية بين واشنطن وبيونغ يانغ، والتي استمرت لفترة هي الأطول في العلاقات الدولية، وأكّدت وكالة الأنباء الرسمية، في كوريا الشمالية، أنّ نزع السلاح النووي مرهون بوقف كلّ من واشنطن وبيونغ يانغ أنشطتهما العدائية تجاه الطرف الآخر.

جاءت الزيارة بعد فترة طويلة من العداء بين واشنطن وبيونغ يانغ

قمة الكوريتين التاريخية
في واحدة من أبرز الخلافات والانقسامات الحادة منذ الحرب الباردة، جاءت القمة التاريخية بين الكوريتين في نيسان (إبريل)؛ حيث استقبل رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن نظيره الشمالي كيم جونج أون عند خط ترسيم الحدود العسكرية ليصبح كيم بذلك أول زعيم لكوريا الشمالية تطأ قدماه الجنوب منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953.

اقرأ أيضاً: هكذا تلتف كوريا الشمالية على العقوبات الأممية
وتعهّد الزعيمان على العمل من أجل تخليص شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بعد عقد قمة تاريخية، كما اتفقا على الدفع باتجاه تحويل الهدنة التي أنهت الحرب الكورية، العام 1953، إلى معاهدة سلام هذا العام، إضافة إلى وقف الأنشطة المعادية بين البلدين، وتغيير المنطقة منزوعة السلاح التي تقسم البلاد لتكون "منطقة سلام"، وذلك عبر وقف بثّ الدعاية، وتخفيض الأسلحة في المنطقة، في انتظار تخفيف التوتر العسكري، وربط وتحديث السكك الحديدية والطرق عبر الحدود.
الاحتجاجات الإيرانية
اندلعت الاحتجاجات الإيرانية، مع أفول العام 2017، بينما استمرت وتصاعدت في المدن الإيرانية، دون أن تخفّ حدّتها خلال العام 2018، وذلك بسبب تدهور الأحوال الاقتصادية، بيد أنّ مسيرة الاحتجاجات رافقتها عدة مطالب أخرى، ما تزال تنادي وتطالب بها، بعضها يتعلق بالوضع الحقوقي تجاه المرأة والأقليات الدينية والقومية والإثنية، والبعض الآخر يطال القمع السياسي والفساد في جهاز الدولة، خاصة ما يرتبط بالكيانات الاقتصادية التابعة للحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى الهجوم الذي تكرر ضدّ الحوزات الدينية ومهاجمة رجال الدين الشيعة.


وبحسب وكالة الأنباء الرسمية في إيران؛ فإنّ الاحتجاجات المستمرة في عدة مدن إيرانية، ترجع بسبب ارتفاع الأسعار وانهيار سعر العملة، ونقص إمدادات المياه والكهرباء. ورصد مقاطع مصورة اتساع نطاق التظاهرات، وقد شهدت الاحتجاجات ترديد المتظاهرين هتافات وشعارات مناهضة للنخبة الدينية، التي تحظى بقدر كبير من النفوذ في إيران.
العقوبات على إيران
دخل الاقتصاد الإيراني في عدة منعطفات حادة، تحت وطأة العقوبات الأمريكية المفروضة عليه، خلال مرحلتيها؛ الأولى والثانية، وذلك بعد ستة أشهر من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وهو ما ترتب عليه ضغوطات عديدة في الاقتصاد الإيراني، ومزيد من العزلة والتراجع، إضافة إلى تدهور في سعر العملة وقيمتها.

اقرأ أيضاً: هل ينحني حزب الله أمام عاصفة العقوبات على إيران؟
في مطلع آب (أغسطس) الماضي، قامت الولايات المتحدة بتنفيذ الحزمة الأولى من العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران، والتي شملت تعطيل معاملات مالية، وواردات المواد الأولية، إضافة إلى إجراءات عقابية في مجالي صناعة السيارات والطيران المدني.
وجاءت الحزمة الثانية من العقوبات في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لتشل قطاعين مهمين في إيران؛ وهما النفط والمصارف، وتحظر العقوبات على الدول والكيانات والشركات الأجنبية دخول الأسواق الأمريكية، في حال قررت المضيّ قدماً بشراء النفط الإيراني، وينطبق الأمر ذاته، على من يريد التعامل مع المصارف الإيرانية.

اقرأ أيضاً: العقوبات على إيران: 5 أشياء يجب أن تعرفها
بيد أنّ واشنطن أعطت استثناءً مؤقتاً لثماني دول، أتاح لها شراء النفط الإيراني بشرط ألا يتم الدفع لهم بالدولار الأمريكي.
جاءت الحزمة الثانية من العقوبات في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي

الناتو العربي
يهدف الناتو العربي، أو ما يعرف بالتحالف العربي الإستراتيجي، الذي من المقرر أن يضم دول الخليج العربي ومصر والأردن، إلى بناء تكتل عربي، بهدف التعاون السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي، بين تلك الدول، وذلك على غرار حلف شمال الأطلسي.
أطلق وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، آنذاك، على ذلك المشروع اسم "تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي"، وهو تحالف من بين أهدافه؛ تعديل سلوك إيران في المنطقة، وكبح نفوذها السياسي، وهيمنتها العسكرية، في العديد من البلدان، مثل اليمن وسوريا ولبنان، وذلك عبر وكلائها الممثلين في الميلشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس، والأخير يقوده قاسم سليماني.

اقرأ أيضاً: هل يشكل "الناتو" العربي منصة ردع إستراتيجي لتعديل سلوك إيران؟
وهذا المشروع الإستراتيجي، بحسب تقرير منشور في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تمت مناقشته مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بعد فوز ترامب، في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كما جرت مناقشة التفاصيل، في لقاءات لوفد سعودي، أرسله الأمير محمد بن سلمان، إلى واشنطن، والتقى مطولاً مع صهر ترامب، المستشار الرئيس في البيت الأبيض جاريد كوشنر.
مقتل خاشقجي
شغلت حادثة مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية، في إسطنبول الرأي العام نتيجة الكثير من اللغط الذي رافقها، وما نجم عن استغلالها سياسياً قبل أن تتبين ملابساتها، بعد تأكيد المملكة العربية السعودية للواقعة، لتبدأ تحقيقات داخل المملكة فيما اعتبرته جريمة، أسفرت عن إعلان وكيل النيابة العامة السعودية "شلعان الشلعان"، توجيه التهم إلى 11 شخصاً في القضية.

اقرأ أيضاً: قميص خاشقجي: هل يتعظ العرب من التاريخ؟
وطالب المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة السعودية، خلال مؤتمر للإعلان عن نتائج التحقيق في القضية، بقتل من أمر بجريمة قتل خاشقجي، ومن نفذها وعددهم خمسة أشخاص.
وأوضح الشلعان أن نائب رئيس الاستخبارات العامة السابق هو من أمر باستعادة خاشقجي إلى السعودية من القنصلية في إسطنبول قبيل مقتله.

اتهمته تركيا بالتجسس ومساعدة المنظمات الإرهابية

تحرير القس الأمريكي

ظلت العلاقات الأمريكية التركية في حالة من المد والجزر، وتعكس توترات شديدة، بسبب العديد من القضايا والملفات، كمثل القضية السورية، بالإضافة إلى أمور أخرى، من بينها، احتجاز القس الأمريكي، أندرو برونسون، في تركيا خلال العام 2016، وذلك إبان محاولة الانقلاب الفاشل في تموز (يوليو) 2016، حيث وجهت تركيا اتهاماً مباشراً إلى رجل الدين التركي، فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، والذي تطلب تسليمه لها بأي ثمن، بينما رفضت الأخيرة ذلك.

اقرأ أيضاً: تركيا والقس برانسون: بعد لغة التهديد.. لماذا غيّر أردوغان موقفه؟
وكان برونسون، من بين المعتقلين الذين اتهمته تركيا بالتجسس ومساعدة المنظمات الإرهابية.
بيد أن تركيا ما لبثت أن أفرجت عن القس الأمريكي، خلال العام 2018، بعد عامين من اعتقاله. وسبق أن هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تركيا بفرض عقوبات كبيرة عليها ما لم تطلق سراحه فوراً.
صعود اليمين في أوروبا
انعقد في كانون الأول (ديسمبر) العام 2017، مؤتمر كبير لعدد من أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا تحت شعار: "من أجل أوروبا للأمم ذات السيادة"، ومع مطلع العام الجديد 2018، بدأت الأحزاب اليمينية ترفع حدة نبرتها للضغط على الاتحاد الأوروبي للمطالبة بوقف اللاجئين والمهاجرين، واعتبرت ذلك الأمر يمثل تهديداً وجودياً لدول أوروبا.

اقرأ أيضاً: إرهاب اليمين المتطرف الخطر القادم من الغرب
يرى خبراء أنّ تنامي وصعود اليمين في أوروبا إنما يعود بسبب تزايد أعداد المهاجرين، وتفشي الحوادث الإرهابية، وفي ظل الأزمة الإقتصادية التي تعانيها الحكومات الأوروبية، والرأسمالية العالمية، فإنّ استدعاء الخطاب اليميني يكون قوياً ومؤثراً، للتغطية على العجز والفشل، واعتبار أن وجود اللاجئين والمهاجرين إنما يتسبب في مشاكل بسوق العمل الأوروبي، الذي ينافس فيه الأجانب أبناء البلد أنفسهم، ويعد استثمار هذا الخطاب العنصري والتحريضي، ضد العرب والمسلمين، مثلاً، لحصد مكاسب سياسية أمراً حيوياً، خاصة في الانتخابات الأوربية.
ومثّل صعود الرئيس الأمريكي، دونال ترامب، لحكم الولايات المتحدة، انتصار جديد لليمين المتطرف وخطابه الشعبوي في الغرب، حيث طغت مواقفه وتصريحاته العدائية ضد المهاجرين، العرب والمسلمين، وقد زادت حدتها قبيل انتخابات الكونجرس.

اقرأ أيضاً: لماذا ينشط اليمين المتشدد في ألمانيا الشرقية؟
وفى أوروبا، تعددت أشكال صعود اليمين في حكومات العديد من الدول، في السويد والنمسا وبريطانيا، وغيرهم، خاصة، بعد أزمة اللاجئين التى واجهت دول الإتحاد الأوروبي، فى الأعوام الماضية، وهو ما برز بشكل واضح في لندن، بعد تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما يعرف بـ "البريكست". وفى النمسا، تشكلت حكومتها الائتلافية من اليمين الممثل فى حزب الشعب المحافظ وحزب الحرية الأكثر تطرفاً وتشدداً.

احتجاجات نظمتها حركة "السترات الصفراء"

السترات الصفراء

شهدت العاصمة الفرنسية باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تحركات شعبية احتجاجية، واسعة النطاق، شملت المدن والقرى الصغيرة في الريف الفرنسي؛ اعتراضاً على غلاء المعيشة وزيادة الضرائب؛ نظمتها حركة "السترات الصفراء"، نسبة إلى السترات الصفراء التي يرتديها المعتصمون، وتعدّ رمزاً لاحتجاج السائقين على ارتفاع أسعار الوقود.

اقرأ أيضاً: السترات الصفراء ونزع السحر عن الديمقراطية
وقعت عدة مصادمات عنيفة بين قوات الأمن الفرنسية، وأنصار حركة السترات الصفراء، في باريس، فضلاً عن الاعتقالات التي طالت العديد من المشاركين في الاحتجاجات، ما دفع السلطات إلى نشر مدرعات، للمرة الأولى، في العاصمة، وعددها 14 مدرعة، وذلك منذ أحداث الشغب التي وقعت في ضواحي باريس، العام 2005.
وتزامنت هذه التطورات الأمنية لمواجهة الاحتجاجات مع ارتفاع عدد الجرحى والموقوفين من المتظاهرين، الذين رفعوا سقف مطالبهم نحو إقالة الرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون، فضلاً عن تصاعد التظاهرات التي عادت للتجدد في محيط قوس النصر، في باريس، وقيام الأمن باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية