بانوراما 2018: تعرف إلى أبرز 7 إنجازات تقنية

بانوراما 2018

بانوراما 2018: تعرف إلى أبرز 7 إنجازات تقنية


26/12/2018

آلاف الكيلومترات تُقطع في دقائق، وبيوت ومكاتب متنّقلة، وأعيُن كاملة منتجة بواسطة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.. هذه ليست تنبؤات من وحي الخيال العلمي؛ بل بعض المنجزات التي تحققت في العام 2018 على طريق البشرية نحو المستقبل، وفيما يلي عرض لأبرز 7 منها:
ساعتان من الصين إلى الولايات المتحدة!
لمن قضى حياته في موطنه بين أهله وأحبابه، ثم جاءته فرصة للعمل أو الدراسة في دولة أخرى، فلا بد أنّ أول ما يراوده هو مشاعر الغربة وما يصاحبها من الوحشة والحنين، ولكن هذا الحال قد لا يدوم إلى الأبد، هذا ما تعد به التكنولوجيا؛ ففي مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كشفت شركة "هايبرلوب" لتكنولوجيا المواصلات، ومقرّها كاليفورنيا، عن أول كبسولة "هايبرلوب" لنقل الركاب كاملة التصنيع، في إسبانيا، والتي سيتم نقلها بعد ذلك إلى مدينة تولوز في فرنسا؛ حيث ستخضع هناك لمرحلة نهائية من التصنيع، قبل أن تكون جاهزة تماماً لأول تجربة عملية في سكّة مخصصة لها.

بإمكان كبسولات الهايبرلوب نقل الركاب في أنابيب مفرغة بسرعات تتجاوز 1200كم في الساعة

بدأت الفكرة العام 2012، حين جاء إطلاق المشروع على يد رجل الأعمال والمخترع الأمريكي "إيلون ماسك"، مؤسس شركة السيارات "تسلا" وشركة "SpaceX" لأبحاث الفضاء، والفكرة ببساطة هي عبارة عن أنابيب متصلة ببعضها تربط بين المحطات، يتم إفراغ الهواء منها، ويتم رفع كبسولات المسافرين داخلها بواسطة حقل كهرومغناطيسي يتم توليده من الطاقة الشمسية، وبالتالي كبسولات مندفعة، لا تواجه أيّ مقاومة من الهواء، ولا تتعرض لأي قوة احتكاك، وهو ما يعني سرعة فائقة لا سابق لها في أي وسيلة نقل أخرى، فبإمكان كبسولات الهايبرلوب نقل الركاب بسرعات تتجاوز 1200 كم في الساعة، ما يعني تقليص الوقت اللازم لقطع المسافة بين مدن تفصلها مئات الكيلومترات إلى مجرد دقائق.
وتشير مثل هذه الأرقام إلى إمكانية الانتقال بين أمريكا والصين خلال رحلة تستغرق ساعتين فقط! وإذا كانت الرحلة بين مدينتي لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو تحتاج إلى ثماني ساعات بالباص، وأربع ساعات بالقطار، وثلاث ساعات بالطائرة، فإنها بواسطة "الهايبرلوب" لن تحتاج أكثر من 30 دقيقة!

اقرأ أيضاً: بانوراما 2018: نماذج مضيئة لمكتسبات المرأة العربية
قامت الشركة باختيار عشر مسارات للجيل الأول من "الهايبرلوب"، بناءً على معايير عديدة، وسيكون أحدها بين مدينتي دبي وأبوظبي، ليقلل المدة الفاصلة بين المدينتين من ساعتين، إلى 12 دقيقة فقط. وتؤكد الشركة أن "الهايبرلوب" ستكون وسيلة ذات أمان عالٍ، إضافة إلى أنها لا تتأثر بالأحوال الجوية، ولا بانقطاع التيار الكهربائي، وإن كان ستبقى هناك تحديات عديدة؛ من مشاكل السياسة إلى صعوبات الجغرافيا، إلى تحدي وكلفة انشاء شبكة الأنابيب والبنية التحتية الملائمة.

كبسولة الهايبرلوب التي عُرضت في تشرين الأول الماضي

ولادة أول بشر معدلين وراثياً
في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أعلن الطبيب الصيني "هي جيان كوي" عن نجاح عملية ولادة لأول طفلين معدلّيْن جينياً في تاريخ البشرية: لولو، ونانا. العملية تمت بشكل سرّي، ودون علم الجامعة التي يعمل بها "كوي"، أثناء فترة إجازته، وقد اعتمد فيها تقنية "كريسبر سي اي اس 9"، التي تحدث قطعاً في الحمض النووي لتعطيل جين مُعيّن، وكان الهدف منها، بحسبه، هو محاولة حماية التوأمين من الإصابة بفيروس الإيدز، باعتبار أن والدهما مصاب به.

قد يساهم التعديل الجيني بإيجاد بشر بصفات متفوّقة ما يهدد بتحديات اجتماعية وسياسية خطيرة

تسببت العملية بصدمة كبيرة للمجتمع العلمي، وقوبلت بتنديد ورفض واسع من قبل الأوساط المختصّة التي وصفت العمل بغير المسؤول وغير الأخلاقي؛ فمن ناحية لا يمكن الاطمئنان على صحة الرضيعين وما يمكن أن يصابا به بعد أعوام، والأولى بمثل هذه التجارب أن تُجرى على الحالات الميئوس منها، ومن ناحية أخرى فإن هذه العملية قد تفتح الباب أمام تجارب خطرة وغير منضبطة في الأعوام المقبلة، وهو ما يمثل خطراً حقيقياً على الأجيال القادمة، فأغلب الدول تمنع منعاً كلياً تعديل موروثات أجنّة انسانية؛ لما قد يحدثه ذلك من آثار بالغة على الدول والمجتمعات، في حال ساهم التعديل الجيني في إيجاد بشر بصفات متفوّقة، ما قد يجلب مشاكل وتحديات اجتماعية وسياسية خطيرة.

فاجأ هي جيان كوي الجميع بعمليته غير المسبوقة

مسبار "إنسايت" يصل المريخ
وفي 26 تشرين الثاني (نوفمبر)، وبعد رحلة اجتاز فيها مسافة 485 مليون كم، وصلت الإشارات إلى وكالة ناسا تفيد بهبوط "إنسايت" بسلام على سطح المريخ، في منطقة "ايليزيوم بلانيتا" بالتحديد. "إنسايت" هو مسبار فضائي صُنع لأجل دراسة كوكب المريخ، كان من المقرر إطلاقه في شهر آذار (مارس) من العام 2016، إلا أنّ الإطلاق تأجل حتى أيار (مايو) من العام 2018، حتى تم الانتهاء من تعديل نظام قياس الزلازل الذي يحمله.

مهمة مسبار "إنسايت" الذي هبط بسلام على سطح المريخ الاستكشاف الباطني لهذا الكوكب

الاهتمام والاحتفاء الكبير الذي حظيت بها الرحلة يأتي من أهمية المهمة التي يضطلع بها، وهي الاستكشاف الباطني لسطح المريخ، وذلك باستخدام التقصّي الزلازلي والحراري، حيث سيقوم "إنسايت" بتثبيت جهاز خاص لقياس الزلازل ومجسّ للحرارة الباطنية، وذلك بهدف دراسة التطورات الجيولوجية السابقة للكوكب، وهي دراسة مهمة للغاية على مستوى علم الكون (الكوزمولوجيا)، ستساعد في فهم كيفية تشكل الكواكب الصخرية، كالمريخ، والأرض، والزهرة وعطارد. كما سيقوم "إنسايت" بتنفيذ سلسلة من التجارب  الراديوية لاستكمال دراسات البنية الداخلية للمريخ. ومن المتوقع أن تستمر المهمة لمدة سنتين.
وفور وصوله، أرسل المسبار أول صورة "سيلفي" له من سطح المريخ إلى الأرض، حيث قام بذلك عن طريق كاميرا مثبتة في "يده" الروبوتية، كما قام بإرسال صور كروية (360 درجة) تم تداولها على نحو واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

إنسايت على سطح المريخ

هل تنتهي عمليات التهريب والبضائع المزورة؟
في مؤتمر "Think 2018" الذي عقدته شركة (IBM) الأمريكية، في آذار (مارس) الماضي، قدمت الشركة منتجها الجديد، "المرساة المشفّرة" (Crypto Anchor)؛ أصغر أجهزة حاسوب في العالم، بحجم ذرة الملح الكبيرة، والمُصمم خصيصاً للتأكد من مصدر المنتجات والبضائع، وبيان تفاصيل المسار الذي سلكته من مصدر الإنتاج وحتى يد المستهلك.

صمم حاسوب "المرساة المشفّرة" خصيصاً للتأكد من مصدر المنتجات والبضائع وبيان تفاصيل المسار الذي سلكته

وقد تم تصميم هذا الحاسوب ليكمّل وظائف تقنية "البلوك تشين" (Blockchain)، والتي هي عبارة عن سلاسل مترابطة من كتل البيانات التي تقيّد كميات لا متناهية من المعاملات والسجّلات، حيث ينصب تركيز هذه الحواسيب الصغيرة على المساهمة في دعم سلاسل البيانات وتطوير قدرات التتبع عندها؛ فبفضلها سوف تتمكن السلاسل من استقبال المعلومات عن المنتجات أولاً بأول، مثل مكان الإنتاج، والشحن، أو إذا حصل شيء ما للمنتج. وبذلك ستقوم بتمديد وإيصال "البلوك تشين" إلى العالم الواقعي، معززة بذلك ميّزات هذه التقنية التي يرى كثيرون أنّها ستحدث ثورة كبرى في مستقبل التعاملات المالية والتجارة العالمية، بحيث تؤدي للاستغناء أي وسطاء، بما في ذلك البنوك.

اقرأ أيضاً: بانوراما 2018: تعرّف إلى أهم إنجازات استكشاف الفضاء
هذه الحواسيب كلفتها متدنية جداً، وهي عبارة عن رقائق يمكن وضعها بسهولة على البضائع المختلفة، من أجهزة الموبايل إلى الأدوية وحتى الخضراوات، وبفضلها سيتم التصدي بشكل تامّ للصناعات الاحتيالية، والمنتجات المزيّفة، وعمليات التهريب، والتي تكلف التجارة العالمية ما يزيد على 600 مليار دولار أمريكي سنوياً.

ستوصل "المرساة المشفّرة" سلاسل البيانات (البلوك تشين) بالعالم الواقعي

لا داعي للتبرع بالقرنية بعد اليوم
في الثلاثين من أيار (مايو) أذاع علماء في جامعة نيوكاسل بإنجلترا خبراً ساراً لملايين من فاقدي حاسة البصر حول العالم بسبب تلف القرنية، وذلك مع الإعلان عن تمكّنهم من إنتاج قرنيات بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لأول مرة.

تمكنت مجموعة بحثية في جامعة مينيسوتا الأمريكية من طباعة عين كاملة مطابقة تماماً للعين البشرية

القرنية هي الطبقة الخارجية للعين البشرية، ودورها هو المرحلة الأولى من عملية الإبصار، حيث تستقبل الضوء، وتقوم بتركيزه، وإيصاله إلى الشبكية. وهناك نحو 10 ملايين شخص، يعانون من العمى بسبب تلف في هذا النسيج الحساس، ناجم إما عن الحروق، أو التمزقات، أو التآكل، أو الإصابة بعدوى كمرض "التراخوما"، وتكمن المشكلة في صعوبة توفير العدد اللازم من القرنيات عبر التبرع، وهو ما سيتم تجاوزه مع القرنية المصنوعة.
استخدم العلماء لصناعة القرنية الخلايا الجذعية البشرية مع الكولاجين، في مدة قياسية لا تتجاوز 10 دقائق للقرنية الواحدة، باستخدام طابعة بيولوجية ثلاثية الأبعاد. والعلماء الآن بصدد إجراء اختبارات إضافية على القرنيات الجديدة، قبل أن يتم اعتمادها بشكل نهائي في زراعة قرنية العين.

من الفريق البحثي: د.ستيف سوايوكلو والبروفيسور شي كونون يراقبان طباعة إحدى القرنيات

مكاتب وفنادق ومقاهٍ متحركة!
في أيلول (سبتمبر) العام 2018، أعلنت عملاقة الأثاث السويدية، شركة "أيكيا"، عن البدء بتطوير تصاميم خاصّة بالسيارات ذاتية القيادة، انطلاقاً من الاعتقاد الجازم بأنها ستكون وسيلة النقل المستقبلية، وفي زمن ليس ببعيد.

اقرأ أيضاً: قريباً.. آيفون بتقنية الجيل الخامس (G5)
وبما أنّه لن يكون هناك نصف ساعة صباحية أو مسائية للقيادة أثناء التوجه للعمل يومياً، فهذا يعني أننا سنحصل يومياً على مزيد من الوقت، لا بد من استغلاله والاستفادة منه، وهو ما يتطلب التفكير في هذه السيارات ذاتية القيادة بطريقة مبتكرة، وهذا ما سعت له "أيكيا".

اقرأ أيضاً: بانوراما 2018: مصر تنجح بخفض مؤشر الإرهاب
ببساطة، ومن خلال التصميمات الداخلية، بالإمكان تحويل هذه السيارات إلى مكاتب عمل، ومتاجر، ومقاهٍ، وفنادق! لتصبح بذلك هذه المركبات امتداداً لحياة الإنسان اليومية؛ للمنازل، والشركات، والأسواق! وقد عهدت الشركة تقديم التصاميم إلى مختبر "الحياة المستقبلية" الملقب بـ"Space10" التابع للشركة.

تصميم مقترح لمكتب داخل سيارة ذاتية القيادة

هل اقترب العلم من صناعة عين بشريّة كاملة؟
في 29 آب (أغسطس) العام 2018، تمكنت مجموعة بحثية في جامعة مينيسوتا الأمريكية من القيام بطباعة عين كاملة مطابقة تماماً للعين البشرية، المجموعة مكوّنة من فريق يجمع بين الطب والهندسة الإلكترونية، قام أفراده بانتاج عين "بيو-إلكترونية" (Bionic)، تقوم على التكامل ما بين البيولوجيا والهندسة الإلكترونية؛ فهي تحتوي على مجسات لالتقاط الضوء، ومن ثم تحوّله إلى كهرباء، ومن بعدها تقوم التيارات العصبية بنقل هذه الطاقة الى الدماغ، ما يسمح له بتحويل هذه الطاقة الى صور ومن ثم الإبصار.. ولطالما كانت هذه العين من قبيل الخيال العلمي، ولكنها اليوم باتت حقيقة!

اقرأ أيضاً: الواقع المعزّز: سحر التكنولوجيا الجديد.. ماذا تعرف عن هذه التقنية؟
المجموعة تعمل الآن على زيادة فعالية العين وعلى تحسين نوعية المواد المصنوعة منها بما يسمح بتركيبها بسهولة داخل جحرة العين.

نموذج للعين المنتجة بواسطة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد

الصفحة الرئيسية