بايدن يعلن إطلاق مبادرة كبرى للمناخ بالشراكة مع الإمارات.. ما أهدافها؟

بايدن يعلن إطلاق مبادرة كبرى للمناخ بالشراكة مع الإمارات.. ما أهدافها؟


03/11/2021

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، إطلاق مبادرة للمناخ بالشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أنّ هذه الخطوة تأتي استجابة "لما اقترحته واشنطن في قمة القادة للمناخ".

وأضاف خلال كلمته في قمة المناخ بجلاسكو الأسكتلندية، "في الأشهر الستة الماضية، عملنا مع (عشرات الشركاء) من أجل دعم هذه الاستثمارات العامة والخاصة، واليوم نعلن مع الشركاء إطلاق هذه المبادرة البالغ قيمتها 4 مليارات دولار، وأدعو الجميع إلى الانضمام إلينا لرفع هذه القيمة إلى الضعف من أجل التصدي للتغير المناخي"، كما نقلت قناة "الشرق" التلفزيونية.

جون كيري: تفخر الولايات المتحدة بإطلاق مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ بالشراكة مع الإمارات ومشاركة أكثر من 80 شريكاً دولياً

 

وتابع بايدن: "نحن بحاجة للعمل الجماعي لأننا بحاجة إلى التعاون، بشكل فردي لا يمكن المضي قدماً، والولايات المتحدة ستطلق هذه الجهود وستكون رائدة".

واستكمل: "نحن بحاجة للأصدقاء والجيران والشركاء ولا يمكننا أن نقوم بشيء فردياً، لكن معاً بإمكاننا تحقيق المزيد".

تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً

وتشير وكالة الأنباء الإماراتية "وام" إلى أنّ مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ"، التي أطلقت أمس في مؤتمر «COP26»، هي مبادرة عالمية كبرى تقودها الإمارات والولايات المتحدة، وتهدف إلى تسريع العمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً على مدى الأعوام الخمس المقبلة.

مبادرة عالمية كبرى تقودها الإمارات والولايات المتحدة

وتعهدت الإمارات باستثمار إضافي قيمته مليار دولار كجزء من هذه المبادرة.
وقد جاء إطلاق المبادرة خلال القمة المنعقدة على مستوى القادة في ثاني أيام مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ  «COP26»، وتركز المبادرة على تسريع ابتكار أنظمة زراعية وغذائية تدعم العمل المناخي، حيث يتحمل القطاع الزراعي المسؤولية عن 25% تقريباً من الانبعاثات الضارة بالبيئة عالمياً. كما تسعى المبادرة إلى تعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الزراعي، وتوفير فرص عمل أكبر في هذا القطاع الحيوي الذي يوفر اليوم أكثر من 2 مليار فرصة عمل، ويوفر الغذاء لكافة سكان الكوكب.

 

مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ" هي مبادرة عالمية كبرى تقودها الإمارات والولايات المتحدة، وتهدف إلى تسريع العمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً على مدى الأعوام الخمس المقبلة

وبحسب تصريحات نقلتها صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، فقد قال سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي إنّ دولة الإمارات كانت سباقةً في تركيزها على الابتكار والنمو الأخضر استعداداً لمرحلة التحول في قطاع الطاقة، حيث استثمرت 17 مليار دولار أمريكي تقريباً في مشاريع الطاقة المتجددة حول العالم. وتشكل مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ امتداداً لاستراتيجية الاستثمارات النوعية والذكية لدولة الإمارات.

أكثر من 80 شريكاً دولياً

من جانبه، قال جون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ: "تفخر الولايات المتحدة بإطلاق مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ بالشراكة مع الإمارات ومشاركة أكثر من 80 شريكاً دولياً. ونعتبر الاستثمار في ابتكار أنظمة زراعية ذكية مناخياً أمراً بالغ الأهمية لمعالجة أزمة المناخ؛ إذ يتيح ذلك تقليل الانبعاثات الكربونية، وتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة لسكان العالم، ومساعدة المزارعين ومربي الماشية على التكيف مع آثار التغير المناخي. وقد حققت المبادرة انطلاقة رائعة مع تسجيلها حتى الآن التزامات أولية بقيمة 4 مليارات دولار لزيادة الاستثمار في ابتكار أنظمة زراعية وغذائية ذكية مناخياً. ولكن يمكن ويتعين على المشاركين في المبادرة بذل جهود أكبر لزيادة الاستثمار في السنوات المقبلة. وفيما نتطلع إلى رؤية ما يمكن أن تحققه هذه المبادرة، أشجع المزيد من الدول على الانضمام إليها".


في غضون ذلك، قالت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات: "يتمحور جزء كبير من التحدي المناخي حول أنظمة الغذاء والزراعة. وفي ضوء مساهمة القطاع الزراعي بنحو ربع انبعاثات الغازات الدفيئة ومع النمو المتزايد في أعداد سكان العالم ومواصلة تأثير التغير المناخي على قدرات إنتاج الغذاء، تزداد حاجة العالم لهذا النوع من الاستثمار في البحوث والتطوير والابتكار الزراعي. ومن هذا المنطلق، تعتبر مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ مثالاً للخطوات الجريئة التي نحتاج إليها لتسريع التحول المنشود في النظم الغذائية العالمية، وصولاً إلى تحقيق ثاني أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في القضاء التام على الجوع بحلول عام 2030. وستساهم هذه المبادرة في حشد الجهود العالمية لتعزيز الأمن الغذائي، وزيادة استدامة أنظمتنا الغذائية، والتخفيف من حدة التغير المناخي".

مسألة أمن قومي

وكان تحليل نشره "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" أشار إلى أنّ دول مجلس التعاون الخليجي تعدّ من بين أكثر الدول تضررًا من تغير المناخ - حتى لو كانت، نظرًا لثروتها، في وضع أفضل من العديد من البلدان الأخرى في المنطقة لبناء قدرتها على الصمود ضده. ولفت التحليل إلى أنّ "ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الخليج في العقود الأخيرة أدى إلى تفاقم ندرة المياه والتصحر في المنطقة. ففي المتوسط، تعتمد دول مجلس التعاون الخليجي على تحلية المياه لأكثر من ثلثي احتياجاتها من المياه. كما يؤثر نقص المياه والمناخ القاسي أيضًا على الأمن الغذائي؛ إذْ تستورد قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة 80-90 في المائة من طعامها، وعُمان حوالي 50 في المائة، والكويت والمملكة العربية السعودية في بعض الأحيان ما تصل نسبته إلى 70 في المائة". ونبّه "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" إلى أنه يمكن أن يصبح نقص الغذاء مشكلة تتعلق بالأمن القومي في أثناء حدوث اضطراب في سلاسل التوريد كما حدث مع وباء كوفيد -19".

وحظيت مبادرة "الابتكار الزراعي المناخي" بدعم عالمي كبير من أكثر من 30 دولة مع انضمام أذربيجان وكندا والمملكة المتحدة إليها مؤخراً، بالإضافة إلى 48 وكالة غير حكومية.
ويعتزم المشاركون في مبادرة "الابتكار الزراعي المناخي" تشجيع القطاعين العام والخاص على زيادة الاستثمار في ابتكار أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً لرفع سقف الطموح العالمي وتسريع وتيرة العمل المناخي في جميع البلدان، والارتكاز على البحث العلمي والبيانات الموثوقة لصنع القرار ورسم السياسات.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية