بسام الملا.. الحارة الشامية تغلق بابها حداداً

بسام الملا.. الحارة الشامية تغلق بابها حداداً


23/01/2022

شكّل المخرج السوري بسام الملا حالة متميزة في الدراما السورية، وكان واحداً من أبرز رموز مسلسلات "البيئة الشامية" التي حازت شهرة كبيرة، قبل أن توافيه المنية ويرحل عن عالمنا أمس السبت عن عمر يناهز الـ 66 عاماً بسبب أزمة صحية.

ونعت نقابة الفنانين في سوريا، أمس، الملا الذي يعدّ أحد أبرز المخرجين في تاريخ الدراما السورية.

اقرأ أيضاً: وفاة المخرج السوري علاء الدين كوكش.. تعرف إلى عراب دراما البئية الشامية

ونشرت نقابة الفنانين في سوريا- فرع دمشق، النعي على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وقالت "فرع دمشق لنقابة الفنانين ينعى إليكم وفاة الزميل الفنان القدير بسام الملا، وسنوافيكم لاحقاً بمواعيد الدفن والعزاء".

وقالت رئيسة فرع دمشق لنقابة الفنانين تماضر غانم في تصريحات لوكالة "فرانس برس" إنّ الملا توفي في مدينة زحلة بمنطقة البقاع شرق لبنان، "ويجري العمل على نقل جثمانه وتجهيز جنازته في دمشق"، مؤكدة على أنه "توفي بشكل طبيعي، وكان يعاني من مرض السكري".

بدأ بسام الملا مسيرته المهنية كمساعد مخرج، ثم أخرج العديد من المسلسلات، بالإضافة إلى أنه مالك شركة ميسلون للإنتاج والتوزيع الفني

وبسام الملا من مواليد 13 شباط (فبراير) من العام 1956، وينتمي إلى عائلة فنية عريقة، فوالده الممثل أدهم الملا وأشقاؤه المخرجون مؤمن وبشار الملا والممثل مؤيد الملا، وولداه أدهم وشمس الملا، اللذان شاركا كممثلين في مسلسل "باب الحارة".

نشأ المخرج السوري على حب الفن والإبداع الذي ورثه من والده الفنان الراحل أدهم الملا، وبدأ مسيرته المهنية كمساعد مخرج، ثم أخرج العديد من المسلسلات، بالإضافة إلى أنه مالك شركة ميسلون للإنتاج والتوزيع الفني.

اقرأ أيضاً: الدراما الرمضانية في ظلّ كورونا.. مسلسلات نجت من الجائحة وأخرى تمّ تأجيلها

أما مشواره في الإخراج بدأ بمسلسل فريد للأطفال بعنوان "كان يا ما كان" وتدور أحداثه حول شؤون الأخلاق وحسن تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان، وهو من بطولة سامية الجزائري ونادين خوري وفاتن شاهين ورضوان عقيلي.

وفي عام 1991 قدم مسلسل "الخشخاش"، الذي جمع حينها نجوم الدراما السورية، مثل منى واصف ورفيق سبيعي وأيمن زيدان وعباس النوري وسلوم حداد وأيمن رضا.

رسام البيئة الشامية

 اختص بسام الملا في أعمال البيئة الشامية، وكانت الملعب الأساسي له، ففي العام 1991 أيضاً، قدّم أولى أعماله الشامية الخالدة بعنوان "أيام شامية"، عرض من خلاله قصة حي من أحياء دمشق أواخر العهد العثماني وبداية عصر النهضة وتعرض للعادات والتقاليد والعلاقات التي كانت سائدة في ذلك الوقت.

اقرأ أيضاً: هل يؤرِّخ رمضان 2019 لانتكاسة الدراما المصرية؟

ثم أخرج عام 2000 عملاً شامياً شهيراً أيضاً هو "الخوالي"، الذي روى قصة نصار ابن عريبي المناضل ضد الاحتلال بمشاركة بسام الملا وسليم صبري وصباح الجزائري وهالة شوكت وأمل عرفة وغيرهم.

وبعد 4 أعوام وتحديداً عام 2004 قدّم مسلسل "ليالي الصالحية" الذي يجسد مقولة "الدم ما بيصير مي" وهو من بطولة رفيق سبيعي ونبيلة النابلسي ومنى واصف وهالة شوكت، وغيرهم.

أما عام 2006 فشهد أشهر أعماله وأعمال الدراما السورية على الإطلاق وهو "باب الحارة"، وعمل فيه مخرجاً ومنتجاً ومشرفاً عاماً حتى الجزء الـ 9.

وعرفت أعمال الملا، وخصوصاً تلك التي تناولت البيئة الدمشقية، بجماهيريتها الشديدة، فقد أعيد عرضها على شاشات القنوات الفضائية العربية عشرات المرات وحققت ولا تزال نسب مشاهدة مرتفعة، وحصد عنها العديد من الجوائز.

لكن أعمال بسام الملا غالباً ما تلقى انتقاداً بسبب صورة المرأة التي يقدمها في مسلسلاته، وهي صورة ينتصر فيها المنطق الذكوري، ويرى كثيرون أنّ المرأة تتحول من خلالها إلى جارية همّها تدبير شؤون المنزل وإرضاء الزوج فقط.

 اختص الملا في أعمال البيئة الشامية، وكانت الملعب الأساسي له، ففي العام 1991 أيضاً، قدّم أولى أعماله الشامية الخالدة بعنوان "أيام شامية"

كما تعرّض بسام الملا لانتقادات تخص طبيعة علاقته مع الممثلين ومعروف عنه حب تغيير الشخصيات باستمرار والتعديل على محتوى المسلسلات وخصوصاً إذا كان ذا أجزاء عدة كمسلسل باب الحارة مثلاً، وفق ما أورد موقع "الفن".

وأخرج الملا مسلسلات درامية أخرى، منها؛ العبابيد عام 1996، وزمن المجد عام 1999، والزعيم عام 2011، وسوق الحرير عام 2020.

وأخرج العديد من برامج المنوعات التلفزيونية، منها؛ الليل والنجوم عام 1986، وبساط الريح عام 1993، وداوود في هوليوود عام 1998.

حصد بسام الملا الكثير من التكريمات والجوائز خلال مشواره الفني، منها الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة عن مسلسلي "أيام شامية" و"العبابيد"، وجائزة أحسن إخراج عن الجزء الأول من مسلسل "باب الحارة" في مهرجان التلفزيون العربي بتونس عام 2007

اقرأ أيضاً: فرقة بانوراما البرشا لمسرح الشارع: العلاج النفسي بالدراما

 

ولعل أهم توثيق لمسيرة بسام الملا التلفزيونية منذ بداياته حتى مسلسله الأخير باب الحارة، نجده في كتاب بسام الملا: عاشق البيئة الدمشقية للناقد والصحفي السوري محمد منصور، الذي صدر عن دار كنعان في دمشق عام 2008 ضمن سلسلة الدراما التلفزيونية السورية: تاريخ وأعلام التي يصدرها الناقد المذكور.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية