بطلة قدّمت أبناءها لمقاومة الإرهاب.. تونس تودّع "الخالة زعرة"

بطلة قدّمت أبناءها لمقاومة الإرهاب.. تونس تودّع "الخالة زعرة"


25/11/2020

توفيت أمس "الخالة زعرة"، التي تُعدُّ واحدة من أيقونات المقاومة الرمزية للإرهاب في تونس، عن عمر يناهز الـ 80 عاماً.

وترسّخت التونسية المُلقبة بـ "الخالة زعرة" في المخيلة الشعبية التونسية بصورة البطلة التي قدّمت أبناءها لمقاومة الإرهاب.

و"الخالة زعرة السلطاني"، هي أم لمبروك وخليفة السلطاني، اللذان تمّ ذبحهما من قبل العناصر الإرهابية في أول نقطة مواجهة للإرهابيين في جبل "مغيلة" بمحافظة القصرين التونسية.

ويحتضن جبل مغيلة الجماعات الداعشية منذ عام 2011، سيما تنظيم "جند الخلافة" و"كتيبة عقبة بن نافع" وتنظيم "أنصار الشريعة"، وعلى سفح هذا الجبل أكملت "الخالة زعرة" حياتها بعد قرابة الـ 3 أعوام من ذبح نجليها، راسخة، بحسب وصف المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس.

 

عُرف عن (الخالة زعرة) تعففها عن كل الهبات والعطايا، حيث تشبثت بالبقاء في كوخها الصغير على سفح الجبل لإتمام مهمة الصمود ضد الإرهاب الذي روّع التونسيين منذ عام 2011

وإلى جانب صمودها في وجه الإرهاب وبطشه، رفضت عرض الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي، الذي اقترح عليها الانتقال للعيش في العاصمة تونس في ضاحية قرطاج على حساب الدولة.

وعُرف عن "الخالة زعرة" تعففها عن كل الهبات والعطايا التي حاول ميسورو الحال في تونس تقديمها لها، حيث تشبثت بالبقاء في كوخها الصغير على سفح الجبل لإتمام مهمة الصمود ضد التطرّف والإرهاب الذي روّع التونسيين منذ عام 2011.

وقال سالم السلطاني، وهو أحد أقارب العائلة، في اتصال هاتفي مع "العين الإخبارية": إنّ "الخالة زعرة كانت أيقونة للصبر والصمود ضد الإرهاب".

وأضاف السلطاني: "كانت تتمني اللحاق بالرفيق الأعلى في عملية مواجهة مع الإرهابيين الذين سكنوا الجبال التونسية".

وأكّد سالم السلطاني ، خلال حديثه لـ" العين الإخبارية" أنّه "رغم الألم الذي رافقها لفقدان ابنيها، لكنّها تلقت خبر موتهما وذبحهما بابتسامة"، معتبرة أنّ "مبروك وخليفة هما من جنود الوطن، دون أن يلبسوا الزي الميري".

ومبروك وخليفة السلطاني هما شابان تونسيان عاشا على تخوم جبل مغيلة، وكانا يعملان في رعي الأغنام، قبل أن يتم ذبحهما في فترات متفاوتة بين عامي 2016 و2017 من قبل الجماعات الإرهابية بتهمة التعاون مع الجيش التونسي لمراقبة الجبال.

ونشر تنظيم داعش الإرهابي عملية ذبحهما بطريقة وحشية صدمت الرأي العام التونسي خلال الأعوام الماضية.

وخيّمت حالة من الحزن على صفحات التواصل الاجتماعي بتونس، حداداً على وفاة "الخالة زعرة" وكل ضحايا الإرهاب.

ويتزامن الحزن والحداد على رحيل "الخالة زعرة" مع الذكرى الخامسة للعملية الإرهابية التي استهدفت 12 عنصراً من الحرس الرئاسي، كما يتزامن مع إحباط عملية إرهابية كادت أن تسقط ضحايا في شارع الحبيب بورقيبة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية