بعد استهداف كومارت.. هذا ما يريده الحوثيون

بعد استهداف كومارت.. هذا ما يريده الحوثيون


19/01/2019

تسعى ميليشيا الحوثي، بكلّ ما أوتيت من قوة، إلى إسقاط اتفاقية ستوكهولم؛ حيث صعّدت قياداتها من لغة التعاطي مع الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن بخصوص نشر مراقبين في الحديدة.

فبعد يوم من تعرض رئيس لجنة إعادة الانتشار في الحديدة، باتريك كومارت، لإطلاق نار في الحديدة، اتهم الحوثيون الجنرال الهولندي بالسعي إلى إسقاط اتفاقية ستوكهولم، وهذا مؤشر على أنّ الجماعات الانقلابية تعدّ الجنرال مشكلة تعكّر صفو المراوغات، التي تتعاطى فيها مع المجتمع الدولي.

وأعلنت قيادات حوثية عدم قبول القرار الأممي رقم (2452)؛ الذي يدعم خطة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للحديدة، في إشارة تمهيدية تعتقد الجماعة بأنّها ستنجح بعد مزيد من التصعيد حولها إلى المساومة، لتكون المعادلة: قبول القرار يساوي تغيير الجنرال. وتستخدم الجماعة عادة أسلوب التصعيد والتهديد على الأرض، لتمهّد لخطوات سياسية مقبلة، على غرار ما فعلت مع المبعوث الأممي السابق، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وفق صحيفة "الشرق الأوسط".

استهداف الحوثيين لكومارت واتهامه بالسعي لإسقاط اتفاقية استوكهولم مؤشر على أنّه يعكّر صفو مراوغاتهم

وأكّد عضو المجلس السياسي للحوثيين، محمد البخيتي، رفض الجماعة، المدعومة من إيران، توسيع البعثة الأممية، وقال البخيتي: "لن نقبل الحوار حول زيادة عدد المراقبين الدوليين، إلا بعد حلّ مشكلة باتريك كومارت؛ لأنّه يسعى، منذ اللحظة الأولى من تعيينه، إلى إسقاط اتفاق ستوكهولم؛ حيث وصفه بأنه اتفاق غامض وسعى لاتفاق جديد"، وفق ما نقلت "فرانس 24".

ودعا القيادي البارز في الجماعة، ووزيرها في حكومة الانقلاب للشباب والرياضة، حسن زيد، إلى طرد رئيس المراقبين في الحديدة وإشعال القتال مجدداً، معتبراً -في منشور له على فيسبوك؛ أنّ "كومارت يحاول تسليم المدينة وموانئها لأعداء الجماعة، من الأمريكيين والبريطانيين والسعوديين والإماراتيين"، على حدّ زعمه.

وقال القيادي الحوثي، حسن زيد، مخاطباً جماعته: "احذروا الهولندي، وتباً له وللترتيبات الممهدة للاحتلال"، على حدّ زعمه، مشيراً إلى أنّ القوات الحكومية والتحالف الداعم لها عجزت عن أخذ المدينة والموانئ بالقوة، وهو ما لا يمكن منحه للهولندي كومارت، ودعا زيد، وهو من المطلوبين للتحالف الداعم للشرعية ضمن قائمة الأربعين، إلى طرد رئيس المراقبين الأمميين من الحديدة، قائلاً: "فليرحل من اليمن ولندافع عن كلّ شبر حتى آخر قطرة من دمائنا".

في المقابل؛ قال المتحدث باسم الأمم المتحدة: إنّ "الجنرال وأعضاء فريقه سالمون في الحديدة، في اليمن"، بعد وقوع حادثة إطلاق نار أول من أمس.

ووفق ما نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، بنسخته العربية؛ فقد ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: "كان كومارت في اجتماع مع ممثلي الحكومة اليمنية في لجنة التنسيق، وعند مغادرته مع فريقه، تعرضت سيارة مصفحة عليها شارة الأمم المتحدة، لإطلاق نيران أسلحة صغيرة"، وأضاف "الفريق عاد إلى قاعدته دون وقوع أيّة حوادث أخرى"، مشيراً إلى "عدم تلقي معلومات عن مصدر إطلاق النار".

ووجد الهجوم على الجنرال الهولندي ردّ فعل غاضباً لدى الحكومة اليمنية والتحالف؛ إذ قال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور معين عبد الملك: "الحادثة لا تستهدف كومارت كشخص، بل تستهدف مساعي السلام التي خرجت بها مشاورات ستوكهولم وجهود المجتمع الدولي".

بدوره، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإيرياني: إنّ "مجلس الأمن والمبعوث الخاص لليمن مطالبان بموقف صارم مع ميليشيا الحوثي، التي أكدت بتصعيدها الأخير والخطير ما أكدنا عليه مراراً؛ من أنّ الميليشيا عائق أمام السلام في اليمن، وأنها مجرد أداة إيرانية لنشر الفوضى وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وتهديد دول الجوار، وأمن الممرات الدولية في البحر الأحمر"، مضيفاً، في سلسلة تغريدات عبر حسابه في تويتر: "إصرار الميليشيات الحوثية على إفشال اتفاق ستوكهولم، تجاوز رفضها تنفيذ بنوده الملزمة بالانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة، وفتح الطرق للإمدادات الغذائية، وعرقلة اجتماع اللجنة المشتركة، والاستمرار في خرق وقف إطلاق النار، ليصل حدّ الاعتداء على موكب فريق الرقابة الأممية".

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية