بعد التهدئة.. ماكرون يوتر علاقته بأردوغان.. ما القصة؟

بعد التهدئة.. ماكرون يوتر علاقته بأردوغان.. ما القصة؟


28/03/2021

عاد التوتر في العلاقات الفرنسية التركية بشكل ينبئ بإمكانية فشل كافة محاولات التهدئة بين الإدارتين، على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أيام قليلة، عن تخوفه من إمكانية حصول تدخلات تركية في الانتخابات الفرنسية عبر بعض المؤسسات والجمعيات الدينية والتعليمية الممولة من أنقرة.

وقد ردّ حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبراً أنّ تصريحات ماكرون تحمل شيئاً من العنصرية، وفق وكالات أنباء محلية.

 

العلاقات الفرنسية التركية تعود إلى التوتر على خلفية تصريحات ماكرون عن تخوفه من إمكانية تدخل تركيا في الانتخابات الفرنسية

واعتبر المتحدث باسم الحزب الحاكم، عمر جليك، في سلسلة تغريدات أمس، أنّ "استهداف الرئيس الفرنسي المتكرر للجالية التركية في بلاده يمثل تراجعاً كبيراً في مساعي التقارب بين باريس وأنقرة."

واتهم ماكرون بمهاجمة الجمعيات التي تمثل المجتمع التركي في فرنسا، رغم دعوات أنقرة السابقة إلى التخلي عمّا وصفته بهذا الأسلوب والنبرة "العنصرية الاستعلائية".

وذكّر بأنّ "الاجتماع الأخير الذي عقد في 2 آذار (مارس) بين الرئيسين عبر اتصال مرئي، كان خطوة مهمة في دفع عجلة العلاقات بين البلدين"، إلا أنّ المتحدث باسم الحزب الحاكم اتهم ماكرون بالخروج عن خط التقارب.

القضاء الفرنسي يوجّه تهماً إرهابية إلى 9 أشخاص في فرنسا إثر إيقافات في الأوساط الكردية

وأكد جليك أنّ "تركيا لن تسمح لأحد بالمساس بمؤسساتها الدينية أو جالياتها في أي مكان بالعالم".

بالمقابل وجّه القضاء الفرنسي تهماً إرهابية إلى 9 أشخاص في فرنسا، إثر إيقافات في الأوساط الكردية أثارت هذا الأسبوع انتقادات لاذعة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من قبل المعارضة الفرنسية التي اتهمته بشنّ حملة اعتقالات ضد الأكراد ثمناً لاحتواء نهج أنقرة التصعيدي، وإعادة تطبيع العلاقة مع أردوغان الذي اتهمته بالدكتاتور.

ووفق ما أفاد مصدر قضائي لوكالة "فرانس برس" أمس، فإنّ التهم الموجهة للمتهمين في القضية هي "تمويل الإرهاب"، و"الانتماء إلى عصابة إرهابية إجرامية"، و"الابتزاز عبر عصابة منظمة مرتبطة بشبكة إرهابية".

وكانت الشرطة الفرنسية قد أوقفت 10 أشخاص الثلاثاء الماضي، بعد حملة مداهمات في الأوساط الكردية في إطار تحقيق حول شبهات بارتباطهم بأنشطة إرهابية، ووجهت تهماً إلى 9 منهم الجمعة، وقد وضع 4 منهم في الحبس الاحتياطي، وأخضع متهم للمراقبة الإلكترونية، ووضع آخر تحت الرقابة القضائية.

الحزب الشيوعي الفرنسي في بيان: إيمانويل ماكرون يقوم بتطبيع علاقاته مع رجب طيب أردوغان على حساب الأكراد

واستنكر زعيم حزب فرنسا المتمردة (يسار متطرف) جان لوك ميلانشون "تجريم أنشطة الأكراد في فرنسا من قبل وزارتي الخارجية والداخلية بالتوافق التام مع الدكتاتور التركي" الرئيس رجب طيب أردوغان".

من جهته، أعلن الحزب الشيوعي الفرنسي في بيان أنّ "إيمانويل ماكرون يقوم بتطبيع علاقاته مع رجب طيب أردوغان على حساب الأكراد"، مندداً بـ"حملة الاعتقالات المعيبة"، قائلاً في بيان: إنّ "إيمانويل ماكرون يقوم بتطبيع علاقاته مع رجب طيب أردوغان على حساب الأكراد".

ويرى محللون أنّ الحملة تأتي إرضاء لأردوغان لتخفيف توتر العلاقة بين الرئيسين في ظلّ أنباء عن تقاربهما، وإظهار الرئيس التركي مؤخراً نهجاً هادئاً، والتراجع عن أسلوب الاستفزاز تجاه الأوروبيين، بينما يعاني عزلة إقليمية متفاقمة بسبب تدخلاته العسكرية وأنشطته المستفزة في المنطقة، وتراجعاً لشعبيته داخل تركيا يسعى لترميمها عبر تلافي مزيد من التصعيد لتجنب أيّ عقوبات تعمق أزمة الاقتصاد التركي وتثير سخط الأتراك.

ويبدو أنّ حملة اعتقال الأكراد في فرنسا تتعلق بتسويات سياسية للأزمة بين باريس وأنقرة أكثر منها محاصرة للإرهاب أو مقاومة للتطرّف.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية