بعد انتشاره والتحذير منه.. هل مرض جدري القرود جديد؟

بعد انتشاره والتحذير منه.. هل مرض جدري القرود جديد؟


22/05/2022

يواصل مرض جدري القرود انتشاره في أنحاء مختلفة من دول العالم، التي أقدم بعضها على تلقيح عاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من المعرضين لخطر الإصابة بهذا المرض، وسط حالة من الترقب في المجتمع العلمي العالمي، وحالة من الفضول المتزايد بين الناس الذين يتساءلون حول حقيقة هذا المرض وأعراضه وكيفية الوقاية منه قدر الإمكان.

وسُجلت حتى الآن حالات إصابة مؤكدة بالمرض في 12 دولة على الأقل، بينها البرتغال والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، وإسبانيا التي سجلت أكثر من 39 إصابة مؤكدة، وهي الدولة التي يوجد بها أكبر عدد من حالات الإصابة بالمرض في العالم.

وسجلت البرتغال 14 حالة، وأكدت إسبانيا 7 حالات، كما أبلغت الولايات المتحدة والسويد عن حالة واحدة لكل منهما. وسجلت السلطات الإيطالية حالة مؤكدة واحدة وتشتبه في حالتين أخريين. وأكدت بلجيكا وفرنسا أيضاً ظهور حالات للإصابة بالمرض.

 

يُصاب بعض المرضى بتضخّم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القرود عن سائر الأمراض المماثلة

 

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه يجري حالياً التحقق من 50 حالة أخرى على مستوى العالم، يشتبه بأن تكون لجدري القرود، دون أن تذكر بالاسم الدول التي ظهرت فيها، وحذرت من أن من المرجح تسجيل المزيد من الحالات.

ومع توالي الإعلان عن إصابات جديدة، يتزايد القلق الدولي من تحول المرض الجديد إلى موجة وباء عالمية يكون لها آثار كارثية كتلك التي عايشها العالم خلال جائحة كورونا.

واستنفرت منظمة الصحة العالمية، مؤسساتها من خلال اجتماع طارئ، الجمعة، لبحث المخاوف التي تصاحب التفشي المخيف لجدري القرود، فيما حذر خبراء بريطانيون ومن منظمة الصحة العالمية من أن الأسوأ فيما يتعلق بمرض جدري القرود لم يأت بعد.

ما هو جدري القرود؟

 وجدري القرود مرض فيروسي نادر تشمل أعراضه الحمى والصداع وآلام العضلات وتضخم الغدد اللمفاوية وطفح جلدي على اليدين والوجه، وعادة ما تكون خفيفة.

جدري القرود مرض فيروسي نادر تشمل أعراضه الحمى والصداع وآلام العضلات وتضخم الغدد اللمفاوية وطفح جلدي على اليدين والوجه

 وهناك سلالتان رئيسيتان الأولى سلالة الكونغو، وهي أكثر خطورة إذ تصل نسبة الوفيات بها إلى 10%، والأخرى هي سلالة غرب أفريقيا ويبلغ معدل الوفيات بها حوالي 1%.

 وبحسب موقع منظمة الصحة العالمية فإنّ فيروس جدري القردة ينتقل إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر.

 ويقول عضو لجنة الأوبئة الأردنية، بسام حجاوي، إنّ "المرض ينتقل من إنسان إلى إنسان وأطول سلسلة للانتقال من شخص لآخر تتألف من 7 حالات متعاقب؛ لأن فترة حضانته طويلة تبدأ بمرحلة أولى إصابة الحمى وعدوى الدم ووقد تتضخم الغدد اللمفاوية والمرحلة الثانية يكون هناك طفح جلدي على الوجه واضح في 95% من الحالات ومن هنا مكمن الخطر"، وفق ما أوردت صحيفة "الغد" الأردنية.

 هل هو مرض جديد؟

 ولا يعد المرض جديداً؛ إذ كشف لأول مرّة عن هذا الفيروس في عام 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال الكائن في كوبنهاغن، الدنمارك، أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القردة.

 وبحسب منظمة الصحة كشف لأول مرة عن جدري القردة بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية (المعروفة باسم زائير في وقتها) لدى صبي عمره 9 أعوام.

 

مع توالي الإعلان عن إصابات جديدة، يتزايد القلق الدولي من تحول المرض الجديد إلى موجة وباء عالمية يكون لها آثار كارثية كتلك التي عايشها العالم خلال جائحة كورونا

 

 وأبلِغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا، وخصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي اندلعت فيها فاشية كبرى للمرض في عامي 1996 و1997.

 ونادراً ما انتشر المرض في أماكن أخرى، لذلك أثارت هذه الموجة الجديدة من الحالات خارج القارة الأفريقية القلق، وفق ما أورده موقع "الحرة".

 كيف ينتقل الفيروس؟

  تم رصد المرض الفيروسي لأول مرة في القرود، وعادة ما تنتقل العدوى من خلال الاتصال الوثيق وتكثر الإصابات به في غرب ووسط أفريقيا. ونادراً ما انتشر المرض في أماكن أخرى لذلك أثارت هذه الموجة الجديدة من الحالات خارج القارة الأفريقية القلق.

لا يعد المرض جديداً

 ووفقاً لمعهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، فإنّ العدوى تنتقل عادة عن طريق الاحتكاك مع الحيوانات المصابة أو عن طريق دم الحيوانات وإفرازاتها، كما قد تحصل العدوى أيضاً من خلال تناول لحوم القردة والتعرض لرذاذات الحيوانات.

 ويقول المعهد عبر موقعه على الإنترنت، إنّ العدوى تحصل عندما تنتقل بثور المرضى إلى جروح أو أعين أشخاص آخرين، وقد تحدث أيضاً من خلال استناق رذاذ به جسميات من الشخص المريض.

 وتعتبر العلاقات الحميمية أيضاً من بين أسباب انتشار جدري القرود بين البشر، لذلك يحذر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض الأشخاص الذين يغيرون باستمرار شركائهم الجنسيين من خطر الإصابة.

 ويشار إلى أن غالبية الحالات التي تم تسجيلها حتى الآن هي لرجال مارسوا الجنس مع رجال آخرين، وفق ما أورده موقع "دويتشه فيله".

 ما هي أعراض جدري القرود؟

 تتراوح فترة حضانة جدري القرود بين 6 أيام و16 يوماً، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً.

 ويمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين كالتالي، فترة البداية (صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد.

 

العدوى تنتقل عادة عن طريق الاحتكاك مع الحيوانات المصابة أو عن طريق دم الحيوانات وإفرازاتها، كما قد تحصل العدوى أيضاً من خلال تناول لحوم القردة والتعرض لرذاذات الحيوانات

 

 ثم فترة ظهور الطفح الجلدي في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى، والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

 ويكون وقع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه في 95% من الحالات، وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين في 75% من الحالات، ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية إلى حويصلات صغيرة مملوءة بسائل وبثرات يلزمها 3 أسابيع لكي تختفي تماماً.

 ويُصاب بعض المرضى بتضخّم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القرود عن سائر الأمراض المماثلة.

 ما مدى خطورة جدري القرود؟

 وبحسب مكتب الصحة التابع للحكومة البريطانية فإنّ جدري القرود عادة تكون أعراضه خفيفة لكن أيضاً قد تكون له مضاعفات خطيرة. ويستبعد عالم الأوبئة باول هونتر من جامعة إيست أنغيلا أن تخلف الإصابات المنتشرة في أوروبا حالياً وفيات، معتبراً في حوار مع "بي بي سي" أنّ ذلك غير متوقع تماماً.

تتراوح فترة حضانة جدري القرود بين 6 أيام و16 يوماً، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً

 وحسب معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية فإنّ الذكر والأنثى معرضين للإصابة بمرض جدري القرود بنفس الدرجة، لكن تبقى الإحصائيات تؤكد أنّ أغلب الوفيات في أفريقيا بسبب جدري القرود تتم في صفوف الأطفال.

 يشهد معدل الوفيات في الحالات تبايناً كبيراً بين الأوبئة ولكنّ نسبته لا تتجاوز 10% في الحالات الموثقة التي تحدث معظمها في ما بين الأطفال، وعموماً فإنّ الفئات الأصغر سنّاً هي أكثر حساسية على ما يبدو للإصابة بجدري القردة.

 هل يوجد لقاح للمرض؟

 ومع ظهور حالات الإصابات بمرض جدري القرود في بريطانيا سارعت السلطات إلى تطعيم بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من المعرضين لخطر الإصابة به بلقاح الجدري.

 وقال المتحدث باسم وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه لا يوجد لقاح محدد لجدري القرود، لكن لقاح الجدري يوفر بعض الحماية.

 

تشير البيانات إلى أن اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على الجدري فعالة بنسبة تصل إلى 85% ضد جدري القرود، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية

 

 وتشير البيانات إلى أنّ اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على الجدري فعالة بنسبة تصل إلى 85% ضد جدري القرود، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

 وأشارت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أكبر وكالة للصحة العامة في أفريقيا، إلى أنه تم احتواء العديد من حالات تفشي مرض جدري القرود في القارة خلال جائحة كوفيد-19 بينما كان العالم يركز اهتمامه على كورونا.

 يذكر أنه تم تأكيد أول حالة إصابة في أوروبا في السابع من أيار (مايو) الجاري لشخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا حيث يتوطن جدري القرود.

مواضيع ذات صلة:

ما علاقة فيروس كورونا بمرض الزهايمر؟ هذا ما كشفته دراسة حديثة

علماء يُحذرون من فيروس جديد... ما قصة "نيوكوف"؟

فيروس "أوميكرون" والإرهاب المتحوّر



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية