بعد توليه منصب وزير الخارجية في إيران.. من هو حسين عبد اللهيان؟

بعد توليه منصب وزير الخارجية في إيران.. من هو حسين عبد اللهيان؟


26/08/2021

وافق البرلمان الإيراني، أمس، على تعيين حسين أمير عبد اللهيان (57 عاماً)، وزيراً للخارجية؛ وهو المنصب الأكثر أهمية في الحكومة على مستوى العلاقات الدولية بعد رئيس الجمهورية، كونه المسؤول عن تطبيق السياسة الخارجية للدولة، ما أثار الكثير من الأسئلة حول شكل السياسة الخارجية لإيران في الأعوام القادمة، سيما على صعيد الملف النووي، والتدخلات الإيرانية في المنطقة.

فمن هو عبد اللهيان الذي جاء بترشيح من الرئيس المحافظ، إبراهيم رئيسي، خلفاً لمحمد جواد ظريف، المحسوب على التيار الإصلاحي في إيران؟

يُعد حسين أمير الحاصل على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة طهران، دبلوماسياً معروفاً لدى المجتمع الدولي؛ إذ يشغل منصب المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني في الشؤون الدولية.

وتولى اللهيان أيضاً منصب مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية، قبل أن يقيله ظريف من منصبه عام 2016، في أعقاب تقارير تحدثت عن اختلاف مع توجهات ظريف حول دور طهران في قضايا المنطقة.

كما أنّ الدبلوماسي المولود عام 1964 في مدينة دامغان، كان أول مسؤول إيراني دُعي إلى لندن لإجراء محادثات إقليمية بعد إعادة فتح سفارة لندن في طهران خلال الولاية الأولى للرئيس حسن روحاني، كما أنه التقى وزير الخارجية البريطاني آنذاك فيليب هاموند. 

 ربطت اللهيان علاقات وثيقة بقادة الحرس الثوري الإيراني، مثل قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية في كانون الثاني 2020

وقد أجرى محادثات إقليمية مفصلة مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني وعقد اجتماعات مفصلة مع بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة حينها.

ويحاول أمير عبد اللهيان في مواقفه السياسية التماهي بشكل كامل مع تلك التي يعلنها القائد الأعلى علي خامنئي، كما أنه غالباً ما يعلن دعمه لما يطلق عليه "محور المقاومة" والذي يضم حزب الله في لبنان والحكومة السورية وفصائل عراقية.

يشار كذلك إلى أنّ عبد اللهيان شارك في المفاوضات النووية في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي، كما أنه كان مفاوضاً في اللجنة السياسية للمفاوضات الإيرانية الأمريكية في بغداد عام 2007.

اللهيان وتدخلات إيران في المنطقة

عُرف اللهيان بموقفه الصريح والفاعل على الصعيدين؛ الدولي والإقليمي، وتحديداً في أزمات العراق وسوريا والتطورات في غرب آسيا وشمال إفريقيا.

شغل عبد اللهيان مناصب سفير إيران لدى البحرين، ورئيس اللجنة الخاصة بالعراق في وزارة الخارجية، ومساعد السفير في بغداد، ومستشار وزارة الخارجية الإيرانية، كما ارتبط اسمه خلال فترة عمله في وزارة الخارجية، بتدخلات "الحرس الثوري" الإيراني وجناحه "فيلق القدس" في السياسة الخارجية، وتحديداً في ملفات العراق وسوريا ولبنان.

ووصف التلفزيون الرسمي الإيراني أمير عبد اللهيان بـ"الدبلوماسي المرموق لمحور المقاومة"، في إشارة إلى طهران وحلفائها في المنطقة، فهو وفق وسائل إعلام إيرانية وغربية، يتمتع بعلاقات وثيقة مع حلفاء لإيران مثل النظام السوري وحزب الله اللبناني وفصائل عراقية.

ولديه أيضاً علاقات وثيقة بقادة الحرس الثوري الإيراني، مثل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري، قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أمريكية في كانون الثاني (يناير) 2020.

 يبدو وفق مراقبين، أنّ طهران تنوي مواصلة سياستها العدائية وتدخلاتها في الدول العربية، عبر دعم الميليشيات الموالية لها في لبنان والعراق وسوريا

وسبق له أن نشر مقالات عن السياسة الخارجية على الموقع الإلكتروني لمرشد إيران، علي خامنئي، وفق وكالة "فرانس برس".

ويرى هنري روما، المحلل البارز في "مجموعة أوراسيا" بواشنطن، أنّ وزير الخارجية الجديد "أمضى حياته الدبلوماسية في التركيز على العالم العربي، ويدافع عن السياسات العدوانية المصممة لتوسيع النفوذ الإقليمي الإيراني... اختياره يعكس رغبة رئيسي في تركيز سياسة إيران الخارجية على نحو أقرب إلى الوطن العربي وعدم اهتمامه بتحسين العلاقات مع الغرب".

ويبدو وفق مراقبين، أنّ طهران تنوي مواصلة سياستها العدائية وتدخلاتها في الدول العربية، عبر دعم الميليشيات الموالية لها في لبنان والعراق وسوريا.

الاتفاق النووي

ويأتي تعيين اللهيان المحسوب على المتشددين في إيران، في وقت تراوح فيه المفاوضات حول برنامج إيران النووي مكانها، وسط مخاوف من تشديد إيران لمواقفها بعد انتخاب رئيسي.

وفي آذار (مارس) الماضي، وقبل أقل من شهر على انطلاق محادثات فيينا، رأى اللهيان أنّ "الاتفاق النووي أصبح شبه ميت"، و"لم يبق منه سوى اسمه"، بحسب مقابلة إعلامية مع وكالة "سبوتنيك".

ولكن بعد 6 جولات من التفاوض لإحياء "الاتفاق شبه الميت"، رمى عبد اللهيان، الكرة في ملعب الولايات المتحدة الأمريكية، قائلاً في حوار مع "شبكة سي إن إن الأميركية": "إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى للعودة إلى الاتفاق النووي، فلا ينبغي له أن يطرح أشياء جديدة، مثل المنطقة وصواريخنا والتدخل في شؤون إيران".

وخلال ظهوره في مقابلة تلفزيونية مع برنامج "حديث خاص" على تلفزيون "العربي"، العام الماضي، قال "لو كان الأمريكيون قادرين على خوض حرب مع إيران لفعلوا ذلك قبل سنوات، أحد أسباب لجوء الولايات المتحدة إلى حرب اقتصادية وفرض العقوبات علينا هو عدم قدرتها على خوض حرب عسكرية".

 تولى اللهيان منصب مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية، قبل أن يقيله ظريف من منصبه عام 2016 بسبب اختلاف مع توجهات ظريف حول دور طهران في قضايا المنطقة

واستدرك: "صحيح، بإمكانهم، لكنهم لن يستطيعوا إنهاءها لأن إيران ستنتقم وترد".

وقال مفاوض نووي إيراني، طلب عدم نشر اسمه خلال تصريحات لـ "رويترز" أنّ اللهيان "دبلوماسي متشدد. إذا ظلت وزارة الخارجية مسؤولة عن الملف النووي الإيراني، فمن الواضح أن طهران ستتبنى نهجاً متشدداً للغاية في المحادثات".

وكانت بعض وسائل الإعلام الإيرانية قد نشرت تقارير تشير إلى أنّ المجلس الأعلى للأمن القومي، الذي يقدم تقاريره مباشرة إلى خامنئي، سيتولى ملف المفاوضات النووية في فيينا بدلاً من وزارة الخارجية، لكن هذه الأنباء ما زالت غير مؤكدة، وفق موقع "الحرة".

وتشير تكهنات الخبراء في الشأن الإيراني إلى أنّ اللهيان يسير بقوة على الخط الذي حدده الرئيس الإيراني الجديد الذي "قال إنه يريد استعادة الاتفاق النووي لعام 2015 مع مقاومة الجهود الأمريكية للتفاوض على اتفاق أوسع قد يحد من نفوذ إيران في الشرق الأوسط".

ورغم ذلك، يقول مسؤولون غربيون أيضاً إن أمير عبد اللهيان "براغماتي تعامل مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين من قبل، وكان أحد الدبلوماسيين الإيرانيين العديدين الذين شاركوا في محادثات حول الوضع الأمني في العراق مع السفير الأمريكي السابق، رايان كروكر، في عام 2007"، وفق ما أورد موقع "الحرة".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية