بعد فوز سعيّد... علاقته مع النهضة تثير مخاوف التونسيين

بعد فوز سعيّد... علاقته مع النهضة تثير مخاوف التونسيين


14/10/2019

مشاركة حركة النهضة الإخوانية في الاحتفال بفوز قيس سعيّد في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس، ودعوتها لأعضائها والمنتمين إليها بالانضمام إلى جموع المحتفلين، زادت من مخاوف الشارع التونسي من حقيقة العلاقة التي تجمع الحركة الإخوانية بساكن قرطاج الجديد.

ولم يخفِ مراقبون تونسيون، وفق ما نقلت وسائل إعلام تونسية، تخوفهم من تلك العلاقة والتي كانت سبباً رئيساً في الاكتساح الذي حققه سعيد في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، لافتين إلى أنّ أصوات حركة النهضة عززت فوزه، متسائلين إن كانت النهضة ستدير دفّة البلاد، أو سيكون لها أيّ تأثير على قرارات سعيّد في المستقبل.   

مشاركة حركة النهضة الإخوانية في الاحتفال بفوز قيس سعيّد زادت من مخاوف الشارع التونسي

واحتفل الآلاف من أنصار المرشح الرئاسي التونسي، قيس سعيّد، بفوزه في الانتخابات التي جرت أمس في تونس، وذلك بعدما أعلنت استطلاعات الرأي حصد سعيّد، المرشّح المستقل لأكثر من 70% من الأصوات في جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة في تونس.

وفي كلمة له في أعقاب غلق مراكز الاقتراع، أمس؛ أعلن قيس سعيّد فوزه برئاسة تونس في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، التي تنافس فيها مع المرشّح نبيل القروي، رئيس حزب "قلب تونس".

وقال سعيّد، في كلمة له أمام أنصاره: "إنّها مرحلة تاريخية يستهلم الآخرون منها"، مشيراً إلى أنّ "عهد الوصاية على تونس انتهى"، وأنّ "مشروعنا يقوم على الحرية".

وأكّد أنّه سيعمل على دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأضاف: "أولى محطاتي الخارجية ستكون الجزائر، وأتمنى أن أزور ليبيا، وتحية لأبناء فلسطين"، مؤكداً أنّ بلاده ستستمر بقوانينها وتعهداتها الدولية.

من جهته، علّق منافسه، نبيل القروي، قائلاً: "سنقرر خطواتنا التالية بعد الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات".

وكانت مؤسسة "سيغما غونساي" لسبر الآراء قد أعلنت فوز قيس سعيّد، بنسبة 76%، مقابل 23%، لمنافسه نبيل القروي.

وبدورها، قالت مؤسسة "أمرود "لسبر الآراء: إنّ "قيس سعيّد حصل على نسبة 72.53% مقابل 27.74% لصالح منافسه القروي".

وأفادت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، في مؤتمر صحفي عقب البدء بفرز الأصوات، بأنّ نسبة الإقبال في 70% من مراكز الاقتراع بلغت 57.8%، مرشحة للارتفاع.

وأشارت الهيئة إلى أنّها سجلت بعض التجاوزات القانونية، مؤكدة أنّها لم تؤثر على حسن سير عملية الانتخاب.

وقد بلغت نسبة المقترعين بالخارج، خلال اليومين الماضيين، نحو 14%، وتوقعت هيئة الانتخابات أن تزيد نسبة المشاركة بنهاية اليوم الثالث للاقتراع.

وكان المترشح المستقل، قيس سعيّد، قد حلّ في المركز الأول خلال الجولة الأولى بنسبة 18.4% من الأصوات، مقابل 15.6% لصاحب المركز الثاني نبيل القروي.

سعيّد: إنّها مرحلة تاريخية، وعهد الوصاية على تونس انتهى، ومشروعنا يقوم على الحرية

ويعدّ قيس سعيّد مناهضاً شرساً للنظام السابق ولنواقص الحكومات المتعاقبة منذ 2011، وداعماً قوياً لمطالب ثورة 2011، التي أطاحت الرئيس حينها، زين العابدين بن علي، الذي حكم في الفترة بين 1987 و2011.

وعلى النقيض من برنامج القروي الاقتصادي؛ يرتكز مشروع سعيد على لامركزية القرار السياسي، وتوزيع السلطة على الجهات، ويتبنى شعارات الثورة التي أطاحت بنظام بن علي، عام 2011، ومنها: "الشعب يريد"، "و"السلطة للشعب".

ولد سعيد في 22 شباط (فبراير) 1958 بتونس، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء، وحصل على شهادة الدراسات في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس.

وهو حاصل أيضاً على دبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري، ودبلوم المعهد الدولي للقانون الإنساني في "سان ريمو" الإيطالية.

بدأ حياته المهنية، عام 1986، مدرساً بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بمدينة سوسة (شرق)، قبل أن ينتقل، عام 1999، للتدريس بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس العاصمة.

تقلّد بين عامي 1989 و1990 مهام مقرر اللجنتين الخاصتين لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، من أجل الإعداد لتعديل مشروع ميثاق الجامعة، ومشروع النظام الأساسي لمحكمة العدل العربية.

كما عمل سعيد خبيراً متعاوناً مع المعهد العربي لحقوق الإنسان بين عامَي 1993 و1995.

وحصل، عام 1997، على عضوية المجلس العلمي وعضوية مجلس إدارة الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري، وهو أيضاً رئيس مركز تونس للقانون الدستوري من أجل الديمقراطية (مستقل).

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية