بعد قرصنة سفينة روابي هجوم حوثي إرهابي على أبوظبي.. والإمارات تحتفظ بحق الرد

بعد قرصنة سفينة روابي هجوم حوثي إرهابي على أبوظبي.. والإمارات تحتفظ بحق الرد


18/01/2022

دان وزير خارجية دولة الإمارات، في بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات، استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية يوم الأحد 17 كانون الثاني (يناير) مناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية، مضيفاً: "الاستهداف الآثم لن يمرّ دون عقاب".

وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها، أنّ دولة الإمارات تحتفظ بحقها في الردّ على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي الآثم، واصفة تلك الهجمات بأنّها جريمة نكراء أقدمت عليها ميليشيا الحوثي خارج القوانين الدولية والإنسانية.

استهداف ميليشيا الحوثي للإمارات ليس الأوّل، فقد سبقه قبل أسبوعين اعتراض سفينة الشحن "روابي"، ورفضت الميليشيا دعوة مجلس الأمن للإفراج عن السفينة التي تحمل علم الإمارات، وهو رفض يعيد إلى الأذهان حروب إيران بالوكالة في المنطقة، وهو أحدث أساليب الحروب الجديدة التي اختارتها إيران قبل عقود بتدشين ميليشيا حزب الله في لبنان.

علينا أن نفكّر دفاعياً لليوم الصعب

الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد، رئيس التحرير السابق لصحيفة "الشّرق الأوسط"، قال تعقيباً على تصعيد ميليشيا إيران في الدول العربية: "إنّنا  سندخل مكرهين في حرب مباشرة مع إيران، وعلينا أن نفكّر دفاعياً لليوم الصعب"، مضيفاً: "استخدام القوة للسيطرة على دولنا ومنطقتنا، وليست لمواجهة أمريكا أو إسرائيل، كما تقول، والدليل ماثلٌ للعيان، حيث تدير حروباً في (3) دول عربية".

يضيف الراشد في مقال بعنوان: "الحرب مع إيران ـ الاحتمال الأقرب" بجريدة الشرق الأوسط، بتاريخ 17 كانون الثاني (يناير): "امتناع إيران عن خوض الحروب بنفسها مباشرة كان لأسباب؛ منها: وجود دولة عظمى تواجهها قادرة على تدميرها، وذلك قبل نضوج المشروع النووي، وعجزها عن مواجهة دول مثل إسرائيل والخليج. في رأيي، هذا التصور أصبح قديماً، مع المتغيرات التي طرأت، فقد تضخمت طموحاتها الإقليمية الكبرى مع تضخم قوتها".

استهداف ميليشيا الحوثي للإمارات ليس الأوّل، فقد سبقه قبل أسبوعين اعتراض سفينة الشحن "روابي"

الكاتبة ماريا معلوف ترى أنّ ما قام به الحوثي من قرصنة السفينة "روابي" لا يعدو كونه فصلاً جديداً من الحروب بالوكالة عن إيران في المنطقة، مضيفة: "فعلُ الحوثيين هذه المرّة لا يخفى ما فيه من تداعيات محتملة على صادرات النفط الهائلة، التي تعبر المجرى الملاحي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب في طريقها إلى أوروبا والولايات المتحدة".

تشير ماريا معلوف، في مقالها الأسبوعي بموقع العين الإخباري: "قرصنة الحوثي"... والتأخر الدولي في الردع"، إلى أنّ الصراع في اليمن ينتقل وبفعل الإجرام الحوثي إلى مرحلة أكثر خطورة، بتوسّعه من البر إلى البحر، بعد إعلان ميليشيا الحوثي "احتجازها" هذه السفينة مقابل ميناء الحُديدة على ساحل البحر الأحمر غربي اليمن.

تصدير الثورة وإثارة الفوضى

منذ اللحظة الأولى عمل الخميني ونظامه على تصدير الثورة وإثارة الفوضى في المحيط، خصوصاً الدول العربية المجاورة، وتمثلت التدخلات الإيرانية في نقل مركز نشاط الاستخبارات الإيرانية إلى لبنان، في ظلّ الحرب الأهلية، بإنشاء إيران ميليشيا "حزب الله"، والدخول مباشرة في صراع من أجل ترسيخ النفوذ الإيراني.

وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية في أيار (مايو) 2019 دفع إيران عملاءها في الشرق الأوسط لتنفيذ حروب بالوكالة في محاولة للردّ على التصعيد الأمريكي ضدها، في حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

ونشرت الصحيفة تقريراً عن الملف الإيراني لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط مارتن تشِلوف في صدر صفحتها الأولى بعنوان: "إيران تطلب من ميليشياتها الاستعداد لخوض حرب بالوكالة في الشرق الأوسط".

ما قام به الحوثي من قرصنة السفينة "روابي" لا يعدو كونه فصلاً جديداً من الحروب بالوكالة عن إيران في المنطقة

ويقول تشِلوف في التقرير: إنّ الجريدة علمت من مصادر استخباراتية أنّ قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني التقى قادة الميليشيات الخاضعة لنفوذ طهران خلال زيارته الأخيرة للعراق قبل نحو (3) أسابيع، وأخبرهم "بالاستعداد لخوض الحرب بالوكالة"، على خلفية التصعيد الأمريكي ضد طهران.

ويضيف تشِلوف أنّ أحد المصادر قال: "إنّه بالرغم من أنّ سليماني اعتاد لقاء قادة الميليشيات بشكل مستمر منذ (5) أعوام، إلّا أنّ هذا اللقاء الأخير كان مختلفاً جداً، لقد كان الأمر أكبر بكثير من مجرد دعوة إلى إشهار السلاح".

قُتل قاسم سليماني بعد شهور من اللقاء، في كانون الثاني (يناير) 2020،  في غارة جوية أمريكية بطائرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد، التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أساس أنّ سليماني يُشكّل تهديداً وشيكاً على الأرواح الأمريكية.

انتهاك إيران للقانون الإنساني الدولي

تصعيد ميليشيات إيران في المنطقة لا يتوقف، يضاف إليه استهداف محطة تحميل المنتجات المكررة في منطقة "مصفح" بأبوظبي،  وهو الاستهداف الذي أدانه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي: "إنّ هذا العمل انتهاك للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية".

المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن العميد الركن تركي المالكي أكد أنّ الهجمات العدائية للميليشيا الحوثية الإرهابية بتعمّد استهداف المدنيين والأعيان المدنية، وكذلك المنشآت الاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تمثل جرائم حرب يتوجب محاسبة مرتكبيها، كما أنّها تدقّ ناقوس خطر، وتؤكد تهديد هذه الميليشيا الإرهابية للأمن الإقليمي والدولي.

وقال العميد المالكي في بيان صحفي أوردته وكالة الأنباء السعودية الإثنين 17 كانون الثاني (يناير): "إنّ الهجوم العدائي الآثم على دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة باستهداف منشأتين اقتصاديتين عمل عدائي جبان، يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

الأعمال الإرهابية التي استهدفت المملكة والإمارات ستزيد من عزم البلدين على الاستمرار في التصدي لتلك الأعمال العدوانية

وأضاف أنّ هذا التصعيد والسلوك العدائي من الميليشيا الحوثية الإرهابية يؤكد تهديد هذه الميليشيا الإرهابية وتقويضها للأمن الإقليمي والدولي، وأنّ هذه الاعتداءات هي امتداد لتهديد حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر وتطور عملياتها العدائية لعمليات القرصنة البحرية وتهديد سلامة المجال الجوي إقليمياً.

وأكد أنّ قيادة القوات المشتركة للتحالف ستتخذ الإجراءات العملياتية اللازمة والضرورية لردع هذه السلوكيات العدائية للميليشيا الحوثية ضد المدنيين والأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية بالمملكة والإمارات، استجابة للتهديد وتحقيقاً لمبدأ الضرورة العسكرية لحماية المدنيين والأعيان المدنية، ضمن دور ومهام قيادة القوات المشتركة للتحالف وإسهاماتها لحفظ الأمن الإقليمي والدولي لليمن والمنطقة، وبما يحقق الأمن الجماعي لمصالح المجتمع الدولي.

الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية دان هجوم ميليشيات الحوثي على المنشآت والمناطق المدنية في دولة الإمارات.

وأكد في اتصال هاتفي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أنّ هذه الأعمال الإرهابية التي استهدفت المملكة والإمارات ستزيد من عزم البلدين على الاستمرار في التصدي لتلك الأعمال العدوانية، وعلى ضرورة وقوف المجتمع الدولي في وجه هذه الانتهاكات للقوانين والأعراف الدولية، وإدانة هذه الجرائم الإرهابية التي تهدّد السلم والأمن الإقليمي والدولي.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية