بعد محاولة اغتيال الكاظمي... هل فقدت إيران بوصلتها في العراق؟

بعد محاولة اغتيال الكاظمي... هل فقدت إيران بوصلتها في العراق؟


08/11/2021

أقرّ دبلوماسي إيراني سابق بالمأزق الذي وقعت فيه بلاده بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وقال مدير عام وحدة الشرق الأوسط السابق بـ"الخارجية الإيرانية" قاسم محب علي، في تصريحات صحفية له اليوم: إنه "بغضّ النظر عن الفاعل، ستتحمل العلاقات الإيرانية العراقية ثقل ما جرى".

وأضاف محب علي أنه "بالنظر إلى محاولات الكاظمي إقامة علاقة متوازنة بين العراق وإيران، واستعادة العلاقة بين طهران والدول العربية، وتقليص دور ونفوذ الفصائل الموالية لإيران، ستلقي العملية الفاشلة بظلالها على إيران"، مشيراً في الوقت نفسه إلى اقتران العملية مع نتائج الانتخابات العراقية التي جرت مؤخراً.

قاسم محب علي: إيران وقعت في المأزق بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي

وكان محب علي قد صرّح في حوار أجرته معه صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية الإيرانية بأنّ الانتخابات الأخيرة، ووفق النتائج المعلنة؛ حصل التيار المقرب من إيران على عدد مقاعد قليل في البرلمان، بينما حصل تيار "الحكيم"، الذي نأى بنفسه قليلاً عن إيران على عدد المقاعد اللازمة في البرلمان، وحصل تيار "الصدر" على أغلبية الأصوات، وهذا التيار، وإن لم يُعلن العداء الصريح مع إيران؛ لكنه يرى ضرورة عدم تدخل إيران في الشأن العراقي الداخلي، وعبّر عن ذلك بشعارات من مثل المطالبة باستقلال العراق، وهو مؤشر يؤكد أنّ إيران تفقد بوصلتها في العراق.

وحاول مسؤولون إيرانيون تبرئة بلادهم من محاولة اغتيال الكاظمي، متهمين بعض الدول الأجنبية بالوقوف وراء هذا الفعل، فقد وصف سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني العملية بـ"الفتنة الجديدة"، وعزا ذلك إلى "غرف الفكر الأجنبية".

مسؤولون إيرانيون يحاولون تبرئة بلادهم من محاولة اغتيال الكاظمي، ويتهمون الدول الأجنبية بهذا الفعل

وكتب علي شمخاني أمس، في تغريدة له على "تويتر"، أنّ مراكز الفكر الأجنبية "قامت منذ أعوام بإنشاء ودعم الجماعات الإرهابية واحتلال العراق، ولم تجلب سوى انعدام الأمن والخلافات وعدم الاستقرار للشعب العراقي المظلوم".

من جانبه، دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء العراقي، وقال دون أن يذكر اسم جماعة أو دولة: إنّ "مثل هذه الحوادث تخدم مصلحة الأطراف التي انتهكت استقرار العراق وأمنه واستقلاله وسلامة أراضيه، وسعت لتحقيق أهدافها الإقليمية المشؤومة".

يُذكر أنّ محاولة اغتيال الكاظمي تزامنت مع تواصل أنصار ميليشيات الحشد الشعبي المدعوم من إيران في التظاهر أمام المنطقة الخضراء ببغداد، رفضاً لنتائج الانتخابات البرلمانية التي حجّمت الدور السياسي لطهران في العراق.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية