بعد مناورة الحوثيين... ما مصير "مشاورات جنيف"؟

اليمن

بعد مناورة الحوثيين... ما مصير "مشاورات جنيف"؟


06/09/2018

ما يزال الغموض يلفّ المحادثات اليمنية، وما إذا كانت ستنعقد بالفعل أم لا. وقبل ساعات من بدء "مشاورات" جنيف برعاية الأمم المتحدة والخاصة في الملف اليمني، طلب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، من وفد حكومته، وضع تسلم جثمان الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وإطلاق أبنائه وعدد من قياديي حزب "المؤتمر الشعبي العام"، على رأس أولويات الوفد في المشاورات.

وكانت جماعة الحوثيين أعلنت أنّ وفدها المفاوض "تعذّرت عليه مغادرة صنعاء للمشاركة في المشاورات، بسبب عدم توافر طائرة"، ما اعتبرته الرياض مناورة سياسية مكشوفة، لكن الموفد الدولي إلى اليمن، مارتن غريفيث، أكد أنه يعمل من أجل وصول الوفد، حتى لو تأخرت المحادثات إلى غد الجمعة.

اقرأ أيضاً: تصعيد الحوثيين وعرقلة الطريق إلى جنيف

وعلى صعيد "مشاورات" جنيف، قال غريفيث، خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السويسرية أمس، إن المشاورات "قد تتأجل لبعض الوقت". وتابع: "طلبت ثلاثة أيام للمشاورات، وليس ثلاثة أشهر"، لافتاً النظر إلى أنّ التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى يستلزم "تعاوناً بين الطرفين". وأضاف أن بدء المشاورات لا يتطلب وقف النار، مشيراً إلى أنها "ستركز على جانبين أساسيين هما تنشيط عملية السلام من أجل الدخول في مفاوضات رسمية لاحقاً، وإجراءات لبناء الثقة".

طلب الرئيس اليمني وضع تسلم جثمان الرئيس السابق علي عبد الله صالح على رأس المشاورات.

مناورة سياسية

ولقد سببت مناورة سياسية لجأ إليها الحوثيون أمس، حسب ما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، بتأخير المشاورات اليمنية التي كان من المزمع أن تنطلق في جنيف اليوم. وأضافت الصحيفة أنه "وفي تكرار لسيناريوهات مشابهة حدثت في المشاورات السابقة، طرحت الجماعة الانقلابية شروطاً جديدة جعلت من الصعوبة بمكان وصول وفدها إلى جنيف، وفاجأت الرأي العام بطرح ملف نقل الجرحى ضمن وفدها إلى جنيف، ولم يوضح الانقلابيون من هم الجرحى والعالقون الذين أرادوا نقلهم، أو عددهم، وإلى أي بلد كانوا يودون نقلهم.

المشاورات ستتناول ثلاثة ملفات هي: الأسرى وفتح ممرات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية، وفتح مطار صنعاء

وكان مصدر في مكتب الموفد الدولي أكد أن المشاورات ستتناول ثلاثة ملفات هي: الأسرى وفتح ممرات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية، وفتح مطار صنعاء، ولن يلتقي الأطراف اليمنيون في شكل مباشر إلا في الجلسة الافتتاحية، وفق ما ذكرت صحيفة "الحياة" اليوم. في غضون ذلك، أعلن التحالف اعتراض صاروخ باليستي في سماء نجران أصابت شظاياه 23 شخصاً بجروح لدى تدميره.

وتواصل الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، ومن ورائها أبرز داعميها الإقليميين وفي مقدمتهم السعودية، على التشديد على أولوية نزع سلاح الحوثيين، وعلى ترتيبات سياسية انتقالية تمنح الحوثيين حجمهم السياسي الحقيقي في الدولة الاتحادية؛ بعيداً عن سطوة السلاح المليشيوي، وبعيداً عن مصادرة حقوق ومكتسبات المجتمع الزيدي، وبما يعطّل ولادة نموذج "حزب الله" جديد في اليمن.

مليشيا الحوثي تنصلت من اتفاقها مع الأمم المتحدة بالسفر على متن الطائرة الأممية

اشتراطات حوثية

وكانت مواقع إعلامية يمنية كشفت، نقلاً عما سمتها "مصادر سياسية ودبلوماسية"، عن العراقيل التي وضعتها مليشيا الحوثي في طريق مشاورات جنيف 3، وتسببت في إرجاء انطلاق المشاورات بموعدها المحدد، اليوم الخميس، إلى غد الجمعة. وفيما ذهبت وسائل الإعلام الحوثية والقطرية إلى الترويج بأن التحالف العربي قد منع سفر الوفد الحوثي من صنعاء إلى جنيف، أكدت المصادر، كما أفاد موقع "اليمن العربي" عدم صحة تلك المزاعم، وتعمد المليشيا عرقلة انطلاق المشاورات في موعدها.

ذهبت وسائل الإعلام الحوثية والقطرية إلى الترويج بأن التحالف العربي قد منع سفر الوفد الحوثي من صنعاء إلى جنيف

وقالت المصادر، إنّ مليشيا الحوثي تنصلت من اتفاقها مع الأمم المتحدة بالسفر على متن الطائرة الأممية التي وصلت صباح أمس، إلى مطار صنعاء الدولي، كما هو متبع في جميع المشاورات السابقة، وأصرّت على السفر عبر طائرة عُمانية.

وكان من المقرر أن تنطلق الطائرة الأممية من مطار صنعاء الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، إلى مسقط، لأخذ رئيس الوفد الحوثي الموجود هناك، محمد عبدالسلام، وعضو الوفد "عبدالملك العجري"، إلا أن المليشيا الحوثية قامت في اللحظات الأخيرة بتغيير موقفها من السفر، واشترطت أن يغادر الوفد عبر طائرة عُمانية.

نقل قيادات من الصف الأول للحوثيين؟

وتخضع الطائرات الأممية التي تقلع من مطار صنعاء لتفتيش روتيني من قبل فريق الأمم المتحدة بجيبوتي، إلا أن مليشيا الحوثي، أصرت على ضرورة توجه الطائرة العمانية من صنعاء إلى مسقط بشكل مباشر، ومن دون أي توقف.

مساعي المليشيا الحوثية الإيرانية لإفشال جهود المبعوث الأممي ومشاورات جنيف، تنفيذ واضح لإملاءات إيران

وحسب المصادر التي نقل عنها "اليمن العربي"، فقد تسعى المليشيا الحوثية لابتزاز الأمم المتحدة للسماح للطائرة العمانية بالوصول إلى صنعاء لنقل الوفد المفاوض، من أجل نقل أكثر من 200 جريح كانوا يتلقون العلاج في مسقط، وغالبيتهم من قيادات الصف الأول، بالإضافة إلى نقل جرحى جدد من صنعاء إلى سلطنة عمان.

وتسعى المليشيا الحوثية إلى نقل العشرات من قيادات الصف الأول الذين أصيبوا في معارك صعدة الأخيرة للعلاج في مسقط وطهران، ووفقاً للمصادر ذاتها، فإنّ إصرار المليشيا الحوثية على رحلة مباشرة لا تخضع للتفتيش، يكشف عن أن الجرحى هم من القيادات الإرهابية المطلوبة للتحالف العربي.

واستنكرت الحكومة الشرعية تضليل المليشيا الحوثية للرأي العام بتبرير تنصلها عن الحضور إلى جنيف، بعرقلة استخراج التصريح.

وزير الإعلام، معمر الإرياني: تنصّل الحوثيين من التزاماتهم يؤكد عدم جديتهم في الحوار

الحكومة اليمنية: الحوثيون يتنصلون من التزاماتهم

وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، إن تنصل الحوثيين من التزاماتهم للمبعوث الأممي الانخراط البناء في المشاورات، يؤكد عدم جديتهم في الحوار، والعمل على إحلال السلام ومساعيها لكسب المزيد من الوقت بغرض ترتيب صفوفها والعمل على إطالة أمد الأزمة والحرب.

اقرأ أيضاً: اليمن.. آخر تطورات جبهة "مرّان" في صعدة

وقال الوزير اليمني في سلسلة تغريدات على "تويتر": "مساعي المليشيا الحوثية الإيرانية لإفشال جهود المبعوث الأممي ومشاورات جنيف، تنفيذ واضح لإملاءات إيران وحزب الله في تعطيل جهود الحل السياسي للأزمة اليمنية، وقادة المليشيا تتحمل المسؤولية المباشرة عما يترتب على ذلك من تبعات على جميع الأصعدة".

ودشن نشطاء يمنيون، مساء أمس، هاشتاغ: (#حزب_الله_والحوثي_يفشلون_مشاورات_جنيف) وذلك لكشف الأكاذيب والمزاعم الحوثية التي تحاول تحميل التحالف عرقلة سفر وفدهم التفاوضي إلى جنيف.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية