بعد وصول طالبان إلى حدود الصين... الحركة توضح موقفها من الإيغور؟

بعد وصول طالبان إلى حدود الصين... الحركة توضح موقفها من الإيغور؟


11/07/2021

بعد الاستيلاء على حوالي ثلث مناطق أفغانستان في هذا الصيف، وصلت طالبان هذا الأسبوع إلى مقاطعة بدخشان الشمالية الشرقية إلى الحدود الجبلية مع منطقة شينغيانغ الصينية، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وسط هذه التطورات المتسارعة، تُحاول طالبان، إضافة إلى تحركها الميداني العسكري، العمل على الجبهة السياسية، ساعية لـ"تحسين صورتها" لدى أبرز شركاء أفغانستان الدوليين، وعلى رأسهم الصين.

طالبان بدأت حملة "إغراء" موجهة إلى الصين ومستثمريها، في محاولة لطمأنة القوة الاقتصادية الكبرى حيال المخاوف من سيطرتها على مقاليد الحكم

وفق تحليل لشبكة "آر إف إي" الفرنسية، فإنّ طالبان بدأت حملة "إغراء" موجهة للصين ومستثمريها، في محاولة لطمأنة القوة الاقتصادية الكبرى حيال المخاوف من سيطرة الحركة على مقاليد الحكم في كابول.

وحسب مراسل الشبكة في بكين، فإنّ طالبان لم تُخفِ أملها في أن يمثل الانسحاب الأمريكي من المشهد الأفغاني فرصة للصين لتعزيز استثماراتها في أفغانستان، وذلك نقلاً عن الناطق الرسمي باسم طالبان سهيل شاهين.

وأعرب شاهين في تصريحات له خلال الأيام الماضية عن أمله في أن تسارع الصين، في أقرب وقت ممكن، إلى ضخ المزيد من الاستثمارات من أجل إعادة إعمار أفغانستان.

وشدد على أنّ "الحركة ستسهر على توفير الأمن للرعايا الصينيين في البلاد، وكذلك لكافة الاستثمارات المرتبطة ببكين"، واصفاً الصين بـ"البلد الصديق لأفغانستان".

الناطق الرسمي باسم طالبان سهيل شاهين يعرب عن أمله في أن تسارع الصين لضخ مزيد من الاستثمارات من أجل إعادة إعمار أفغانستان

وأكدت الشبكة أنّ طالبان بعثت برسائل تطمينية للصين بخصوص احتمال لجوء مقاتلين من قومية "الإيغور" إلى أفغانستان، وهي قضية حساسة جداً بالنسبة إلى بكين، مُذكرة، في هذا السياق، بأنّ الصين سبق أن "اشتبهت" نهاية التسعينيات في قيام كابول بتوفير ملاذ آمن لمقاتلين من الإيغور فروا من إقليم شينجيانغ الذي يرتبط بحدود تتجاوز 90 كم مع أفغانستان.

وقال مسؤول رفيع في حركة طالبان: "نحن نهتم باضطهاد المسلمين، سواء في فلسطين أو ميانمار أو الصين، ونهتم باضطهاد غير المسلمين في أي مكان في العالم"، وتابع: "ما لن نفعله هو التدخل في الشؤون الداخلية للصين".

وأشار مسؤول آخر، وهو المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين، إلى أنّ الجماعة الإسلامية تعهدت في اتفاق الدوحة في شباط (فبراير) 2020 مع واشنطن بعدم السماح باستخدام أراضي البلاد ضد دول أخرى، وعدم قبول أي لاجئين أو منفيين خارج إطار قانون الهجرة الدولي.

وفي السياق، قال رئيس الأبحاث في معهد الاستراتيجية الوطنية بجامعة تسينغهوا في بكين تشيان فنغ: "تريد طالبان إظهار حسن النية للصين"، إنهم يأملون أن تلعب الصين دوراً أكثر أهمية، خاصة بعد أن تسحب أمريكا قواتها".

مسؤول رفيع في حركة طالبان: نحن نهتم باضطهاد المسلمين سواء في فلسطين أو ميانمار أو الصين، لكننا لن نتدخل في الشؤون الداخلية للصين

بدورها، عبّرت الصين خلال الأيام الأخيرة على لسان وزير خارجيتها وانغ يي عن أملها في الوصول إلى حل سياسي يجمع كافة الأطراف الأفغانية.

وكثفت الصين خلال الأعوام الأخيرة حضورها الاستثماري في أفغانستان، مستهدفة بشكل خاص الموارد الطبيعية التي تتوفر في هذا البلد.

ميدانياً، أعلنت طالبان أنّ مقاتليها استولوا على معبرين في غرب أفغانستان، مستكملين بذلك قوساً يمتد من الحدود الإيرانية إلى الحدود مع الصين، وذلك في وقت أكدت فيه حكومة كابول استعدادها لنشر قوات جديدة لاستعادة "إسلام قلعة" أكبر معبر تجاري بين إيران وأفغانستان من مقاتلي الحركة.

وإلى جانب إسلام قلعة، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لـوكالة "فرانس برس": إنّ مقاتلي الحركة استولوا على معبر تورغوندي الحدودي مع تركمانستان.

وكان وفد من قادة طالبان قد صرح في موسكو، أول من أمس، أنّ الحركة تسيطر على نحو 250 من أصل 400 مقاطعة في أفغانستان، وهي معلومات يصعب التحقق منها بشكل مستقل وتنفيها الحكومة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية