بهذه الطريقة يحاول الإخوان المسلمون استغلال كورونا

بهذه الطريقة يحاول الإخوان المسلمون استغلال كورونا


19/03/2020

تحاول جماعة الإخوان المسلمين استغلال القرارات المتعلقة بوقف صلاة الجماعة، بما فيها صلاة الجمعة للحدّ من تفشي فيروس الكورونا بين المواطنين، معتبرين الإجراءات الاحترازية الحكومية مؤامرة على الدين وأهله.

 

ورأى مفتي إخوان ليبيا، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الصادق الغرياني، أنّه لا ينبغي على كلّ من يخاف على نفسه من الإصابة بفيروس كورونا، التخلف عن صلاة الجماعة؛ حيث إنّه "مَن أراد الأخذ بالعزيمة، والذهاب إلى المسجد للجماعة، فله ذلك، وبذلك تبقى شعائر الإسلام وفرائضه مقامة داخل البلد، ولا تعطل بالكلية، بغلق المساجد ومنع الناس منها، فإنّ ذلك لا يجوز"، وفق ما نقلت صحيفة "العرب" اللندنية.

الغرياني: لا ينبغي على كلّ من يخاف على نفسه من الإصابة بفيروس كورونا التخلف عن صلاة الجماعة

وأضاف الغرياني من مقر إقامته في إسطنبول، حيث يقدم برامجه الدورية على قناة "التناصح"، المدعومة من قطر: "لم يثبت في تاريخ المسلمين أن عُطلت المساجد في البلد كلها بصفة عامة، ومنع الناس من الصلاة فيها؛ لا في أوقات الأوبئة، ولا الحروب التي عمّ فيها الخوف الناس جميعاً".

وفي الجزائر، انتقد رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، الإخواني عبد الله جاب الله، ما أسماه "تعطيل الجماعات والجمعات"، مؤكداً أنّ غلق المساجد وتعطيل الصلوات بسبب انتشار فايروس كورونا يحتاج إلى التريّث، وقال على صفحته الخاصة في فيسبوك: "إننا نعيش في زمن عطل الناس فيه العمل بشرع الله تعالى، وناصبه معظمهم العداء، وشنوا عليه أنواعاً من الحروب لإبعاده عن حياتهم"، زاعماً أنّ ظهور الأمراض الجديدة جاء بسبب تفشي الفاحشة بين الناس وحول ما وصفها بـ "محاولات الهروب من كورونا من خلال تطبيق الحجر الصحي".

اقرأ أيضاً: أردوغان يخفي قتلاه في ليبيا!

وقال جاب الله: لجؤوا إلى محاولات الهرب منه بتطبيق الحجر، محاولة منهم لحماية مواطنيهم، وحذا النظام في الجزائر حذوهم فلجأت السلطات إلى سلسلة من إجراءات وقائية، رغم محدودية الانتشار لهذا الفايروس إلى حدّ اليوم"، و"ساندت هذه الإجراءات جهات علمية عديدة، وبالغ بعضها، فدعت إلى غلق المساجد وتعطيل الصلوات بها دون النظر إلى قدسية الجماعات والجمعة وبلا توَرّ ولا تثبت".

جاب الله: نعيش في زمن عطل الناس فيه العمل بشرع الله تعالى وظهور الأمراض ناتج عن تفشي الفاحشة

ولفت إلى أنّ "أمر المساجد والصلوات ليس كغيره ولا يقاسُ بغيره، فالصلاة هي أحب الأعمال إلى الله تعالى، وهي الفريضة التي لا تسقط عن المسلم أبداً من ساعة تكليفه إلى الوفاة، وتؤدَّى في جميع الأحوال والظروف بالطريقة المقدورة، وهي عنوان التحرر من كلّ عبودية إلّا العبودية لله تعالى".

وتابع جاب الله: "كان السلف الصالح يولون المساجد والصلاة فيها عناية خاصة، وكانوا يحرصون على اللجوء إلى الله تعالى، وخاصة في مناسبات الفزع للتضرع إلى الله تعالى، بصفة جماعية وسؤاله المغفرة والرحمة والفرج وقضاء الحاجات، لأنّهم يؤمنون بأنّ البلاء لا ينـزل إلا بمعصية ولا يرفع إلا بتوبة".

 

 

وفي المغرب، شنّ الداعية، عبد الحميد أبو النعيم، حملة شعواء على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى والرابطة المحمدية لعلماء المغرب والعلماء غير الرسميين، بسبب الإجراءات الاحترازية المتعلقة بغلق المساجد ووقف صلوات الجمعة والجماعة للوقاية من كورونا.

وبعد أن كفّر القائمين على شؤون البلاد، قال: "نحذر الوزارة من أن تقرر منع الصلوات المفروضة في المسجد"، متابعاً "البلد الذي تُغلقُ فيه المساجد ولا تصلى فيه الصلوات الخمس ارتدّ عن دينه وأصبح دار حرب وكفر وخروج من الملة".

أبو النعيم يشنّ حملة شعواء على السلطات بسبب الإجراءات الاحترازية المتعلقة بغلق المساجد

وفي تونس؛ حاول رئيس جامعة الزيتونة، هشام قريسة، المعروف بقربه من حركة النهضة توريط حكومة بلاده، عندما دوّن قائلاً: "لم يكن ممّا اتفقنا عليه، مع وزارة الشؤون الدينية، ووزارة الصحة، ودار الإفتاء، منع صلاة الجمعة والجماعة بالمساجد، أو تعليق أدائها، وإنما اتفقنا على أنّ المرضى بأمراض مزمنة، والذين يحملون أعراض الزكام، وكبار السنّ هم الذين يُلزمون بالبقاء في بيوتهم، وغير هؤلاء يأخذون الاحتياطات اللازمة التي وقع التنصيص عليها، كما جاء في لائحة وزارة الشؤون الدينية، مع عدم ترك الصلاة في المسجد، فإن تطور المرض فلكلّ حادث حديث".

اقرأ أيضاً: هل لدى العرب والهنود والأفارقة مناعة ضد كورونا؟

وفي السياق ذاته؛ حاولت جماعة الإخوان المصرية المحظورة، في بيان لها الأول من أمس، أن تستغل مأساة انتشار فيروس كورونا من خلال خطاب ديني موجه، قالت فيه: "اليوم وقد ظنّ أهل الأرض أنهم قادرون عليها، فاغتروا بقوتهم، وفقدوا إيمانهم بالخالق، فتمادى الطغاة منهم في غيّهم، وازدادوا علوّاً وظلماً وفساداً، وأعمى الكثير منهم غرور القوة، كما حدث في أمم سابقة، فجاءت هذه الرسالة تحذيراً وتذكيراً للجميع بهذا الوباء الذي يجتاح العالم، والناتج عن فيروس كورونا، علّهم يسارعون في العودة إلى الله، والتضرع إليه سبحانه، أن يرفع عنهم هذا البلاء".

العيسى: إغلاق المساجد قضية شرعية لا يجوز الاقتراب منها رغم حدوثها مرات على مرّ التاريخ

ومن خلال بيانها، حاولت الجماعة أن تجيّر انتشار فيروس كورونا لخدمة شعاراتها الدينية، فالأمر بالنسبة إليها ليس سوى غضب رباني على التجمع الإنساني، بسبب ما تراه خروجاً عن الدين الذي تختص بتمثيله في العالمين، وهو خطاب اعتادت على توجيهه لأنصارها بردّ كلّ ما يدور على الأرض لأحكام السماء، ولم تَرُقْ الاحترازات الحكومية للقيادي الإخواني محيي العيسى، حيث قال: "في الوقت الذي يتحدث البعض عن قضية إغلاق المساجد على أنّها قضية شرعية لا يجوز الاقتراب منها، رغم حدوثها مرات على مرّ التاريخ، ورغم أنّ حفظ النفس مقدم، إلا أنني إلى الآن أصلي الصلوات الخمس في المسجد، لكن لا أخفي قلقي الشديد وقت الصلاة؛ فأنا الوحيد بالمسجد الذي يلبس الكمامة والقفازات ومعها سجادة للصلاة وحولك الجميع في حالة استخفاف، ومنهم من يعطس أو يسعل دون أدنى اهتمام".

 

 

المثير للاهتمام أنّ راعية الإخوان وناشرة خطابهم والمتبنية لمواقفهم، دولة قطر، اضطرت بعد تردّد إلى اتخاذ القرار ذاته الذي أثار غضب حلفائها من الحكومات الأخرى؛ حيث وجهت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، الإثنين الماضي، بإغلاق المساجد وإيقاف صلوات الجماعة بفروضها الخمسة وصلاة الجمعة، اعتباراً من صلاة ظهر الثلاثاء إلى حين توفر شرط الأمان والطمأنينة للمصلين، وذلك في إطار تعزيز الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي تتخذها الدولة للحد من انتشار فايروس كورونا.

اقرأ أيضاً: المرصد يكشف عدد القتلى من مرتزقة تركيا في ليبيا

وقالت الوزارة، في بيان نقلته وكالة الأنباء القطرية "قنا": إنّ "هذا القرار يأتي عملاً بمقاصد الشريعة العليا، وعلى رأسها: حفظ النفس، وحماية للمصلين والمجتمع من أذى الوباء، ومساهمة في تمكين وزارة الصحة العامة، وهي الجهة المختصة بمحاربة انتشار الفيروس ميدانياً، وتأسيساً على فتوى اللجنة الشرعية بالوزارة، والتي جاء فيها: "في حال ما إذا أقرت الجهات الصحية بأنّ الوباء عام وأنّ احتمالية انتشاره في الأماكن العامة مؤكد، وأنّ خطره محقق غير موهوم، يمكن منع التجمعات".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية