بوادر خلاف بين قطبي الإسلام السياسي في البرلمان التونسي

بوادر خلاف بين قطبي الإسلام السياسي في البرلمان التونسي


11/06/2020

كشف قرار البرلمان التونسي الثلاثاء عدم التصويت على لائحة ائتلاف الكرامة التي تطالب فرنسا بالاعتذار من الشعب التونسي على جرائم الاحتلال عن حجم الخلاف بين اقطاب الإسلام السياسي وبالتحديد بين الائتلاف وحركة النهضة.
وفي ختام مناقشات استمرّت أكثر من 15 ساعة صوّت 77 نائباً لمصلحة المذكّرة في حين صوّت ضدّها خمسة نواب، في حين كان يتطلّب إقرارها 109 أصوات على الأقل.
وقدّمت كتلة ائتلاف الكرامة (19 نائبا من أصل 217) رابع الكتل البرلمانية، اللائحة مطالبة فيها "بإصدار اعتذار رسمي وعلني من الدولة الفرنسية للشعب التونسي عن كل الجرائم التي ارتكبتها في حقّه منذ العام 1881 وان هذا الاعتذار من شأنه ان يطوي هذه الصفحة السوداء من تاريخ الدولتين".
وحدّد الائتلاف هذه الجرائم في نصّ اللائحة ب "القتل والاغتيال والتعذيب والاغتصاب والتهجير القسري ونهب الثروات الطبيعية".
كما طالب الحزب الذي يُعتبر قريباً من حزب النهضة ذي المرجعية الإسلامية "بتعويض المتضرّرين ووضع كامل أرشيف تلك الحقبة على ذمّة الباحثين التونسيين".
وعبر قادة الائتلاف عن صدمتهم من مواقف الاحزاب خاصة موقف حزب النهضة الرافض لتمرير اللائحة رغم تعديلها.

 

 

واتهم النائب عن الائتلاف عبداللطيف العلوي في مداخلة على قناة حنبعل مساء الاربعاء نواب النهضة بالخوف من "الشيخ" في اشارة الى رئيس الحزب ورئيس البرلمان راشد الغنوشي ومن السفارات الاجنبية في اشارة الى السفير الفرنسي ما دفعهم الى عدم التصويت على اللائحة.

وتحدث العلوي عن انتهاء العلاقة بين كتلته وبين حركة النهضة في تدوينة نشرها في صفحته الرسمية على الفايسبوك قائلا " هذا فراق بيني وبينك".
من جانبه قال النائب عن حركة النهضة محمد القوماني في مداخلة على قناة حنبعل مساء الأربعاء ان صياغة اللائحة لم تقنع النهضة وانها لا تاتي خدمة لمصالح الشعب التونسي وانما في صراع سياسي حزبي.
واكد القوماني ان توقيت اللائحة غير مناسب مشيرا بان البلاد تعيش اوضاعا اقتصادية صعبة ولا يمكن ان تتم الاساءة لعلاقات تونس مع شريك اقتصادي هام مثل فرنسا احد الدول المهمة والفاعلة في الاتحاد الاوروبي.
وقبل عرض اللائحة على البرلمان استقبل الغنوشي السفير الفرنسي في تونس اوليفي بوافر دارفور ما اعتبر انها رسالة طمانة لفرنسا بان اللائحة لن يتم تمريرها في البرلمان.

 

 

وقبل التصويت عليها اعتبر علي العريض اللائحة مضرة بمصالح تونس مشيرا بانها  تسيئ الى علاقة البلاد مع الدولة والمجتمع الفرنسي وتزج بهذه العلاقات المتعددة الأوجه في أتون المزايدات والتشويش.
لكن النهضة حاولت التخفيف من غضب أنصارها الذين ارادو تمرير اللائحة قائلة "بانها تتخوف من طرح مثل المبادرات الهامة والحساسة دون تنسيق وحوار مسبق بين مؤسسات الدولة وفاعليها الأساسيين في السياسة الخارجية، ودون تحقيق توافقات وطنية واسعة حول تفاصيل بنودها بين كل مكونات المشهد السياسي والمجتمعي".
واكدت الحركة على "ضرورة التنسيق مع رئيس الجمهورية في مثل تلك  المبادرات التي تتدخل في صميم اختصاصاته وصلاحياته".
ويرى مراقبون ان العلاقة بين ائتلاف الكرامة والنهضة لن تعود كما كانت بعد التحالف البرلماني الظاهر.
ورغم ان ائتلاف الكرامة غير مشارك في حكومة الياس الفخفاخ التي تعتبر النهضة احد ابرز اقطابها لكنه دائما ما يدافع عن توجهات الحزب بسبب التقارب الفكري بينهما.
وانتقد ائتلاف الكرامة كثيرا بسبب تقاربه مع النهضة ووصف بانه " باراشوك" للحركة أي " ممتص الصدمة" أي انه المتخصص في الدفاع عن النهضة والرد على منتقديها.
ومن المتوقع ان يؤدي رفض النهضة التصويت على الئحة ائتلاف الكرامة الى انخراط قواعدها المتطرفة في صفوف الائتلاف.

عن "ميدل إيست أونلاين"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية