تبادل الاتهامات بين القوى الكردية على خلفية ترشيح رئيس العراق.. ما الجديد؟

تبادل الاتهامات بين القوى الكردية على خلفية ترشيح رئيس العراق.. ما الجديد؟


24/01/2022

احتدم الصراع على منصب رئاسة الجمهورية العراقية بين القوى الكردية، بعد إخفاق الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان العراق في تقديم مرشح واحد للمنصب، والذي يجب أن يكون من المكوّن الكردي، بحسب العرف السياسي المتبع في البلاد منذ العام 2003.

وقد قرّر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بالإجماع ترشيح رئيس الجمهورية العراقي الحالي برهم صالح لولاية ثانية، ويعتزم الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، ترشيح هوشيار زيباري.

حزب الاتحاد الوطني الكردستاني يرشح برهم صالح لولاية ثانية، ويعتزم الحزب الديمقراطي الكردستاني ترشيح هوشيار زيباري

وقال الحزب الوطني في بيان نشره موقع رووداونت: "المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني عقد اجتماعه في مدينة السليمانية، بحضور بافل جلال طالباني، وقد تمّ فيه بحث مستجدات الأوضاع السياسية الراهنة في العراق والاستحقاقات الدستورية لشعب كردستان في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة".

 وأضاف: إنّ "الاجتماع أجرى تقييماً جادّاً لهذه المسألة، ورأى أنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني قد تصرّف بصورة انفرادية، وخارج رغبة وإرادة وحدة صف الشعب الكردي وقواه السياسية، بإبرام اتفاق مع بعض القوى السياسية، وفي إطار هذا الاتفاق قدّم الحزب مرشحه لمنصب رئاسة الجمهورية".

بالمقابل، قال الحزب الديمقراطي الكردستاني في بيان نُشر اليوم: "إنّ منصب رئيس الجمهورية استحقاق للكرد، إلّا أنّه ليس ملكاً لأحد".

 وقال المتحدث باسم الحزب محمود محمد: إنّ "البيان الصادر من اجتماع المجلس الوطني للاتحاد الوطني الكردستاني (ترشيح برهم صالح) غير منصف، وتشويه للحقائق، ولهذا نريد توضيح بعض الأمور للرأي العام الكردستاني".

حزب الاتحاد يرى أنّ الحزب الديمقراطي تصرّف بصورة انفرادية وخارج رغبة وإرادة وحدة صف الشعب الكردي وقواه السياسية

وأضاف: "بعد إعلان نتائج الانتخابات، وبتوصية من الرئيس (مسعود) بارزاني، زار وفد من الديمقراطي جميع الأطراف الكردستانية من أجل الحفاظ على توحيد البيت الكردي وتشكيل وفد مشترك إلى بغداد"، مشيراً إلى أنّه "استناداً إلى الاجتماعات المشتركة بين المكتبين السياسيين الاتحاد والوطني، عُقد اجتماع مشترك، واستقبل الرئيس بارزاني الرئيس المشترك للاتحاد الوطني بافل طالباني"، مبيناً أنّ "هدف هذه الاجتماعات كان توحيد البيت الكردي، لكن للأسف عندما توجّه وفد مشترك إلى بغداد، ظهر أنّه لا يحمل أيّ رؤية واضحة لاتخاذ القرار، إضافة إلى أنّ الاتحاد انسحب من الوفد دون إبلاغ الديمقراطي".

وقال محمد، بحسب وكالة "شفق": إنّ "الاتحاد الوطني انسحب من جلسة مجلس النواب لاختيار رئاسة البرلمان"، معتبراً أنّ "هذا الأمر تسبّب في تشتيت وحدة الصف للكتل الكردستانية في مجلس النواب".

أمّا بشأن منصب رئيس الجمهورية، فقد ذكر محمد أنّ "المنصب استحقاق كردستاني، وليس ملكاً لطرف معيّن أو شخص معيّن، إلّا أنّ الاتحاد الوطني ما زال مصراً على اختيار شخص خارج موافقة البيت الكردي".

الحزب الديمقراطي: منصب رئيس الجمهورية استحقاق للكرد، وليس ملكاً لأحد، ويجب أن يتحمل الحزب الوطني الشرخ الذي حصل في البيت الكردي

وشدد أنّ "على الاتحاد الوطني أن يكون حريصاً على المحافظة على توحيد البيت الكردي، وأن يكون موقفه أكثر وطنية، ويجب أن يتحمل هذا الشرخ الذي حصل في البيت الكردي".

وجرى في العُرف السياسي، خلال الدورات الرئاسية المنصرمة، تسلّم مرشح من الاتحاد الوطني منصب رئاسة الجمهورية.

لكن بلغة الأرقام، فإنّ حصول الحزب الديمقراطي الكردستاني على (31) مقعداً نيابياً في الانتخابات التشريعية الأخيرة، مقابل (17) مقعداً فقط للاتحاد الوطني الكردستاني، قد يعكس المعادلة هذه المرّة، فقد أعلن الحزب الديمقراطي ترشيح هوشيار زيباري لمنصب رئاسة الجمهورية.

وحددت رئاسة البرلمان الجديدة موعداً أقصاه نهاية يوم 8 شباط (فبراير) المقبل، لتسلّم الترشيحات الخاصة بمنصب رئاسة الجمهورية.

يُذكر أنّ البرلمان العراقي جدّد في 9 كانون الثاني (يناير) الجاري انتخاب محمد الحلبوسي رئيساً له لولاية ثانية، بعد أن حصل على ثقة (200) نائب.

وتُجري القوى السياسية الشيعية حوارات في محاولة للتوافق على ترشيح شخصية لمنصب رئيس الوزراء.

الصفحة الرئيسية