تحالف جديد يهدد شعبية أردوغان.. فهل يفقد الحزب الحاكم السيطرة على البرلمان؟

تحالف جديد يهدد شعبية أردوغان.. فهل يفقد الحزب الحاكم السيطرة على البرلمان؟


08/05/2022

تكثف أحزاب تركية معارضة التعاون بينها في محاولة لإقصاء رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، في الانتخابات التي من المقرر إجراؤها بحلول عام 2023، ممّا يزيد الضغط على الرئيس، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تراجع التأييد للتحالف الحاكم الذي يتزعمه.

 وتكمن الخطورة في تحرك الأحزاب التي انشقت عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أنّها ستصل بسهولة إلى أنصارها تحسباً للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، وهو ما من شأنه أن يؤثر على شعبية حزب العدالة والتنمية ورئيسه، وفق تحليل لوكالة الأنباء الألمانية.

 وفي سياق التحالفات، قال زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو: إنّ تحالفاً منفصلاً بين أحزاب؛ الشعب الجمهوري، الصالح، الديموقراطي، المستقبل، ديفا، السعادة، التي تنبع من التقاليد السياسية نفسها، سيكون مفيداً من أجل الحصول على المزيد من النواب في البرلمان التركي.

 وصرّح داود أوغلو أنّ الأحزاب الـ6 المجتمعة على طاولة المعارضة: يُمكنها تشكيل تحالفات مختلفة من أجل تعزيز فرصها في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وفق ما نقلت صحيفة "أحوال" التركية.

 زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو

 ورأى رئيس الوزراء التركي السابق أنّه سيكون من المفيد لحزب المستقبل أن ينضمّ حزبا ديفا والسعادة إلى حزبه، بهدف تشكيل تحالف منفصل، وحتى الدخول في الانتخابات بقائمة مشتركة.

 وتابع: "سيكون من المفيد جداً لهذه الأحزاب الـ3 أن تتبنّى موقفاً مشتركاً يمنح الثقة لأولئك الذين صوّتوا لصالح حزب العدالة والتنمية. في العام الماضي في تموز (يوليو) قدّمت هذا العرض إلى كلٍّ من تيميل كارامولا أوغلو وعلي باباجان، زعيمي السعادة، والديموقراطية والتقدم."

وقال داود أوغلو: "تحالف الأمّة قام بأشياء مهمّة، لكنّه لم يستمر بعد الانتخابات، يجب إعادة النظر في الهياكل، ماذا لدينا الآن؟ التعاون السداسي، لا يوجد خطأ في التفكير واختبار النماذج البديلة دون الخروج عن المبادئ الأساسية للتعاون: المهم أن تحصل المعارضة على أكبر عدد من النواب في البرلمان."

 

أوغلو: تحالف بين أحزاب المستقبل والسعادة و"ديفا" التي تنبع من التقاليد السياسية نفسها للحزب الحاكم، سيكون مفيداً في الانتخابات.

 

 وبالفعل، ظهر تحالف ثلاثي جديد مؤخراً من قبل زعيم حزب السعادة، تميل كارامولا أوغلو، مع كل من زعيم حزب الديموقراطية والتقدّم "ديفا" علي باباجان، وزعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، علماً أنّ الأخيرين كانا قد انشقّا عن حزب العدالة والتنمية، وتقلّدا مناصب حكومية رفيعة المستوى.

 وما يثير مخاوف أردوغان أن ينجح هذا التحالف الثلاثي في تحويل جزء من الجمهور المحافظ للحزب إلى داعم لزعيم الحزب الجمهوري كيليجدار أوغلو الذي سيكون الأقرب إلى تقديمه كمرشح للمعارضة، بما فيها المعارضة التي خرجت من رحم العدالة والتنمية.

 وفي مواجهة انتشار الشائعات من قبل الحكومة التركية حول تفكك التحالف السداسي، فإنّ الاقتراح المذكور حول التحالف الثلاثي "لا يُثير رأياً مختلفاً حول طاولة الأحزاب الـ6"، بحيث يُمكن أن تكون "تحالفات داخل تحالفات"، وفقاً للمحلل السياسي والكاتب التركي مراد يتكين.

 ومثلما شكّل حزب الشعب الجمهوري والحزب الصالح والحزب الديمقراطي تحالف الأمّة في انتخابات 2018، وما زال قائماً، يُمكن لأحزاب السعادة والمستقبل و"ديفا" أن تتحد في تحالف منفصل وتعكس الحسابات التي تمّ إجراؤها لتحصل على نسبة تزيد عن 7% تؤهلها لدخول برلمان البلاد.

 قبل أيام، زعمت مصادر صحفية أنّ (6) من قادة أحزاب المعارضة التركية لم يختلفوا بشأن مرشح رئاسي محتمل، حيث تردد أنّهم لم يعبّروا عن رفضهم حيال ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو.

مشاكل المواطنين تتفاقم في ظلّ نظام الرجل الواحد

 وبحسب صحيفة جمهوريت، فإنّه لا اعتراض بين القادة على ترشيح كيليجدار أوغلو، زعيم أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، معتبرة أنّ الخلفية البيروقراطية له تُعتبر عاملاً إيجابياً، لكنّ محللين سياسيين يعتقدون أنّ زعيم الحزب الجمهوري سبق أن واجه أردوغان وخسر أمامه، وأنّ الأولوية يجب أن تكون لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (51 عاماً)، الذي سبق أن تحدّى أردوغان وهزم مرشح حزبه في أكبر المدن التي كانت حاضنة دائمة للعدالة والتنمية.

 وعام 2019 انتُخب إمام أوغلو رئيساً لبلدية إسطنبول بفارق ضئيل، لكنّ أردوغان ألغى نتائج الانتخابات بدعوى التزوير، قبل أن ينجح إمام أوغلو في الفوز بجولة الإعادة بأغلبية ساحقة.

 

أوغلو: الأحزاب الـ6 المجتمعة على طاولة المعارضة يُمكنها تشكيل تحالفات مختلفة من أجل تعزيز فرصها في الانتخابات المقبلة

 

 ووفقاً لصحيفة العرب اللندنية، فإنّ التحالف الثلاثي سيركّز على التحرك لاستقطاب الغاضبين من سياسات أردوغان، خاصة أنّ الأسماء المعارضة عملت في مواقع حكومية ذات أهمية وتمتلك مصداقية داخل الحزب وفي الشارع.

 وفيما يعود الفضل إلى باباجان في نجاح التجربة الاقتصادية التركية التي يباهي بها أردوغان، فإنّ أحمد داود أوغلو كان أحد مهندسي التجربة التركية، وهو صاحب نظرية تصفير المشاكل التي مهّدت للنجاح الاقتصادي، قبل أن يتخلى عنها أردوغان ويورط تركيا في حروب وأزمات كثيرة، فضلاً عن الرئيس السابق عبد الله غول الذي يحظى بشعبية كبيرة في البلاد بسبب أسلوبه الهادئ في إدارة الأزمات بعيداً عن الشعبوية.

 وتلك القيادات المنشقة عن الحزب ما تزال لديها صداقات متينة داخله، وهي تستثمر في عملية الاستقطاب المشاكل الكبيرة داخل الحزب الذي فقد آلياته القديمة وصار يحتكم إلى رضا القيادة والولاء لأردوغان وفقدت مؤسساته تأثيرها.

 كما أنّ الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد جعلت الكثير من منتسبي الحزب وأنصاره غاضبين من سياسات أردوغان التي ستجعل الحزب يخسر كلّ ما حققه في أعوام طويلة، وهم يبحثون عن أحزاب نظيفة بعيدة عن الفساد والمحسوبية، وقادرة على الوفاء للشعارات القديمة لحزب العدالة والتنمية وهويته المحافظة.

 

التحالف الثلاثي سيركّز على التحرك لاستقطاب الغاضبين من سياسات أردوغان، خاصة أنّ الأسماء تمتلك مصداقية داخل الحزب وفي الشارع

 

 ويعتقد المراقبون أنّ تحالف الأحزاب الجديدة المنبثقة عن العدالة والتنمية (تحالف الأمّة) سيكون قادراً على دخول البرلمان ومنافسة الحزب الأم، خاصة إذا مضت في مسارها الحالي القائم على التحالف مع أحزاب علمانية مناوئة لسياسات أردوغان.

 وبالعودة إلى التحالف الأم الذي ضمّ (6) أحزاب، قال نائب رئيس حزب الخير بهادر أرديم: إنّ الأحزاب الـ6 اتفقت على التركيز على قضايا؛ مثل استقلال القضاء، ووسائل الإعلام والجامعات، والقوانين المتعلقة بالأحزاب السياسية، والانتخابات، بهدف تعزيز الفصل بين السلطات والديمقراطية.

 وأضاف في تصريح سابق لـ"رويترز": "تجمّع هذه الأحزاب الـ6 معاً يمنح الناس الثقة بدلاً من الانقسام، هناك تجمّع، توحّد على أرض مشتركة"، مضيفاً أنّ هذا يخالف ما قال إنّه استقطاب في ظلّ حكم حزب العدالة والتنمية المستمر منذ عقدين.

 بدوره، قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري محرم أركيك الذي حضر محادثات تحالف الأحزاب الـ6: إنّ تركيا "مسحوبة إلى شفا هاوية" بالنظام الرئاسي الذي يضع سلطات أكبر بكثير في يد رئيس الدولة.

 

ما يثير مخاوف أردوغان أن ينجح التحالف الثلاثي في تحويل جزء من الجمهور المحافظ للحزب إلى داعم لزعيم الحزب الجمهوري

 

 وقال: "مشاكل المواطنين تتفاقم في ظلّ نظام الرجل الواحد هذا، نظام برلماني قوي سيوحي بالثقة".

هذا، وكانت استطلاعات رأي كثيرة قد أشارت إلى أنّ نسبة التأييد لحزب العدالة والتنمية تتراوح بين 31% و33%، انخفاضاً من 42.6% في الانتخابات البرلمانية عام 2018. كما تشير الاستطلاعات إلى أنّ نسبة التأييد لحزب الحركة القومية حليف حزب العدالة والتنمية تتراوح بين (8% و9%)، نزولاً من 11.1%، وهي نسب تعني أن يفقد أردوغان السيطرة على البرلمان في الانتخابات المقبلة.

مواضيع ذات صلة:

هزة اقتصادية عنيفة في طريقها إلى تركيا: كيف سيتعامل معها أردوغان؟

مَن المسؤول عن ضرب الاقتصاد التركي؟

كيف ساء الاقتصاد التركي إلى هذا الحد؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية