ترامب في مواجهة إيران: يد تدق طبول الحرب وأخرى تنتظر المصافحة

إيران وأمريكا

ترامب في مواجهة إيران: يد تدق طبول الحرب وأخرى تنتظر المصافحة


28/05/2019

حققت الإدارة الأمريكية، الأسبوع الماضي، اختراقاً لمعسكر معارضيها الديمقراطيين داخل الكونغرس، وسط انسجامٍ لافت بين عناصر السياسة التصعيدية حيال إيران: الخارجية، الدفاع، والأمن القومي، ما انعكس على قرار الرئيس دونالد ترامب بإرسال المزيد من القوات والأسلحة إلى الشرق الأوسط، بينما سخر خبراء عسكريون أمريكيون من إعلان طهران قدرتها على ضرب القوة الأمريكية في الخليج.

اقرأ أيضاً: طهران تراوغ: رسالة إيرانية جديدة إلى دول الخليج
ففي الثلاثاء الماضي؛ أطلع كبار المسؤولين في الإدارة مجلس النواب ومجلس الشيوخ، في جلستين مغلقتين لجميع الأعضاء، وقدموا دليلاً على أنّ إيران قد تستعد لمهاجمة العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين في الشرق الأوسط، لكنّ بعض الديمقراطيين قالوا: "إنّ أياً من المعلومات لم تظهر أنّ إيران كانت تهديداً أكبر بكثير مما كانت عليه في الماضي، واتهموا الإدارة بأنّها مستعدة للهجوم على أدنى استفزاز".

خبراء غربيون: إيران كثيراً ما تبالغ في قدراتها التسليحية رغم وجود مخاوف بشأن برنامجها النووي وصواريخها الباليستية

وبينما تدق طبول الحرب، أكد ترامب، أمس الإثنين، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، من طوكيو، أنّ الولايات المتحدة "لا تسعى إلى تغيير النظام" في إيران. وأضاف أنه يعتقد أنّ إيران تريد عقد اتفاق مع الولايات المتحدة، وهو أمر متوقع.
وقال: "نحن لا نسعى لتغيير النظام في إيران، إلا أننا نريدهم أن يتوقفوا عن إجراء التجارب النووية"، مضيفاً أنّ لإيران تصرفات كثيرة غير مقبولة في الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق، قدم وزير الخارجية، مايك بومبو، ووزير الدفاع بالوكالة، باتريك شاناهان، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد جونيور، أمام المشرّعين الأمريكيين، معلومات مؤكدة عن استعدادات إيرانية للهجوم على مصالح أمريكية ما استدعى قيام واشنطن بإرسال حاملة طائرات وقاذفات قنابل إستراتيجية إلى المنطقة، فيما يتولى مستشار الأمن القومي، جون بولتون، إدارة الملف في البيت الأبيض وإيجاز الرئيس ترامب بآخر التطورات والإجراءات المطلوبة، وكان آخرها الجمعة؛ حيث تمّ إرسال المزيد من القوات إلى المنطقة وإطلاق بيع أسلحة إلى كلّ من الأردن السعودية والإمارات.

اقرأ أيضاً: أقمار اصطناعية تكشف تشييد إيران طريقاً حدودياً لتهريب السلاح
ورغم قول النائب الديمقراطي، روبن غاليغو، عن ولاية أريزونا: "يريدون منا الذهاب إلى الحرب كما فعلوا مع العراق" إلا أنّ المشرعين الجمهوريين رأوا المعلومات بشكل مختلف، وأشاروا إلى تهديدات "جديدة" و"موثوقة" و"متسقة"، من شأنها أن "تغير اللعبة"، كما في قول السيناتور عن كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام.

 الولايات المتحدة "لا تسعى إلى تغيير النظام" في إيران

"تلك الأيام قد ولّت"
وقال غراهام إنّ تصرفات الإدارة الأخيرة، بما في ذلك نشر حاملة طائرات في الخليج، كانت رداً على "معلومات استخبارية قوية" بأنّ القادة الإيرانيين أعطوا الميليشيات الشيعية في العراق "مساحة أكبر للتصرف وتوجيه هجمات" ضد مصالح أمريكية، وزاد بتحذير الإدارة "من الخجل من استخدام القوة".

اقرأ أيضاً: مجلة إسبانية تكشف كيف تزود إيران الحوثيين بالدرون والأسلحة
وأوضح: "إذا أصيب أمريكي واحد، أو قُتل، بسبب أعمال قادمة من إيران، بشكل مباشر أو غير مباشر، بتوجيه من الحكومة الإيرانية، ولم ترد الإدارة على ذلك، فيجب أن تكون هنا (في الكونغرس) لتشرح سبب ترك هؤلاء الأمريكيين يصابون بالأذى، ولم تفعل شيئاً حيال ذلك".
وحول سياسة بلاده الحالية حيال إيران؛ أكّد السيناتور الجمهوري: "نحن نعارض النظام، وسنعيد ضبط قواعد الاشتباك، نقول لهم إنكم قد هاجمتمونا في الماضي، وتلك الأيام قد ولّت".
وفيما إذا كان سيقبل بتحرك عسكري بموجب سلطة الرئيس كقائد عام، أو تحت التفويضات الحالية، تجاهل غراهام كلا الاقتراحين، وصنّف أيَّ عملٍ عسكري محتمل على أنّه يقع تحت "الحق الأصيل في الدفاع عن نفسك".
من جهته، أصرّ السيناتور عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، على القول إنّ إجراءات الإدارة "ليست تصعيداً، فالولايات المتحدة تتحمل مسؤولية مؤكدة في الدفاع عن ركائز عسكرية في المنطقة، تحركات إدارة ترامب ليست تصعيداً" هذا ردّ "في إشارة إلى التهديدات الإيرانية".
وقال وزير الدفاع بالوكالة، باتريك شاناهان: "قدمت لأعضاء الكونغرس معلومات استخباراتية موثوق بها عن التهديدات التي تهدد مصالحنا في الشرق الأوسط والقوات الأمريكية، وكيف تصرفنا بناءً على تلك المعلومات الاستخبارية".
المزيد من القوات
إلى ذلك، تمّ اتخاذ قرار بإرسال قوات إضافية ووضعها تحت إمرة القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على العمليات العسكرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط ، في وقت متأخر من يوم الخميس خلال اجتماع بالبيت الأبيض، بين الرئيس ترامب وكبار قادة البنتاغون.
وقبل الاجتماع، قال الوزير شاناهان: إنّ "الغرض من أيّة قوات إضافية هو ضمان حماية القوات الأمريكية وتجنب خطر سوء التقدير الإيراني الذي قد يؤدي إلى صراع أوسع"، موضحاً "مهمتنا هي الردع، هذا لا يتعلق بالحرب لدينا مهمة في الشرق الأوسط: حرية الملاحة، ومكافحة الإرهاب في سوريا والعراق".

اقرأ أيضاً: تفريغ شحنة أسلحة إيرانية في الحديدة على الملأ
ولا يشير نوعُ القوات التي سيرسلها البنتاغون إلى المنطقة إلى أيّ هجوم بريّ وشيك من قبل الولايات المتحدة، وتضم تلك القوة الإضافية حوالي 2000 جندي، مزودين بقدرات إضافية للدفاع الصاروخي (باتريوت)، ووحدات مراقبة واستطلاع.
وضمن نهج التصعيد مع إيران، قال مسؤولون عسكريون أمريكيون، الجمعة: إنّ "فيلق الحرس الثوري الإيراني مسؤول مباشرة عن الهجمات على الناقلات البحرية قبالة دولة الإمارات العربية المتحدة في وقت سابق هذا الشهر".
وقال المسؤولون: إنّ الهجمات كانت جزءاً من "حملة" النظام الإيراني التي دفعت الولايات المتحدة إلى نشر قوات إضافية في الشرق الأوسط.
وقال الأدميرال مايكل غيلداي، مدير الأركان المشتركة: "الهجوم على الشحن في الفجيرة ننسبه إلى الحرس الثوري"، وأضاف: "البنتاغون أرجع الألغام الباطنية المستخدمة في الهجوم إلى الحرس الثوري الإيراني الذي تم تصنيفه رسمياً، الشهر الماضي، على أنّه "منظمة إرهابية أجنبية".
وقال وزير الخارجية، مايك بومبيو: إنّ "علاقات الحرس الثوري الإيراني مع المؤامرات الإرهابية حقيقة أساسية".

لا يشير نوعُ القوات التي سيرسلها البنتاغون إلى المنطقة إلى أيّ هجوم بريّ وشيك من قبل أمريكا

تهديدٌ إيراني جديد
وفي باب التهديدات ضدّ تنامي القوة الأمريكية في المنطقة، قال مسؤول عسكري إيراني رفيع، السبت إنّ بلاده يمكنها إغراق سفن حربية أمريكية أرسلت إلى منطقة الخليج باستخدام صواريخ و"أسلحة سرية".
وقال الجنرال مرتضى قرباني، مستشار القيادة العسكرية الإيرانية: "إذا ارتكبوا (الأمريكيون) أدنى غباء، فسوف نرسل هذه السفن إلى قاع البحر مع طاقمها وطائراتها باستخدام صاروخين أو سلاحين سريين جديدين".

مسؤول عسكري إيراني: يمكننا إغراق سفن حربية أمريكية أرسلت إلى منطقة الخليج باستخدام صواريخ و"أسلحة سرية"

لكنّ خبراءَ غربيين يؤكدون أنّ إيران كثيراً ما تبالغ في قدراتها التسليحية، رغم وجود مخاوف بشأن برنامجها الصاروخي، خاصة صواريخها الباليستية بعيدة المدى، مؤكدين أنّ منظومة الدفاع الجوي التي زعمت إيران أنها استحدثتها محلياً، ليست سوى منظومة قديمة تعود إلى الستينيات من القرن الماضي.
وقال "فريق التواصل" التابع للخارجية الأمريكية، في تغريدة على تويتر: "أعلن النظام الإيراني أنّه تمكّن من صناعة منظومة دفاعية محلية الصنع لاستهداف الصواريخ والطائرات المسيرة، بنظرة فاحصة يتضح أنّ تلك ليست إلا منظومة "سكاي غارد" "Sky Guard"، التي كانت تنتجها شركة "أورليكون/ Oerlikon" النمساوية، وهي تقنية تعود إلى حقبة الستينيات".
في السياق ذاته؛ كان موقع "ذا أفييشنست" المختص بالطيران الحربي قد كشف، صيف العام الماضي، عن أنّ الصور واللقطات التي تمّ بثها للطائرة الحربية الإيرانية الجديدة حينها "كوثر"، لم تكن بالحقيقة سوى نسخة من طائرة أمريكية من نوع "أف-5 أف تايغر" تعود إلى قبل نصف قرن وأعيد تصميمها لتكون مجهزة ببعض إلكترونيات الطيران الرقمية الجديدة.

اقرأ أيضاً: مواجهة إيران... بحرب أم من دونها
وأفاد موقعُ "ذا أفييشنست" بأنّ إيران ليست جديدة على مثل هذه الادعاءات، التي كانت من بينها "طائرات الجيل الرابع المتقدمة الجديدة" وهي في حقيقتها "دعاية ترويجية محلية".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية