ترامب يطمئن منتقديه: أنقرة ستتولى المهمة!

ترامب يطمئن منتقديه: أنقرة ستتولى المهمة!


24/12/2018

حاول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طمأنة منتقدي قراره المفاجئ حول الانسحاب من سوريا، قائلاً إنّه اتفق مع الرئيس التركي على انسحاب "منسّق". تزامن ذلك مع ورود معلومات حول قيام تركيا بتعزيز وجودها العسكري على الحدود السورية.

وقال الرئيس الأمريكي، أمس، إنه "تحدث هاتفياً بصورة مطولة ومثمرة"، مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بشأن سوريا. ونشر ترامب تغريدة عبر تويتر قال فيها: "ناقشنا (قضية) داعش وانخراطنا المتبادل في سوريا وانسحاب القوات الأمريكية البطيء والمنسق بشدة من المنطقة"، مضيفاً أنه تحدث أيضاً عن التجارة، وفق ما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء.

اقرأ أيضاً: قراءة في تداعيات الانسحاب الأمريكي المفترض من سوريا

من جانبه، قال أردوغان، على تويتر، إنه وترامب "اتفقا على تعزيز تنسيقنا حول عدة قضايا، بدءاً من علاقاتنا التجارية إلى التطورات في سوريا خلال مكالمة هاتفية مثمرة".

واتفق الرئيسان، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول" للأنباء، على الاحتفاظ بتنسيق عسكري ودبلوماسي لتجنب استغلال انسحاب الولايات المتحدة من سوريا وحدوث فجوة في السلطة بالبلاد.

تركيا تعزز قواتها

وفي غضون ذلك، بدأت تركيا أمس تعزيز مواقعها على جانبي الحدود مع سوريا. ويأتي تصاعد النشاط العسكري التركي بعد يومين من إعلان أردوغان أنّ بلاده ستؤجل عملية عسكرية مزمعة ضد وحدات حماية الشعب الكردية شرقي نهر الفرات في شمال سوريا بعد أن قررت الولايات المتحدة سحب قواتها، وفق "رويترز".

اتفق الرئيسان على الاحتفاظ بتنسيق عسكري ودبلوماسي لتجنب استغلال انسحاب أمريكا من سوريا

وأظهرت لقطات بثتها محطة تلفزيونية تركية أمس، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية، قوافل تركية تدخل سوريا عبر بلدة قرقميش التركية الحدودية التابعة لإقليم غازي عنتاب بجنوب شرق البلاد والواقع على بعد 35 كيلومتراً شمالي منبج. وذكرت القناة أنّ القوافل عبرت إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية المتحالفة مع تركيا وأنها في طريقها إلى جبهات القتال بمنبج.

وكانت منبج سبباً كبيراً للتوتر بين أنقرة وواشنطن. وتوصلت الدولتان العضوان بحلف شمال الأطلسي، إلى اتفاق يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب من المنطقة لكن تركيا شكت من تأخر التنفيذ وقالت إن القوات التركية ستدخل البلدة إذا لم تطرد الولايات المتحدة المسلحين الأكراد منها.

البنتاغون: التوقيع على قرار الانسحاب

وفي سياق متصل، أعلن متحدث عسكري أمريكي أنّ أمر انسحاب الجنود الأمريكيين من سوريا جرى توقيعه. وقال المتحدث "الأمر التنفيذي المتعلق بسوريا قد جرى توقيعه"، دون أن يعطي تفاصيل إضافية.

اقرأ أيضاً: ما هي تبعات خروج ترامب من سوريا؟

وقالت مصادر أمريكية، وفق ما أوردت شبكة "سكاي نيوز"، إنّ من المتوقع أن يكون الإطار الزمني من أجل انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ما بين 60 إلى 100 يوم.

وينتشر حالياً نحو ألفي عسكري من القوات الأمريكية في هذا البلد. وتعد خطة الانسحاب تحولاً مفاجئاً للإستراتيجية الأمريكية، خاصة بعدما عدل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن رغبته التي كررها مراراها في وقت مبكر من هذا العام، وقرر الإبقاء على نحو ألفي جندي أمريكي منتشرين في سوريا لمحاربة "داعش".

تعزيزات الجيش التركي على الحدود السورية

ومن المنتظر أن يعقد دبلوماسيون وعسكريون أمريكيون وأتراك اجتماعاً في واشنطن في الثامن من كانون الثاني (يناير) المقبل، يناقشون فيه ترتيبات ما بعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وكيفية تأمين الحدود السورية التركية.

بموازاة ذلك، يتم تفكيك نقاط المراقبة الأمريكية التي أُقيمت في تل أبيض وعين العرب (كوباني) ورأس العين، مع إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود.

أعلن متحدث عسكري أمريكي أنّ أمر انسحاب الجنود الأمريكيين من سوريا جرى توقيعه

وبعد أيام من قرار الانسحاب، بدأت روسيا في تحريك قواتها باتجاه مناطق تسيطر عليها قوات التحالف الغربية، وهو ما اعتبره خبير عسكري جزءاً من ترتيبات لملء الفراغ الذي ستخلفه واشنطن.

ووصل رتل عسكري روسي مدعوم بآليات ومنازل متنقلة إلى البادية السورية، وتحديداً منطقة ظاظا جنوب شرقي البلاد، في تحرك اعتبر مقدمة لإنشاء تمركز أو قاعدة عسكرية في المنطقة التي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن قاعدة التنف، الواقعة قرب الحدود العراقية والأردنية، وتضم قوات أمريكية وبريطانية وعناصر من المعارضة المسلحة المدعومة من التحالف الدولي.

الصفحة الرئيسية