ترتيبات تركية جديدة في شمال سوريا بمعاونة الجولاني... ما علاقة الأكراد؟

ترتيبات تركية جديدة في شمال سوريا بمعاونة الجولاني... ما علاقة الأكراد؟


20/06/2021

يبدو أنّ تركيا لجأت إلى تغيير نهجها خلال الأعوام الماضية في الشمال السوري، والقائم على تفاهمات مع روسيا لضبط الأمور وضمان النفوذ، مع تحجيم الأكراد في الوقت ذاته، وذلك بعدما نشرت هيئة تحرير الشام التي تقودها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً قبل إعلان فك الارتباط التنظيمي بالقاعدة)، صور اللقاء الذي جمع زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني مع قيادات جهادية كردية ضمن فصيل "أنصار الإسلام"، وذلك في مسجد بمدينة إدلب. 

وفسّر تقرير لجريدة "العرب" اللندنية، بحسب ما نقله موقع "أحوال تركيا"، تلك الخطوة على أنها تغيير من أنقرة لاستراتيجيتها، بإعادة ترتيب الأمور في الشمال السوري لمواجهة الخطر الوجودي الذي يهدد أمنها المتمثل في وحدات حماية الشعب الكردية.

واعتبرت أنّ محاولات هيئة تحرير الشام إخضاع فصيل "أنصار الإسلام" ودفعه إلى الانضواء تحتها لا يمكن أن تتم دون علم المخابرات التركية والتنسيق معها.

ونقلت "العرب" عن مُتابعين للشأن السوري أنّ لأنقرة مصلحة كبرى في ضمّ هذا التنظيم الكردي الجهادي في سياق خططها لضرب أكراد سوريا وتحجيمهم.

 محاولات هيئة تحرير الشام إخضاع فصيل "أنصار الإسلام" ودفعه إلى الانضواء تحتها لا يمكن أن تتم دون علم المخابرات التركية والتنسيق معها

جاء اللقاء المذكور بعد أسابيع قليلة من حملة اعتقالات شنتها هيئة تحرير الشام التي تسيطر على أكثر من نصف محافظة إدلب وأرياف في حلب، واستهدفت قيادات من أنصار الإسلام، فيما بدا محاولة للضغط على هذا الفصيل المتشدد للانضمام إليها.

وقد علّق أبو محمود الفلسطيني، أحد منظري هيئة تحرير الشام، على اللقاء بقوله: "الشيخ الجولاني عزم ونشاط عظيمان، هذه الزيارات توطد العلاقة وتفتح القلوب وتساعد على العمل المشترك واستيعاب الجميع... لتصفير المشاكل والسعي الجدّي والحقيقي للعمل المشترك وضبط الساحة".

وترافق اللقاء مع استئناف محاولات إعادة تدوير هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني، من خلال حملة إعلامية تقودها أطراف مقربة من محور تركيا، ويرى متابعون للشأن السوري أنّ اللقاء لا يمكن أن يجري بعيداً عن جهاز المخابرات التركية الذي يتحكم خلف الستار بالهيئة.

ويشير المتابعون إلى أنّ تركيا تسعى على ما يبدو لإعادة ترتيب الأمور في الشمال السوري، من خلال تمكين هيئة تحرير الشام في المنطقة بشكل أقوى، استعداداً لمرحلة مقبلة ستكون صعبة، لا سيّما على ضوء التوتر المكتوم بينها وبين روسيا، ولا يبدو أنّ هناك أفقاً لاحتوائه، في ظل غضب روسي من توجهات الرئيس رجب طيب أردوغان ومحاولاته تقديم خدمات لنيل رضا إدارة جو بايدن على حساب مصالح موسكو.

وقد قامت القوات الحكومية السورية مؤخراً بدعم من سلاح الجو الروسي بقصف أهداف لهيئة تحرير الشام، في أخطر تصعيد بين الطرفين منذ اتفاق الهدنة الذي جرى التوصل إليه بين موسكو وأنقرة في إدلب في شباط (فبراير) من العام الماضي.

في المقابل يرى محللون أنّ عملية استيعاب الهيئة لتنظيمات وفصائل صغيرة، ولا سيّما قيادات كردية جهادية، ينطوي على دلالات تتجاوز محافظة إدلب، وأنّ هناك توجهاً لتقوية تلك القيادات الكردية تمهيداً لمشروع التمدد شمالاً، وخاصة في مناطق السيطرة الكردية، حيث لم تعد تركيا تراهن على العمل العسكري المباشر في مواجهة الأكراد، إذ تخشى من صدام مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ويتشكل تنظيم "أنصار الإسلام" بشكل أساسي من عناصر كردية إيرانية وأيضاً من أكراد عراقيين وسوريين، وبرز الفصيل في العام 2014، أي مع تشكل قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وينتشر بشكل كبير في ريف اللاذقية الشمالي والمناطق الملاصقة للقطاع في ريف جسر الشغور جنوب غربي إدلب.

وانضم الفصيل في منتصف العام 2020 إلى غرفة عمليات "فاثبتوا" التي تزعمها في ذلك الوقت المنشق عن "تحرير الشام" أبو مالك التلي، قبل أن يعلن الفصيل لاحقاً الانسحاب من الغرفة خشية تعرّضه لردود أفعال انتقامية من الهيئة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية