تركيا ترحّل إخوانياً إلى مصر.. لماذا؟

تركيا ترحّل إخوانياً إلى مصر.. لماذا؟


06/02/2019

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من التعليقات الساخرة، حول الشاب الإخواني، محمد عبد الحفيظ حسين، الذي رحِّل من تركيا إلى مصر، وقد عكست التعليقات التفكّك في نسيج جماعة الإخوان المسلمين، وعدم متابعتها للمنتمين إليها، بعد توريطهم في عمليات مسلحة وإرهابية.

وفق التفاصيل، فقد تداول النشطاء، بحسب وكالة "الحرة"، تسجيلاً مصوّراً نسب للقيادي بجماعة الإخوان، صبري أبو الفتوح، يقول فيه: إنّ عبد الحفيظ أتى من الصومال بـ "تأشيرة مزورة" إلى إسطنبول، و"احتجز في مطار أتاتورك لمدة 10 أيام، لا يعلم أحد عنه شيئاً، في حين لم يبادر الشاب المصري بالاتصال بأيّ من أعضاء الإخوان"، وعند سؤال السلطات التركية عن عبد الحفيظ، قال أبو الفتوح إنّ الجماعة ردّت بأنه "يتبع جماعة الجهاد، ولا ينتمي للإخوان".

محمد عبد الحفيظ حسين المحكوم بمصر بقضية محاولة اغتيال النائب العام وصل إلى تركيا بتأشيرة مزورة

وقال أبو الفتوح: "لاحقاً، عرفنا أنه من الإخوان المسلمين؛ وقد لامتنا (السلطات التركية) لعدم تعرّفنا إليه (عبد الحفيظ)، واتصلنا بجهات أمنية (تركية)، ولم تعطنا إجابة واضحة حول مصيره، ولاحقاً تم ترحيله إلى قسم شرطة في محيط المطار".

واختتم القيادي الإخواني بالقول: "عبد الحفيظ رحِّل فجأة، وهذه المرة الأولى التي ترحل فيها تركياً مصرياً إلى بلده على خلفية أحكام قضائية صادرة في حقّه".

وكانت قد أعلنت السلطات التركية إيقاف 8 من أفراد الشرطة في مطار أتاتورك الدولي في مدينة إسطنبول، مؤقتاً، ضمن التحقيقات الجارية بخصوص ترحيل الشاب المصري محمد عبد الحفيظ حسين إلى بلاده، وفق وكالة "الأناضول".

وأفادت ولاية إسطنبول، في بيان صادر عنها، أمس، بتشكيلها لجنة يرأسها نائب الوالي للتحقيق في ترحيل عبد الحفيظ إلى مصر.

وأوضح البيان؛ أنّ الولاية قرّرت "إيقاف 8 من أفراد الشرطة مؤقتاً عن مهامهم في قسم التدقيق بالجوازات في مطار أتاتورك الدولي، حتى اكتمال التحقيق في ترحيل الشاب المصري إلى بلاده".

وتمّ توقيف عبد الحفيظ في مطار أتاتورك بإسطنبول، يوم 17 كانون الثاني (يناير) الماضي؛ حيث أبلغ الجانب التركي بأنّه معارض ومحكوم بالإعدام في بلاده، بقضية اغتيال النائب العام المصري، هشام بركات.

وعلى خلفية الحادث، ذكر ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان؛ أنّ الشاب المصري وصل إلى مطار أتاتورك، قادماً من مقديشو بتأشيرة غير مناسبة، وهذا ما دفع المسؤولين إلى ترحيله، وفق ما ذكرت وكالة الأناضول.

وأفاد أقطاي بأنّ تحقيقاً سيفتح في ترحيل عبد الحفيظ، موضحاً أنّه لم يطلب من السلطات المحلية حقّ اللجوء السياسي في تركيا، وأن المسؤولين لم يعلموا بوجود حكم إعدام ضدّه إلّا بعد ترحيله بأيام.

وبحسب موقع "تركيا بالعربي"؛ فإنّ بداية القصة تعود إلى 16 كانون الثاني (يناير) الماضي، عندما وصل عبد الحفيظ إلى مطار إسطنبول على متن طائرة كانت متوجهة من العاصمة الصومالية مقديشو، إلى العاصمة المصرية القاهرة، مروراً بإسطنبول، وحاول الشاب دخول المدينة التركية، لكن شرطة الجوازات أوقفته لعدم استيفائه شروط الدخول.

ووفق روايات رائجة؛ فقد وقع الشاب ضحية أشخاص أقنعوه بقدرتهم على ترتيب إدخاله تركيا عبر تقدمه للحصول على تأشيرة الدخول إلكترونياً، وذلك رغم أنّ تركيا لا تسمح للمصريين بين 18 و45 عاماً بدخولها بتأشيرة إلكترونية.

أحد قيادات الإخوان في تركيا أبلغ عن الشاب (متأخراً بحسب راويته، لكن قبل ترحيله)، لكنه كان لا يعرفه، ولا يعرف حتى أنه إخواني.

هذا القيادي اتصل بالجهات التي ينسق معها في العادة، وحين سئل السؤال المعتاد: هذا الشاب ما خلفيته؟ أو يتبع من؟ أجاب القيادي: هو من الجهاد، بعد أن علم القيادي أنّ الشاب من الإخوان، لم يستطع الوصول له، واكتشفوا لاحقاً أنه رحِّل إلى القاهرة، وأصبح ضمن المختفين قسرياً.

وقد نشر العديد من أعضاء جماعة الإخوان المقيمين بتركيا منشورات اعتراضاً على كيفية تعامل السلطات التركية مع الشاب المدان بقتل النائب العام، مشيرين إلى أنّها المرة الأولى التي تردّ السلطات التركية مصرياً إلى بلده.

يذكر أنّ تركيا تستضيف قيادات جماعة الإخوان المطلوبين في مصر، منذ أحداث تموز (يوليو) 2013.



 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية