تركيا تعتمد على "قراءة النوايا" باعتقالاتها!

تركيا تعتمد على "قراءة النوايا" باعتقالاتها!


12/12/2018

طالبت النيابة العامة في إسطنبول، باعتقال خمسة صحفيين من جريدة "سوزجو"، بتهمة الانتماء إلى حركة الخدمة، رغم أنّ جميعهم معروفون بعلمانيتهم الصارمة ومعارضتهم الشديدة للحركة.

وأعدّت النيابة العامة في إسطنبول مذكرة ادعاء في حقّ مجموعة من الصحفيين، بينهم الكاتبان المعروفان: أمين تشولاشان، ونجاتي دوغرو، والمدير العام للنشر بالجريدة "متين يلماز"، ومنسق الأخبار على الإنترنت، يوجال آري، والمدير العام للنشر على الإنترنت، مصطفى تشاتين، مطالبة المحكمة بإنزال الحكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح ما بين 7.5 عاماً و15 عاماً، وذلك بتهمة "مساعدة منظمة فتح لله غولن... مع عدم الانتماء لها"، العبارة التي لا ترد في القانون والدستور، وفق ما أوردت صحيفة "زمان" التركية.

تركيا تتهم صحفيين علمانيين معارضين لفتح الله غولن بالانتماء إلى حركته وتلاحقهم قضائياً

وتقول النيابة العامة، في مذكرة اتهامها، إنّ معارضة حركة الخدمة وتوجيه الإهانة والشتائم لها لا تعني براءة الإنسان من الانتماء إليها، مبرراً ذلك بأنّ فتح الله غولن، ملهم الحركة، ينصح لمؤيديه بإخفاء هويتهم وتوجهاتهم الحقيقية عن طريق توجيه الإهانة والشتائم لشخصه، على حدّ زعمها، مما رأته أوساط قانونية وصحفية وسياسية فضيحة، وأنه يعارض روح القانون والدستور، ويتجاوز مبدأ "الحكم بالظاهر" إلى "قراءة النوايا".

وبدأ أردوغان باستهداف الكاتب الصحفي المخضرم أمين تشولاشان، ونجاتي دوغرو، منذ شروعهما في نشر القصص المأساوية التي تصل إليهما من ضحايا "قانون الطوارئ"، في عامودهما بصحيفة "سوزجو"، ووصفهما محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016 بـ "الانقلاب البلاستيكي"، وانتقادهما شمول تحقيقات الانقلاب الفاشل الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والحوامل، وذلك انطلاقاً من المبادئ الإنسانية المشتركة فقط، وليس بسبب ولائهما لحركة الخدمة.

النيابة العامة تقول إنّ معارضة غولن وتوجيه الإهانة والشتائم له لا تعني البراءة من الانتماء إلى حركة الخدمة

تجدر الإشارة إلى أنّ السلطات التركية احتجزت واعتقلت مئات الآلاف من المواطنين "المدنيين"؛ بحجة مشاركتهم في انقلاب 2016، إضافة إلى إغلاق 116 مؤسسة إعلامية، بينها: وكالة أنباء، و18 قناة تلفزيونية، و22 محطة راديو، و50 صحيفة، و20 مجلة، وذلك بموجب المراسيم الصادرة في إطار حالة الطوارئ التي أعلنت عقب المحاولة الانقلابية بدعوى التصدي للانقلابيين.

واحتلت تركيا مؤخراً المرتبة الـ 157 من بين 180، في "مؤشر حرية الصحافة" الدولي؛ الذي تصدره منظمة صحفيين بلا حدود سنوياً.

 

 

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية