تعثر في المفاوضات المصرية - التركية... ما علاقة جماعة الإخوان؟

تعثر في المفاوضات المصرية - التركية... ما علاقة جماعة الإخوان؟


22/06/2021

يبدو أنّ المفاوضات المصرية - التركية نحو تطبيع العلاقات بين البلدين تواجه حالة من التعثر، في ظل مؤشرات عدة أغلبها صادرة عن القاهرة، في وقت ربط فيه مراقبون بين ذلك وبين أحكام الإعدام التي صدرت في حق عدد من قيادات الجماعة.

 وبحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز"، فقد عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على مدار الأسبوع الماضي، جلستي مباحثات منفصلتين بالغتي الأهمية حسبما وصفهما مراقبون نظراً لطبيعة الموضوعات التي جرت مناقشتها والتي تتعلق بالمحور الإقليمي للبلاد، كانت الأولى مع وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية نجلاء المنقوش، والثانية مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس. 

 ورأى مراقبون أنّ التصريحات التي أعقبت اللقاءين أكدت في مضمونها على تمسك مصر بموقفها تجاه حلحلة الأزمة الليبية وسحب المرتزقة من البلاد في أسرع وقت، وكذلك موقفها الثابت من شركاء شرق المتوسط الراهنين، وهو ما ينعكس بشكل كبير على التفاهمات بين مصر وتركيا، ويوحي بأنّ مصير المفاوضات قد انتهى بالفشل، على حد تعبيرهم.

أكد السيسي أنّ موقف مصر ثابت تجاه القضية الليبية ووحدة أراضيها وسيادة إرادة الشعب الليبي دون تدخلات خارجية

 وخلال اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء اليوناني الإثنين، أكد الرئيس المصري على ثبات المواقف المشتركة بين البلدين واتساق مصالحهما في منطقة شرق المتوسط.

 ووفق المتحدث باسم الرئاسة المصرية، شهد اللقاء تبادل الرؤى ووجهات النظر حيال القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في ضوء ثبات المواقف المشتركة بين البلدين واتساق مصالحهما في منطقة شرق المتوسط، مع التأكيد على أنّ منتدى غاز شرق المتوسط يمثل أحد أهم الأدوات في هذا الإطار، والذي من شأنه أن يفتح آفاق التعاون والاستثمار بين دول المنطقة في مجال الطاقة والغاز.

 وقبل أيام استقبل الرئيس المصري وزيرة الخارجية الليبية، مؤكداً على ضرورة خروج المرتزقة كخطوة أولى لحل الأزمة في البلاد.

 وأكد السيسي أنّ موقف مصر ثابت تجاه القضية الليبية ووحدة أراضيها وسيادة إرادة الشعب الليبي دون تدخلات خارجية.

 وترى مديرة المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرّة داليا زيادة أنه، مع الأسف، يبدو أنّ المحادثات المبدئية بشأن المصالحة بين مصر وتركيا تواجه تهديداً حقيقياً بالفشل، ينجم عن عدم الاتفاق بين الطرفين على قضايا أساسية لا يمكن لأي منهما تناسيها أو تجاهلها  تحت تأثير مكالمات التهنئة بالعيد وغيرها من المجاملات الدبلوماسية اللطيفة، وعلى رأسها الموقف من جماعة الإخوان والوجود التركي العسكري في داخل ليبيا.

 وتقول زيادة في تصريح لـ"سكاي نيوز": إنّ هناك عدة مؤشرات تقول بوضوح إنّ المحادثات توقفت، وربما نشهد تراجعاً في علاقة البلدين في الأيام المقبلة إذا لم يتم تدارك الموقف.

 وأوّل هذه المؤشرات هو كلمة السيسي في المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقاءه مع رئيس الوزراء اليوناني الإثنين، فقد أكد على موقف مصر الثابت من الصراع في شرق المتوسط، وضرورة التزام جميع الدول باحترام القانون الدولي واتفاقيات الأمم المتحدة، خاصة مبادئ عدم التدخل واحترام السيادة والمياه الإقليمية للدول الأخرى.

 وأكد السيسي على تضامن مصر مع اليونان ضد أي ممارسات من شأنها أن تنتهك سيادتها.

 ورغم أنّ الرئيس المصري لم يسمّ تركيا بشكل صريح، لكنّ الأمر واضح تماماً لكل من يتابع هذا الملف، وهو يحمل رسالة قوية لتركيا تختلف إلى حد ما عن الموقف الأكثر ليونة الذي اتخذته مصر تجاه قضية البحر المتوسط في الأشهر الـ3 الماضية.

 وأضافت زيادة: "إلى جانب ذلك، التقى بالأمس الرئيس السيسي مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، والمعروف عنها موقفها الرافض بشدة للوجود العسكري التركي في داخل ليبيا، وقد أثنى السيسي على موقفها هذا، ووصفه بأنه "موقف وطني"، وقال لها: نحن ندعمك في دعوتك لطرد المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا".

وتابعت مديرة المركز المصري: "بالإضافة إلى ذلك، كان من المفترض أن تعقد هذه الأيام الجولة الثانية من المحادثات الدبلوماسية الاستكشافية بين مصر وتركيا على مستوى نواب وزراء الخارجية، ولكن لم يحدث ذلك، وربما تأجلت أو تم إلغاؤها".

وأضافت: "أغلب الظن في أسباب ذلك هو الاعتراض الواسع الذي رأيناه داخل تركيا تجاه الأحكام القضائية الصادرة بحق قيادات جماعة الإخوان في قضية اعتصام رابعة، بما يتناقض مع المبدأ الرئيسي الذي تصر عليه مصر في تأسيس علاقتها الجديدة مع تركيا، وهو مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لمصر".

وختمت قائلة: إنّ كل هذه المؤشرات تخبرنا بشيء واحد بكل وضوح: "مع الأسف المحادثات المصرية التركية تقف الآن على حافة الفشل".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية