تعرّف إلى جهود محمد بن زايد لتحقيق نقلة نوعية للإمارات

تعرّف إلى جهود محمد بن زايد لتحقيق نقلة نوعية للإمارات


26/11/2020

في اتصال وثيق بين الماضي والإرث العريق، الذي سطره الآباء المؤسسون، مجتمعين حول الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والحاضر الزاهر الذي تسيجه نهضة زاهرة صنعتها قيادة رشيدة، تبرز جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتضع المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة من الأمل والتفاؤل.

وفي اتصال وثيق بين حكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، ورؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تدخل الدبلوماسية الإماراتية لتعيد توجيه مسار الأحداث في المنطقة، إلى مسارات منتجة، مبتعدة بها عن المسالك العدمية العقيمة، وتحرر من الخطابات الجوفاء، التي عجزت عن التصدي للتحديات الجسيمة، التي لطالما واجهت دول وشعوب هذا الجزء من العالم.

وفي الواقع، فإن العمل الجاد المثابر الذي يقوم به سموه، كان مثالاً على الرؤية والوضوح في السياسة الإماراتية منذ تأسيس الدولة، موصولاً بإرث الأب المؤسس، ومتطابقاً مع قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ومتكاملاً مع رؤية أخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، فأثمر هذا العمل الجاد الدؤوب أطيب النتائج، فأصبحت الإمارات لاعباً رئيساً في السياسة الدولية، ومهندساً لمشاريع التقارب والتعايش، وراعياً للتوافق والاستقرار الدوليين.

وفي نفس الوقت، بقيت دولة الإمارات مثلما كانت دوماً، وكما هو نهجها في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، وتكرس الجهود كافة، لإحلال قيم العدالة والسلام، ولا تكل من البحث عن الفرص الممكنة للحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة.

دبلوماسية فعالة

وهنا، في هذه اللحظة التاريخية الحرجة، التي تشهد فيها المنطقة واقعاً مؤلماً من عدم الاستقرار، وفي وقت تداعت فيه كل السياسات المدمرة التي قادت البلدان العربية إلى الخراب، تبرز الدبلوماسية الإماراتية في المشهد العالمي، بخطوات ثابتة رسمها العقل، وحددها المنطق القويم، فتبادر إلى تحريك الجمود في القضية الفلسطينية، وتبدد انعدام الأفق، فتحقق اختراقاً تاريخياً، تمثل بتجميد النوايا الإسرائيلية بضم أراضٍ فلسطينية.

ولا شك أن كثيراً من ساسة العالم، الذين رحبوا بهذا الإنجاز التاريخي، فوجئوا بالإعلان الثلاثي الصادر أمس، عن دولة الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل، واعتبروه مفاجأة غير متوقعة؛ وهذا يظهر جهود سموه، التي يديرها بصمت بعيداً عن الأضواء، فيما تواكبه الدبلوماسية الإماراتية بهدوء، مبتعدة عن الضجيج، لتعمل بدأب ومثابرة على تحقيق الأهداف المنشودة، دون التفات إلى صراخ المتطرفين، وأصحاب الأجندات الذين يحاولون العبث باستقرار المنطقة، وأمن شعوبها، عن طريق إبقائها رهينة الفوضى وأسيرة الصراعات، تغرق في برك الدماء.

عامل استقرار

هذه الإدارة الحكيمة للموارد السياسية والجهود الدبلوماسية، مكنت من الوصول إلى إنجاز الأمس، المتمثل بالإعلان الثلاثي، الذي جاء بدرجة رئيسة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وتحقيق سلام عادل وشامل، يكون بمثابة خيمة تجمع شعوب المنطقة، في مستقبل واحد، يعمه الرخاء والازدهار.

ومما لا شك فيه، أن رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تقطع المسافة تلو المسافة لتحقيق السلام في هذه المنطقة المنكوبة بالحروب والويلات، فجاء الإعلان عن مباشرة العلاقات الثنائية مع إسرائيل، في سياق جهد من شأنه أن يتكلل بتعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

كما أنه من جهة أخرى، يؤمن قوة تأثير عربية على القرار الأمريكي والإسرائيلي، في آنٍ، لضمان الحقوق الفلسطينية والعربية، بما يوقف شبح الانهيار الذي تعيشه المنطقة، وكان يمكن أن يقضي على أي آمال للسلام فيها.

وليس هذا بالأمر الجديد على الإمارات، التي كانت وما زالت، عامل استقرار، وراعياً أول لقيم التسامح والتعايش والسلام عموماً، وفي المنطقة على وجه خاص، وفي فلسطين بالتحديد وبالذات. ولا تدخر جهداً في ذلك، وتأخذ على عاتقها التقاط زمام المبادرة حينما يتلكأ الآخرون، أو حينما يتقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته تجاه الأمن والاستقرار الدوليين.

حنكة سياسية

وهنا، تتجسد المفاهيم الأساسية في رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يستثمر علاقاته وسمعته الدولية، ويوظف حنكته السياسية، وخبراته، في جهوده التي هي اليوم، كما في الأمس موضع إعجاب وتقدير من العالم كله، حيث يحظى سموه بمكانة رفيعة كزعيم عربي ذو رؤية، يحظى بثقة عالية لدى الدول العظمى والشقيقة والصديقة، التي تلجأ إليه في كبار الأمور وصعابها. فقد قام سموه بدور قيادي على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي في العديد من قضايا المنطقة والعالم، التي لعب فيها دوراً محورياً في رأب الصدع ولم الشمل وتقريب وجهات النظر لأجل أمن واستقرار المنطقة.

إن الخطوة الإماراتية، المعلن عنها في الإعلان الثلاثي الصادر أمس، تأتي في انسجام مع القرارات الدولية، ومع الإرادة العربية التي اعتمدت خيار حل الصراع العربي الإسرائيلي بالطرق والوسائل السياسية والسلمية، كما أنها تتوافق مع مبادرة السلام العربية الهادفة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتكثيف الجهود الدولية والإقليمية في هذا السبيل، كما أنها تمثل كذلك مسعى صادقاً إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في المنطقة.

وقد طلبت العديد من الدول الشقيقة والصديقة من دولة الإمارات التدخل لإيجاد حل لقرار ضم الأراضي الفلسطينية وتداعيات تطبيقه على أمن واستقرار المنطقة لقناعة راسخة في حكمة الشيخ محمد بن زايد وبعد نظره وشجاعته في اتخاذ القرارات الصعبة في منطقة مشتعلة بالأحداث وغير مستقرة منذ عقود.

ومن هنا، فلا غرابة في أن البيان الثلاثي، الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي المشترك، أكد صراحة على ضرورة مواصلة الجهود للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ووقف ضم أراضٍ فلسطينية، وهذان اثنان من ثوابت الموقف الإماراتي، كما جاء في الإعلان الذي نص على «وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولاً إلى علاقات ثنائية».

حس المبادرة

إن جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تمثل علامة فارقة في الصعود الدبلوماسي للدولة منذ سنوات. وقد تميزت هذه الجهود بإدارة دبلوماسية هادئة، لكن فعالة. واتصفت بالمبادرة والجرأة، ولكنها في نفس الوقت عقلانية ومحسوبة.

وهذه، بطبيعة الحال، جهود تشهد لها حقيقة تمكن الدولة من نسج علاقات وطيدة مع عواصم العالم، وأتاح لها دوراً ريادياً في المحافل الدولية، وجعل منها وسيطاً موثوقاً ومرحباً به حل القضايا والنزاعات بين الدول.

إن الإمارات، «بلاد التسامح» و"الأخوة الإنسانية»، لا يمكن إلا أن تكون كذلك، دولة ذات سياسة حكيمة، تسير على نهج قيادة رشيدة، تضع قيم الخير ومستقبل البشرية في طليعة الأولويات، فيما تنبذ الأفكار العدمية وأصحابها، تماماً كما لا تتهاون مع أصحاب أجندات العبث بأمن واستقرار المنطقة.

جهود ورؤية

في سياق هذا كله، وبين جهود الشيخ محمد بن زايد ورؤيته الحصيفة، تحضر الثوابت الإماراتية كاملة في كل خطوة تخطوها دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء على الصعيد المحلي، أو العربي، أو العالمي؛ حيث يبقى السلام والتعايش والتسامح، في هذا السياق من القيم، التي تمثل ثابتاً راسخ الحضور، ومعطى أساسياً في السياسة والدبلوماسية الإماراتية.

وفي استمرار لحكمة الأب المؤسس وحنكة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سجلت الإمارات على الدوام ثباتاً في دعم القضايا العربية، وتدعيم العمل العربي المشترك، وكانت سباقة في الوقوف مع الشعوب العربية الشقيقة في السراء والضراء، ومن ذلك الموقف الثابت والعقلاني من قضية الشعب الفلسطيني، مسترشدة بنهج قيادي يولي القضايا العربية اهتماماً خاصاً.

وفي استمرار لنهج الأب المؤسس وإرادة سموه احتفظت الدولة، على المستوى العالمي، بسجل ناصع من دعم الاستقرار العالمي ومؤازرة شعوب وبلدان العالم في قضاياها، ومد يد العون والمساعدة في كل موقف، بغض النظر عن بُعد المكان أو العرق أو الدين. تماماً مثلما مدت يد الصداقة، فأقامت العلاقات وبنت جسور التعاون مع البعيد والقريب، في كل ما فيه خير ومصلحة البشرية جمعاء، ما جعلها موضع ثقة العالم ومؤسساته الأممية فيها وبنهجها القيادي.

في هذا السياق، شكلت جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتمثل حجر أساس في الدبلوماسية الإماراتية، المتصفة باتزانها وحصافتها، وحققت نقلة نوعية كبيرة في رصيد الإمارات العربي والدولي، وإضافة رشيدة تضاف إلى الإرث العظيم الذي تركه المغفور له الأب المؤسس.

عن "تركيا نيوز"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية