تعرَّف إلى الفتاة التي أسّست أول فرقة نسائية للإنشاد الديني

تعرَّف إلى الفتاة التي أسّست أول فرقة نسائية للإنشاد الديني


25/04/2018

لم تترك النساء المصريات القطاع الفني المتخصص بالإنشاد الديني حكراً على الرجال؛ بل نجحن في كسر الحاجز، ليدخلن القطاع بقوة، ليسجلن أوّل حضور لفرقة "حور" النسائية للإنشاد الديني.

فرقة "حور" النسائية للإنشاد الديني، التي تأسست أوائل العام الماضي، تسعى إلى تحقيق مجد فنّي جديد في مصر، واستعادة العصر الذهبي لهذا الفنّ؛ حيث بدأت أولى حفلاتها خلال فصل الصيف الماضي، وتستعدّ حالياً لاستهلال موسمها الصيفي الجديد، بحفل تقيمه نهاية الشهر الحالي على مسرح ساقية الصاوي، بحي الزمالك، لاستقبال شهر رمضان، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط". 

وقالت المنشدة نعمة فتحي، مؤسسة الفرقة، إنّ فكرة أداء القصائد الدينية والمديح النبوي تكونت لديها من مواظبتها على حضور الموالد والاحتفالات الدينية، وحرصها منذ صغرها على الإنصات للمنشدين فيها، أما قصة إنشاء الفرقة، فقد بدأت بعد تشجيع كثيرين ونصائحهم لها: "قالوا لي إنّ صوتي جميل، ونصحوني بأن أسلك هذا الطريق، فكان التشجيع كبيراً من أمي، لكن ما سهّل الأمر لي أنّني كنت أتمنى منذ صغري أن أعمل شيئاً متفرداً جديداً، أخرج به إلى المحافل العربية والدولية، وأعرض فنون الإنشاد المصري".

فرقة "حور" للإنشاد الديني النسائية تنافس الرجال في مصر وتطمح لاستعادة العصر الذهبي لهذا الفنّ

وفي بداية تكوين الفرقة، ذكرت فتحي أنّها تلقت دعماً كبيراً من المنشد الراحل وليد شاهين، وهو أول من أخبرته بنيتها تكوين "حور"، التي بدأت بـ 30 فتاة، لكنّ بعضهن انسحب لأسباب مختلفة، حتى أصبح عددهن 15 منشدة اختارتهن نعمة بعناية؛ إذ لم تكن تهتم بالصوت الجميل وإتقان اللغة العربية فقط، ولكن أيضاً حرصت على أن يكون لديهن الحضور القادر على جذب الجمهور، ومواجهة أعداده الكبيرة.
وتعرف نعمة أنّ ليس هناك بنات لهنّ مساهمات في هذا النوع من الفنّ المصري، لذا قررت أن تكوّن وزميلاتها فريقاً نسائياً للإنشاد الديني، يصنع نوعاً من التجاور مع المنشدين من الرجال، ويثري هذا النوع من النشاط الفني.

إلى ذلك، سعت المنشدة نعمة فتحي إلى التميز والاختلاف، فاختارت القصائد الصعبة لتقدمها للجمهور. وكان قد سبق تقديم بعضها في احتفالات دينية بصوت ممثلين كبار، أمثال: عبد الرحيم الزرقاني، ومحمود ياسين، وكرم مطاوع، وسميحة أيوب، ما جعلها تخشى مقارنات الجمهور، لكنّها شعرت بسعادة بالغة حين حققت أول حفلة نظمتها النجاح، فراحت تواصل مسيرتها، وتكمل طريق حلمها، للتأكيد على أنّ الفتيات قادرات على إنشاد قصائد الحلاج، والبوصيري، وعمر بن الفارض، وغيرهم من كبار الشعراء العرب.
مبينة: "نحاول أن نشارك مع غيرنا من المنشدين في إمتاع المصريين، ونجعلهم يعودون مرة أخرى للاستماع للتراث".

وتتذكر المنشدة نعمة فتحي الشيخ النقشبندي، ونصر الدين طوبار، وطه الفشني والكحلاوي، وعدداً من كبار المنشدين في مصر، الذين كان بعضهم يتلون القرآن أيضاً، وتقول إنّها تعشق الإنصات إليهم، كما تحبّ قصائد ياسين ومحمود التهامي، وقد شجعها الأخير، الذي يشغل منصب نقيب المنشدين، بحضوره بعض الليالي التي أقامتها في ساقية الصاوي، ومعه المنشد طه الإسكندراني.

وفي السياق نفسه، ما تزال نعمة تتذكر فرحتها بأول مبلغ حصلت عليه من تقديم المدائح النبوية، وكان 5 آلاف جنيه مصري، ما أعطاها دفعة إلى الأمام للحرص على تقديم شيء مختلف للناس بطريقة تناسب فرقتها النسائية، بداية من ملابس الفرقة حتى جلستها، أو وقوفها على المسرح بصحبة العازفين والموسيقيين.

يذكر أنّ فنّ الإنشاد الديني كان مزدهراً، خلال ستينيات القرن الماضي، في عدد كبير من الدول العربية، من بينها مصر، بعد ظهوره على شكل مجموعات من الرجال تنشد القصائد التي يتركز محتواها في مديح الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- والابتهال والدعاء إلى الله.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية