تفاصيل جديدة حول مقتل "إسراء غريب"

تفاصيل جديدة حول مقتل "إسراء غريب"


04/09/2019

نفت وزارة الصحة الفلسطينية رواية عائلة الفتاة، إسراء غريب، التي لقيت مصرعها، الشهر الماضي، في ظروف غامضة، ما يتم تداوله حول تعرضها لـ "مسّ الجنّ".

وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أسامة النجار، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة "سبوتنيك": إنّ "حديث العائلة حول إصابة إسراء بـ "المسّ"، ومعالجتها بالرقية الشرعية غير صحيح"، مبيناً أنّ الفتاة توفّيت في ظروف غامضة.

وزارة الصحة الفلسطينية تنفي رواية عائلة الفتاة إسراء غريب حول تعرّضها لـ "مسّ الجنّ"

وأوضح أنّ "إسراء دخلت مستشفى بيت جالا الحكومي في مدينة بيت لحم، مساء الـ 10 من شهر آب (أغسطس) الماضي، وذلك بعد تلقيها العلاج في وقت سابق بمستشفى الجمعية العربية، الذي أخرجت منه على مسؤولية العائلة"، مضيفاً: "العائلة أخرجت إسراء من مستشفى الجمعية العربية دون أن تتلقى العلاج المناسب".

وبيّن النجار: "قسم الطوارئ تعامل مع حالة إسراء التي بدت عليها علامات الاعتداء، وبعد تصويرها بالأشعة تبين وجود كسر في العمود الفقري، وجرح فوق عينها اليمنى، وبعض الكدمات في جسدها".

وأشار الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إلى أنّ "مستشفى بيت جالا قدم الخدمة الطارئة لإسراء وتواصل مع كلّ من مجمع فلسطين الطبي، ومستشفى رفيدة ومستشفى عالية"، منوّهاً بأنّ "صور الأشعة الخاصة بها أرسلت مع التقارير الطبية، وذلك لتبيان طبيعة الحالة الصحية للفتاة."

وقال النجار: "إسراء كانت في حاجة لعملية جراحية، ووضعها النفسي لم يساعد الأطباء على استكمال علاجها، الأمر الذي دفعهم لاستدعاء أخصائي نفسي من مستشفى الأمراض العقلية في بيت جالا، لإجراء معاينة طبية لها".

النجار: الأخصائي النفسي أكّد أنّ إسراء كانت بحالة نفسية سيئة جداً وتحتاج لرعاية خاصة

وأضاف المسؤول الفلسطيني: "بحسب الأخصائي النفسي؛ فإنّ إسراء كانت بحالة نفسية سيئة جداً، وتحتاج إلى رعاية خاصة، وقرر إعطاءها الأدوية المهدئة"، لافتاً إلى أنّ العائلة أخرجت إسراء من المستشفى على مسؤوليتها.

وأردف الناطق باسم وزارة الصحة: "العائلة ادّعت في التقرير الطبي الأولي؛ أنّ إسراء سقطت من شرفة الطابق الثالث لمنزلها، ما أدّى إلى كسور في العمود الفقري"، مبيناً أنّ الفتاة خرجت من المستشفى في الـ 13 من الشهر الماضي على مسؤولية العائلة، وعادت إلى المستشفى جثة هادمة في الـ 22 من الشهر ذاته".

ولفت إلى أنّ صراخ إسراء في الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي ناتج عن حالة نفسية حادة وصعبة جداً، منوهاً إلى أنّ العائلة أخبرت الطبيب النفسي أنها تعاني من هذه الحالة منذ 3 أيام.

بدورها، قالت عائلة الفتاة؛ إنّ إسراء توفّيت نتيجة "مسّ جنّ"، معتبرة أنّ كلّ ما جرى تداوله على المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي عارٍ عن الصحة.

وكان محمد صافي، زوج أخت إسراء، الذي كلفته عائلة إسراء بالحديث للصحافة، قد روى قصصاً من "عالم آخر" لتبرير إصابة إسراء الأولى ومن ثم نقلها إلى المستشفى وبعدها إعلان وفاتها.

 وروى صافي؛ أنّ عائلة إسراء، وبعد سقوطها من الشرفة وإصابتها، "تثبتت من أنّ الفتاة مصابة بمسّ من الجن؛ حيث إنّها "طارت عن سريرها"، وهي مصابة بكسور، وقامت بضرب أحد إخوتها"، بحسب زعمه.

وتابع "إسراء كانت تشكك في شخصية أمها وأبيها، وأنها كانت تبصق الماء أحياناً، وتقول هذا نار وليس ماء"، كاشفاً أنّ "عدة شيوخ ورجال دين حاولوا مساعدة إسراء في إخراج الجنّ العاشق من جسدها، منهم الشيخ عبد الكريم حسان، الذي أكّد أنّها مصابة بالجنّ، وتمكّن الشيخ صالح كتانة من إخراج الجنّ، بعد أن طلب من المستشفى إخراج إسراء بسبب تصرفاتها الغريبة داخله".

زوج أخت إسراء روى قصصاً من "عالم آخر" لتبرير إصابة الفتاة الأولى ونقلها إلى المستشفى

إلى ذلك، أكّد صافي أنّ "إسراء عُرضت على طبيب نفسي بعد خروج الجنّ من جسدها، ووصف لها بعض الأدوية".

في حين روى أخو إسراء أنها في يومها الأخير، طلبت ارتداء فستانها الأبيض الذي كانت تجهزه لعرسها، ودخلت في حالة من الحزن العميق والإحباط، مؤكّداً أنّها "ماتت على سريرها بشكل هادئ بعد أن توقف نبضها".

هذا وقد توقعت الشرطة الفلسطينية أن يصدر تقرير النيابة العامة إثر تشريح جثمان إسراء نهاية الأسبوع، مضيفةً أنّ النائب العام يشرف شخصياً على مجريات التحقيق في قضية إسراء.

ويتواصل الجدل في هذه الأيام حول حادثة مقتل الفتاة الفلسطينية في بيت لحم، وسط مطالبات، فلسطينية وعربية، للحكومة الفلسطينية بإجراء تحقيقات مكثفة لمعرفة مرتكبي الجريمة البشعة.

 

الصفحة الرئيسية