تقرير: "أرض الخلافة" اختفت.. لكن الحرب الأمريكية على داعش لم تنته بعد

داعش

تقرير: "أرض الخلافة" اختفت.. لكن الحرب الأمريكية على داعش لم تنته بعد


26/03/2019

"قد تنتهي معركة طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من آخر قطعة أرض له في سوريا. لكن الولايات المتحدة وشركاءها ما يزالون يواجهون معارك كبيرة ضد التنظيم الإرهابي والمجموعات التابعة له والشبكات الأخرى الأقل ارتباطاً رسمياً به" في مناطق شاسعة تبدأ من الفلبين في أقصى شرق الأرض، فأفغانستان، وصولاً إلى غرب إفريقيا.

اقرأ أيضاً: ماتت "داعش" عاشت "داعش"!
هذا ما يعرض له تقرير في صحيفة "نيويورك تايمز" نشر أول من أمس، وكتبه: إريك شميت، توماس غيبونز نيف هيلين كوبر (من واشنطن)، أليسا روبن (من بغداد) وإدوارد وونغ في تقديم التقارير من القدس، منوهاً إلى أنّ "داعش الذي أعلن "دولة الخلافة" في العراق وسوريا قد تحوّل الآن إلى جماعة إرهابية تقليدية، قائمة على شبكة خفية من الخلايا تعمل في أشكال حرب العصابات والتفجيرات والاغتيالات".

نشاط أمريكي مقابل
مقابل هذا تساعد الآلاف من القوات الأمريكية الجيش الأفغاني وقوات الأمن في محاربة تنظيم "داعش" وغيره من الجماعات الإرهابية في أفغانستان. كما تقوم طائرات أمريكية بدون طيار بصيد خلايا الدولة الإسلامية في ليبيا. وتقوم القوات الأمريكية بإسداء المشورة وتوفير المعلومات للقوات المحلية التي تقاتل "داعش" في بوركينا فاسو والفلبين.

اقرأ أيضاً: طرد داعش من سوريا... هل هي هزيمة إقليمية رمزية فقط؟
وبحسب قادة أمريكيين ومحللين أمنيين، فإنّ العديد من عناصر داعش الذي فرّوا أو استسلموا بعد سقوط الباغوز وهي آخر منطقة لهم في سوريا "لا يمثلون استسلام داعش كتنظيم، بل هو قرار محسوب للحفاظ على سلامة أسرهم وعلى قدراتهم"، كما يقول الجنرال جوزيف ل. فوتيل، قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي، مشدداً "لا يزال عناصر داعش الذين يتم إجلاؤهم من بقايا دولة الخلافة غير نادمين، غير منكسرين بل هم متطرفون إلى حد بعيد".

الجنرال جوزيف ل. فوتيل، قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي
ولا يزال بإمكان التنظيم الاستفادة من صندوق حرب كبير لتمويل عملياته العالمية. فقد تم تخزين ما بين 50 مليون دولار و300 مليون دولار إما مخبأة في العراق وسوريا، أو تم تهريبها إلى الدول المجاورة لحفظها، وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في شباط (فبراير) الماضي. ويعتقد أنّ المجموعة الإرهابية قد استثمرت في الأعمال التجارية، بما في ذلك تربية الأسماك وتجارة السيارات والمخدرات.
1200 متطرف عادوا إلى أوروبا
وعوضاً عن عدد أقل بكثير من القوات على الأرض تتعقب الوكالات العسكرية والتجسسية الأمريكية مقاتلي الدولة الإسلامية الذين فروا وعادوا إلى شمال إفريقيا وأوروبا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط. وقال محللون إنّ حوالي 1200 من المتطرفين عادوا إلى أوروبا وحدها.
وقال منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية، ناثان سالز إنّ "قيادة داعش وجنودها يرون فيما حصل مؤخراً نكسة، وليس هزيمة. إنهم يعملون بنشاط لمواصلة القتال عبر فروع وشبكات في جميع أنحاء العالم."

اقرأ أيضاً: الكشف عن مخططات داعش في أوروبا
ويلقي التقرير نظرةً على ما يفعله جيش الولايات المتحدة لمواجهة داعش في مناطق العالم المختلفة ومنها:
أفغانستان
تشير التقديرات الأخيرة للأمم المتحدة إلى أنّ تنظيم "داعش" في أفغانستان، والمعروف باسم "الدولة الإسلامية في خراسان"، يضم أكثر من 2500 مقاتل ينتشرون بين مقاطعات في شرق البلاد.

قائد أمريكي: لا يزال عناصر داعش الذين يتم إجلاؤهم من بقايا دولة الخلافة غير نادمين، بل هم متطرفون جداً

لكن أحد مسؤولي الولايات المتحدة قال إنّ بعض الوحدات العسكرية الأمريكية قد ابتعدت عن مهاجمة "الدولة الإسلامية" بينما كثف التنظيم هجماته ضد طالبان.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنّ هذه الضربات المتزايدة ساعدت في دفع طالبان إلى التفاوض على اتفاق سلام مع الولايات المتحدة. ورفضت طالبان بعنف تنظيم "الدولة الإسلامية"، وفي بعض أجزاء أفغانستان عملت بالتوازي مع الحكومة في كابول لمحاربة الجماعة.
وعبّر بعض مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن قلقهم من انضمام مقاتلي طالبان إلى "الدولة الإسلامية" في حال تم التوصل إلى تسوية سلمية، فيما قال مسؤول أمريكي آخر إنّ "البعض فعل ذلك بالفعل، وإن كان بأعداد صغيرة".
إفريقيا
لجيش الولايات المتحدة بصمة خفيفة نسبياً في جميع أنحاء إفريقيا. ويوفر البنتاغون القوة الجوية عند الحاجة، لكنه يعتمد عموماً على الشركاء الأوروبيين والأفارقة للقيام بمعظم المهام ضد "داعش"، بما في ذلك في المناطق الواقعة بين غرب إفريقيا والصومال.

اقرأ أيضاً: مع تحرير الباغوز... الإعلان عن انتهاء داعش وماذا عن فكره؟
يعمل حوالي 6000 من قوات الولايات المتحدة و1000 مدني أو متعاقد بوزارة الدفاع في مجموعة متنوعة من المهام في جميع أنحاء إفريقيا. وفي غرب القارة، يقوم الجيش الأمريكي بتقليص قواته الخاصة بحوالي 25٪ في الوقت الذي يهاجم فيه المتمردون شمال بوركينا فاسو ويندفعون جنوباً على طول الحدود مع النيجر باتجاه مناطق لم تمسها في السابق أعمال عنف متطرفة، بما في ذلك ساحل العاج وبنن وتوغو وغانا، حيث يوجد للبنتاغون مركز لوجستي.
ومع مساحات الأراضي الواسعة غير الخاضعة للحكم، لا تزال ليبيا أيضاً ملاذاً لـ "داعش" على مدار العامين الماضيين، فيما شنت الولايات المتحدة 13 هجوماً بطائرة بدون طيار على مقاتلي "داعش" و"القاعدة".

جنود خلال تمرين في بوركينا فاسو في فبراير.

الفلبين
يتم نشر حوالي 300 من مشاة البحرية (المارينز) وقوات الجيش وقوات العمليات الخاصة الأمريكية الأخرى في الفلبين كجزء من مهمة تعرف باسم عملية "نسر المحيط الهادئ".

اقرأ أيضاً: هل انتهى خطر تنظيم داعش بعد انهيار "دولة الخلافة"؟
وكانت القوات الأمريكية ساعدت لسنوات في تدريب وتقديم المشورة للقوات الفلبينية، إلا أنّها كانت جزءاً من هجوم ضد فرع "الدولة الإسلامية" في مدينة مراوي الجنوبية في عام 2017. كما شاركت طائرة الاستطلاع الأمريكية في تلك العملية التي استمرت خمسة أشهر، والتي قتل فيها على الأقل 900 متطرف، بما في ذلك ايسنيلون هابيلون الذي كان يعتبر زعيم "الدولة الإسلامية" في جنوب شرق آسيا، ومدرجاً في قائمة "مكتب التحقيقات الفيدرالي" الأمريكي للإرهابيين المطلوبين مع مكافأة مخصصة للقبض عليه قدرها 5 ملايين دولار.

سوريا والعراق
لم يعد تنظيم "الدولة الإسلامية" يسيطر على الأرض في سوريا أو العراق، وقد فقد إلى حد كبير الكثير من القيادة والثروة التي كان يتمتع بها في السابق، وعانى من سقوط عشرات الآلاف من الضحايا في صفوفه وفي كلا البلدين.

داعش خزّن ما بين 50 مليون دولار و300 مليون دولار إما مخبأة بالعراق وسوريا أو تم تهريبها للدول المجاورة لحفظها

ويقدّر مسؤولو مكافحة الإرهاب العراقيون أنّ ما بين 5000 إلى 6000 مقاتل من تنظيم "داعش" ينتشرون بين العراق وسوريا. ومع ذلك، لا يتضمن هذا العدد الخلايا النائمة ومؤيديها، الذين يُعتقد أنّهم متورطون في الاستطلاع ويساعدون التنظيم على شن هجمات.
ولكن تقديرات منفصلة، بما في ذلك واحدة من قبل الأمم المتحدة في شباط (فبراير) الماضي، وضعت قوة المجموعة الإرهابية في مستوى أعلى. وقال جيمس ف. جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، هذا الشهر إنّ هناك ما بين 15 إلى 20 ألف مقاتل مسلح من "داعش" في العراق وسوريا.

قوات الكوماندوز البحرية
وكان البنتاغون قلقاً بشأن عودة مقاتلي "داعش" من الخطوط الأمامية لإذكاء العنف في مناطق مسقط رأسهم في جميع أنحاء العراق وسوريا.
للولايات المتحدة الآن 5200 جندي في العراق، ينتشر معظمهم بين قاعدتين رئيسيتين، بما في ذلك الأسد في محافظة الأنبار الغربية، التي زارها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون الأول (ديسمبر) 2018.

اقرأ أيضاً: الباغوز.. هل هُزم فيها تنظيم داعش؟
ويلفت التقرير إلى أنّ تشريعات في البرلمان العراقي يمكن لها أن "تحدّ من العمليات العسكرية للولايات المتحدة في البلاد عن طريق تخفيض عديد القوات الأمريكية هناك، أو تقييد تحركاتهم أو حتى المطالبة بالانسحاب الكامل بحلول تاريخ معين".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية