تقرير يرصد العمليات الإرهابية وممارسات الإرهابيين في شهر.. ماذا جاء فيه؟

تقرير يرصد العمليات الإرهابية وممارسات الإرهابيين في شهر.. ماذا جاء فيه؟


15/03/2021

كشف المركز الوطني للدراسات للأنشطة والتفاعلات المرتبطة بالظاهرة الإرهابية في نطاق الشرق الأوسط والمنطقة العربية، خلال الرصد الذي أجراه في شهر شباط (فبراير) الماضي، كشف عن وقوع نحو 83 هجمة إرهابية؛ مقابل 110 هجمات عمّا قبله، وذلك بعد استبعاد كافة العمليات القتالية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية داخل دول المنطقة محل الرصد في إطار الصراعات الدائرة مع غيرها من التنظيمات المسلحة غير الشرعية.

المركز الوطني للدراسات: وقوع نحو 83 هجمة إرهابية خلال شهر شباط الماضي، مقابل 110 هجمات عمّا قبله

وأشار المركز في تقريره إلى وقوع نحو 66 عملية إرهابية في نطاق دول المنطقة التي تشهد صراعات وعدم استقرار سياسي؛ ومن ثمّ وقوع 17 عملية في الدول التي يصفها التقرير بالمستقرة، وأكد المركز في التقرير ذاته أنّ أغلب العمليات التي جرى تنفيذها خلال الفترة محل الرصد والتحليل انحسرت بين نمطين محددين؛ هما التفجيرات التي تكررت نحو 46 مرّة (بينها 40 تفجيراً في دول الصراع)، والهجمات المسلحة التي تكررت نحو 25 مرّة (بينها 17 في دول الصراع).

أمّا عن التوزيع الجغرافي للعمليات الإرهابية، فقد أشار المؤشر الشهري إلى أنّ العمليات الإرهابية وقعت في نطاق 12 دولة ــــــ من بين 29 دولة هي إجمالي الدول التي يقوم المؤشر بمتابعتها ــــــ بينها 6 دول صراعية، و6 دول مستقرة، وفي هذا السياق؛ حلت أفغانستان على رأس قائمة الدول الأكثر عرضة للهجمات الإرهابية، وذلك بعدما تعرضت إلى 28 عملية، وحلت الصومال في المركز الثاني بنحو 17 عملية، وباكستان في المركز الثالث بــ 10 عمليات، والعراق في المركز الرابع بــ 8 عمليات، ثم سوريا في المركز الخامس بــ 6 عمليات.

وأشار المركز الوطني للدراسات إلى وقوف محددات بعينها خلف العمليات التي شهدتها المنطقة خلال شهر شباط (فبراير) الماضي؛ أبرزها استمرار تعقيدات المشهد السياسي الداخلي والصراعات في بعض الدول كأفغانستان والصومال واليمن، ورغبة بعض التنظيمات الإرهابية في فرض أفكارها بالقوة، كما هي الحال في باكستان والعراق التي شهدت سلسلة من الهجمات التي نفذتها جماعة «أهل المعروف»، فضلاً عن بعض الدوافع الثأرية لبعض التنظيمات، وعلى رأسها جماعة «أنصار الله» (الحوثية) التي عمدت لاستهداف العمق السعودي رداً على استمرار العمليات العسكرية للتحالف العربي.

رصد المركز أنّ العمليات الإرهابية وقعت في نطاق 12 دولة، بينها 6 دول صراعية، و6 دول مستقرة

وفي السياق ذاته؛ ألقى مؤشر الإرهاب الضوء على أبرز الجهود التي بذلتها بعض الأطراف الإقليمية والدولية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف بالمنطقة؛ وفي المقدمة منها التعديلات التي أجرتها إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن على اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية حيال بعض الملفات والقضايا الإقليمية بغرض تفكيك البيئات الحاضنة للظاهرة كأفغانستان واليمن وليبيا، وكذلك الجهود المصرية الرامية لتعزيز التعاون الأمني بين الدول العربية في مجال مكافحة الإرهاب، والتي تبلورت خلال الشهر ذاته في افتتاح مقر المنتدى العربي الاستخباري، يُضاف إلى ذلك العمليات الأمنية والعسكرية التي قامت بها دول عديدة في مواجهة هذه التنظيمات، والتي انطوت على عدد كبير من الغارات الجوية التي رأى المركز أنّ كثافتها والأهداف التي حققتها كفيلة بتصدّر غلاف العدد.

ورسم المركز ملامح الخطاب الإعلامي والدعائي للتنظيمات الإرهابية عبر تحليل مضمون بياناتهم الرسمية وبعض إصداراتهم، وتوصل المركز في هذا السياق إلى أنّ ثمة تنظيمات قد سعت ـــــ من خلال خطابها الإعلامي ــــــ إلى تبرئة نفسها من تهمة الإرهاب كحزب الله اللبناني الذي سعى لنفي الاتهامات التي وجّهت إليه بشأن اغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم، وتنظيمات أخرى سعت لتقديم نفسها على أنها من الفاعلين السياسيين ــــــ لا كمنظمات مسلحة أو إرهابية ـــــ كجماعة الحوثي وحركة طالبان؛ وذلك من خلال حرصهما على التفاعل السياسي مع الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول والحكومات الشرعية بشأن الأزمات الخاصة بهما، وتنظيمات أخرى عمدت من خلال خطابها الإعلامي لإثبات وجودها؛ لا سيّما عقب تلقيها المزيد من الضربات الموجعة، كتنظيم داعش الذي حاول تحقيق ذلك من خلال نشر حزمة من الإجراءات كنشر صور ضحايا بعض العمليات.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية