تنظيم داعش ينشئ 4 ولايات في أفريقيا... ما علاقة ليبيا؟

تنظيم داعش ينشئ 4 ولايات في أفريقيا... ما علاقة ليبيا؟


18/07/2021

كشف تقرير أمني أنّ تنظيم "داعش" يعيد انتشاره بشكل واسع في شمال وغرب أفريقيا، مستغلاً جنوب ليبيا كأهم محطة لتحرك مقاتليه، وأنشأ 4 ولايات في منطقة بحيرة تشاد.

إيطاليا وتركيا تنازعان فرنسا نفوذها التقليدي في إقليم فزان بجنوب ليبيا، ممّا دفع مراقبين إلى الحديث عن توافق إيطالي تركي حول دعم الميليشيات أو غض الطرف عنها

وكشف التقرير الصادر عن معهد الدراسات الأمنية الأفريقية أنّ التنظيم يعتمد على شبكة معقدة من الاتصالات والطرق التي تمتد عبر غرب وشمال أفريقيا، بين دول ليبيا والجزائر ومالي والنيجر ونيجيريا لتسهيل تحركات مقاتليه. وضمن حركة التنقلات ضبطت السلطات في تشاد مجموعة من الشباب أثناء تسللهم إلى جنوب ليبيا للانضمام إلى المعارضة التشادية التي تضم فصائل إرهابية، وتتمركز ببعض مناطق الجنوب الليبي استغلالاً لحالة الانفلات التي يعززها تنظيم الإخوان في ليبيا لمواجهة الجيش.

ولفت التقرير، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم"، إلى أنّ التحركات لتنظيم "داعش" وبقية الجماعات الإرهابية بين جنوب ليبيا ودول الجوار، وصولاً إلى نيجيريا، مدفوعة بالتنافس الساخن بين إيطاليا وتركيا وفرنسا حول مساحات النفوذ في ليبيا وشمال أفريقيا ومنطقة الساحل الأفريقي، وتبدو فيها إيطاليا وتركيا تنازعان فرنسا نفوذها التقليدي في إقليم فزان بجنوب ليبيا، ممّا دفع مراقبين إلى الحديث عن توافق إيطالي تركي حول دعم الميليشيات هناك، أو على الأقل غض الطرف عنها.

ولا يُعد التنافس بين إيطاليا وتركيا من جانب وفرنسا من جانب آخر بالمستغرب، بحسب مراقبين، لأنّ إيطاليا هي المحتل القديم لليبيا وتواجهها في الحدود البحرية، وتركيا لها نفوذ كبير حالياً هناك، والبلدان يطمعان في أخذ أكبر نصيب من الثروات الليبية، ويعتبرانها بوابة سهلة للسيطرة على البحر المتوسط من ناحية، وللتوغل داخل أفريقيا من ناحية أخرى.

وفرنسا، إضافة إلى مصالحها أيضاً في البحر المتوسط، تهتم بجنوب ليبيا لاشتراكه في الحدود مع دول في الساحل الغربي لأفريقيا، حيث تتمركز قوات فرنسية تحت اسم قوة برخان.

ووفقاً لدراسة صدرت حديثاً لمركز دراسات الوحدة العربية بعنوان محددات وقضايا التنافس الفرنسي الإيطالي في ليبيا، فإنّ العلاقات الفرنسية الإيطالية شهدت تنافساً سياسياً ملحوظاً حول ليبيا بعد إطاحة نظام العقيد معمر القذافي عام 2011، وظهر تضارب مصالحهما ممّا انعكس على صراع المبادرات الذي تم بين باريس وروما حول الحل الأنسب للأزمة الليبية.

وأوضحت الدراسة أنّ الخلاف الأمني هو الأبرز بين البلدين، وتقوم الرؤية الفرنسية على أولوية أمن منطقة الساحل ومنع نقل الأسلحة عبر الحدود الليبية إلى الجماعات التي تستهدف المصالح الفرنسية في أفريقيا، وتتركز الرؤية الإيطالية الأمنية على منع تدفق عبور المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى السواحل الإيطالية.

وكذلك هناك صراع نفوذ بين فرنسا وتركيا، دفع الأخيرة إلى التوافق مع إيطاليا في ملفات كجزء من التعاون لإزاحة النفوذ الفرنسي من جنوب ليبيا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية