تهديدات للحريري.. مَن يقف وراءها؟

تهديدات للحريري.. مَن يقف وراءها؟


27/06/2018

كشفت تغريدات نواب محسوبين على حزب الله اللبناني، تكتيكاً جديداً يتبعه الحزب في التعاطي مع تشكيل الحكومة اللبنانية.

نواب من حزب الله كشفوا تكتيك حزب الله الجديد مع تشكيل الحكومة اللبنانية

وهدّد اللواء جميل السيّد، وهو نائب لبناني جديد، كان مديراً عاماً للأمن العام وقت اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عام 2005، الذي انتخب نائباً على لائحة حزب الله في منطقة بعلبك الهرمل، بناء على طلب مباشر من بشار الأسد، بإعادة النظر في تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة.

وقال في خروج عن كلّ أحكام الدستور اللبناني، الذي لم يحدد أي مهلة لتشكيل الحكومة: "ربّما عريضة موقعة من 65 نائباً عبر المجلس إلى رئيس الجمهورية، ليسقط تكليف الحريري، كأنّه لم يكن، والبدلاء كثيرون".

 

 

 

 

 

 

 

مع العلم أنه ليس في الدستور اللبناني، أية مادة تسمح بسحب تكليف تشكيل الحكومة من الشخص الذي يحصل على الأكثرية في استشارات "ملزمة" يجريها رئيس الجمهورية، لكنّ كلام المدير العام السابق للأمن العام، الذي أمضى أربعة أعوام في السجن بعد اغتيال رفيق الحريري، بسبب شبهات دارت في شأن دور الجهاز الأمني السوري – اللبناني، في تغطية عملية الاغتيال، أعطى فكرة عمّا يخطط له حزب الله الساعي إلى فرض حكومة ذات تشكيلة معيّنة على الحريري.

وقالت مصادر سياسية لبنانية: إن "تضامن سعد الحريري مع مطالب القوات اللبنانية والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، كان وراء التهديدات التي وجهت إلى رئيس الوزراء المكلف عبر جميل السيّد".

ويذكر أنّ سعد الحريري استقبل، مساء أول من أمس، سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية، وبحث معه في تشكيل الحكومة.

ويصرّ حزب الله، الذي يشارك في الحكومة بثلاثة وزراء يتولّى أحدهم حقيبة الصحّة، على أمرين: أولهما أن يكون وجود القوات اللبنانية محدوداً، والآخر عدم حصر التمثيل الدرزي بثلاثة وزراء يسميهم وليد جنبلاط، وفق ما صرح به خبراء ومراقبين لـصحيفة "العرب" اللندنية.

ويريد الحزب أن يسمّي جنبلاط وزيرين على أن يكون الوزير الدرزي الثالث من حصة خصمه طلال أرسلان.

واستبعدت المصادر نفسها أن يرضخ الحريري لتهديدات حزب الله التي يروجها جميل السيّد.

وقالت: إن "رئيس الوزراء المكلف لا يستطيع تشكيل حكومة تهمّش القوات اللبنانية، كما لا يستطيع تجاهل الحجم الدرزي لوليد جنبلاط، وذلك حرصاً منه على توازن داخل الحكومة الجديدة".

النائب جميل السيّد هدّد بإعادة النظر في تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة

وعدّ محللون أنّ تغريدة السيد تأتي من خارج السياق المعروف لتشكيل الحكومات في لبنان، ويرى هؤلاء أنّ احتمال ابتعاد الحريري عن تشكيل الحكومة ما يزال غير وارد، وأن الوقت الذي استغرقه حتى الآن ما يزال ضمن الفترة المعقولة.

ورغم أنّ تغريدة السيد لا يبنى عليها ولا تشكل مفترقاً جذرياً في يوميات تشكيل الحكومة، إلا أنّ بعض البرلمانيين الحاليين يعدّون أنّ الهدف من هذه "الثرثرة" التشويش على الجهود التي تبذل لإخراج التشكيلة الحكومية.

وعلق نوفل، عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار، على تغريدة السيد بالقول: "على جميل السيد أن يفهم بأن لا السعودية ولا سمير جعجع ولا وليد جنبلاط احتجزوا ويحتجزون سعد الحريري، بل إن حزب الله، الذي أوصل جميل السيد إلى النيابة، هو من يحتجز لبنان رهينة، والآخرون يسعون لتحريره سياسياً وعسكرياً من النظام الأمني اللبناني – السوريالإيراني الجديد".

من جهته، رأى الوزير السابق اللواء، أشرف ريفي، أنّ "دعوة جميل السيد لتوقيع عريضة نيابية لإسقاط تكليف الرئيس الحريري تُخالف الطائف، وتُضاف إلى دعوات مماثلة لتحديد مهلة الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة، وهذا لعب بالدستور ومسّ جوهري به وبصلاحيات رئيس الحكومة"، متوجها إلى السيد بالقول "حذارِ من اللعب بالنار".

ونقلت وسائل إعلام لبنانية أنّ الحريري ردّ على تغريدة السيد بالقول: "يروح يبلط البحر".

تضامن سعد الحريري مع مطالب القوات اللبنانية ووليد جنبلاط كان وراء التهديدات التي وجهت إليه عبر جميل السيّد

ومعروف أنّ الحريري يرفض أن يأتي أيّ تمثيل سنّي من خارج حصة المستقبل، كما أن جنبلاط مصر على احتكار التمثيل الدرزي من خلال ثلاثة وزراء.

ورصد المراقبون تصريحات لنائب أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، يطالب فيها بحكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الجميع، وعدّوه موقفاً يراد منه تمثيل السنّة من خارج "العباءة الحريرية".

وأضاف هؤلاء، أن الحزب يسعى إلى تجميع حلفائه داخل الحكومة لتشكيل "الثلث الضامن"، الذي كان مصراً على الحصول عليه في الحكومات السابقة.

يذكر أنّ حزب الله قد حصد في الانتخابات التشريعية الأخيرة 74 مقعداً، من أصل 120، في البرلمان الجديد، ويسعى الآن إلى تحصين نفسه داخل حكومة الحريري المقبلة.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية