توالي ردود الفعل الدولية المؤيدة لإعلان القاهرة.. ماذا عن تركيا والوفاق؟

توالي ردود الفعل الدولية المؤيدة لإعلان القاهرة.. ماذا عن تركيا والوفاق؟


08/06/2020

ما زالت ردود الأفعال العالمية الداعمة والمؤيدة لـ "إعلان القاهرة" لإنهاء الصراع الدائر في ليبيا تتوالى، مشيدة بمبادرة الرئيس المصري التي تدعو إلى حلّ سياسي عادل وشامل في البلد الذي مزّقته الحرب منذ سنوات.

المبادرة التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر صحفي بالقاهرة، أول من أمس، بحضور عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر، تدعو لوقف إطلاق النار في ليبيا بداية من الثامن من حزيران (يونيو) الجاري وإخراج الميليشيات الأجنبية من البلاد.

إيطاليا وفرنسا واليونان تعلن تأييدها لإعلان القاهرة لإنهاء الصراع في ليبيا وسحب ميليشيات أردوغان

لم تلق المبادرة معارضة سوى من المحور التركي الذي له مصلحة في بقاء الاقتتال في ليبيا، حيث يسعى أردوغان من خلال تحالفه مع ميليشيات السراج إلى وضع يده على ثروات ليبيا.

وفي سياق متصل، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في اتصال هاتفي تلقاه من رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، أمس، تطورات القضية الليبية في ضوء المستجدات الأخيرة، وفق وكالة "فرانس برس".

وقال المتحدث "الاتصال تناول التباحث حول تطورات القضية الليبية في ضوء المستجدات الأخيرة، حيث أكد رئيس الوزراء الإيطالي حرصه على تبادل وجهات النظر والرؤى مع السيد الرئيس في هذا الصدد، خاصةً عقب إطلاق مبادرة "إعلان القاهرة" تحت الرعاية المصرية لحل الأزمة في ليبيا، والتي تتسق مع الجهود الدولية المتعددة ذات الصلة، وكذلك لما يمثله الدور المصري من عامل محوري في هذا الإطار".

وأضاف أنّ الرئيس المصري أكد موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه الأزمة الليبية والمتمثل في استعادة أركان ومؤسسات الدولة الوطنية الليبية، وإنهاء فوضى انتشار الجماعات الإجرامية والميليشيات الإرهابية، ومنح الأولوية القصوى لتحقيق الاستقرار والأمن للشعب الليبي الشقيق، ووضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي التي من شأنها استمرار تفاقم الوضع الحالي الذي يشكل تهديداً لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط بأسرها".

تركيا ترفض ضمنياً إعلان القاهرة وتؤكد أنّ الاتهامات التي وجهت لتركيا فيها عارية عن الصحة

وتابع المتحدث "توافق الجانبان بشأن ضرورة تكثيف التنسيق في هذا الصدد، مع تأكيد الحرص الكامل على إنهاء الأزمة الليبية عبر التوصل لحل سياسي يمهد الطريق لعودة الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق، لا سيما من خلال دعم المساعي الأممية ذات الصلة وكذا تنفيذ مخرجات عملية برلين، إلى جانب رفض أي تدخل خارجي في هذا الخصوص".

من جهة أخرى، رحّبت اليونان، أمس، بالمبادرة، وذكرت الخارجية اليونانية في بيان لها: "هكذا فقط يمكن القضاء على الحسابات المعقدة في القضية الليبية".

وأضافت الخارجية اليونانية أنه يجب بالدرجة الأولى بعد الهدنة أن يتم ترحيل كل المرتزقة الأجانب ونزع سلاح كل الجماعات شبه العسكرية، وحذرت من أنّ إطالة أمد الأزمة لا يخدم سوى دول أخرى لها دوافع خفية في التدخل في الشؤون الليبية.

ولليونان مصلحة كبيرة في استقرار الأوضاع في ليبيا، وتتخوف أثينا من تنامي النفوذ التركي داخل جارتها الجنوبية.

بدوره، أجرى وزير الشؤون الخارجية الفرنسية، جان إيف لودريان، أول من أمس، مشاورات مع نظيره المصري سامح شكري، ليعبّر له عن دعمه للمبادرة المصرية بشأن إنهاء الصراع في ليبيا.

وحسب بيان الخارجية الفرنسية، فقد هنأ لودريان شكري على الجهود التي بذلتها مصر بشأن الملف الليبي، ورحب بالنتائج التي تحققت والتي تهدف إلى الوقف الفوري للقتال، واستئناف المفاوضات في إطار اللجنة العسكرية المشتركة.

وفي أول تعليق من جانب حكومة الوفاق الليبية على المبادرة التي طرحها الرئيس المصري لحل الأزمة الليبية، قال الناطق باسم ميليشيات الوفاق محمد قنونو في بيان صحفي، إنّه ليس لدى قوات الحكومة وقت فراغ لمشاهدة ما وصفها بـ"هرطقات" خليفة حفتر على الفضائيات، في إشارة إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده مع السيسي للإعلان عن المبادرة.

ورد فعل تركيا على المبادرة المصرية جاء متوقعاً؛ حيث قال المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، لوكالة الأناضول التركية: "نرفض الاتهامات المصرية التي لا أساس لها من الصحة والعائق الأكبر للاستقرار في ليبيا هو خليفة حفتر ودعم القاهرة" على حد زعمه.

وعلق مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، على اللقاء؛ حيث نشر صورة تجمع السيسي وحفتر، على صفحته في "تويتر"، وقال: "من المحزن والمؤسف أن نرى مثل هذه المؤتمرات الصحفية التي يسعى منظموها بكل ما أوتوا من قوة لنفخ الروح في أبدان قد ماتت ونفوس قد بليت.. إكرام الميت دفنه".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية