جريس سماوي يلوذ بأبدية الصمت

جريس سماوي يلوذ بأبدية الصمت


11/03/2021

خيّم الحزن، اليوم، على الساحة الثقافية؛ العربية والأردنية، بوفاة وزير الثقافة الأسبق والشاعر جريس سماوي متأثراً بفيروس كورونا.

بوفاة سماوي تطوى صفحة لمبدع نشر نتاجه الشعري في العديد من الصحف والمجلات الأردنية والعربية، وتُرجم عدد من قصائده إلى اللغات؛ الإيطالية والفرنسية والإنجليزية

وبوفاة سماوي تطوى صفحة لمبدع نشر نتاجه الشعري في العديد من الصحف والمجلات الأردنية والعربية، وتُرجم عدد من قصائده إلى اللغات؛ الإيطالية والفرنسية والإنجليزية، وشارك في العديد من المهرجانات والمناسبات الشعرية والأدبية والثقافية في الأردن والعالم العربي والأجنبي.

سماوي، الذي درس الأدب الإنجليزي والفلسفة وفن الاتصالات الإعلامي في الولايات المتحدة الأمريكية والأردن، حاز الجائزة الأولى لأفضل قصيدة عربية عن الانتفاضة الفلسطينية التي شارك فيها أكثر من أربعمئة شاعر عربي تحت سن الأربعين عام 1987.

للراحل سيرة مهنيّة غنيّة

وللراحل سيرة مهنيّة غنيّة فقد كان عضواً في رابطة الكتاب الأردنيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وشغل عضوية عدد من اللجان والهيئات الثقافية والتطوعية الأردنية والعربية والعالمية، كما عمل في مجال الترجمة والصحافة المكتوبة، وترجم ونشر في الصحافة الثقافية قصائد لشعراء أمريكيين من أصول عربية تحت عنوان "مهجريون جدد". وعمل سماوي في التلفزيون الأردني في البرامج الثقافية، وأعد وقدم عدداً من البرامج على القناتين؛ العربية والإنجليزية.

وأصدر الراحل مجموعة شعرية بعنوان "زلة أخرى للحكمة"، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، 2004، وصدرت طبعة ثانية من هذه المجموعة بالتزامن، عن دار الكتاب المصري بالقاهرة.

تقلّد سماوي عدة مناصب، فقد عمل مديراً عاماً لمهرجان جرش للثقافة والفنون (2001-2006، وكان شغل منصب نائب مدير المهرجان (1997-2001.(  وعين أميناً عاماً لوزارة الثقافة (2006/3/7 - 2011/7/1، وعين وزيراً للثقافة في 2011.

مبدعون يرثون الراحل

سماوي، المولود في عمان عام 1956، وقع خبر وفاته كالصاعقة على محبّيه وأصدقائه والمبدعين العرب والأردنيين؛ حيث رثوه مجمعين على صفاته النبيلة ومواقفه الشهمة.

 

إلى " جريس سماوي " - قلب الحب - أَتَذْكُرْ يا صديقي عندما زرنا " المَغْطَسْ " في نهر الأردن . وكم حلمنا بأن نرى " طيفه "...

Posted by Marcel Khalife on Wednesday, March 10, 2021

وبكلمات مؤثرة نعى الموسيقار والمغني اللبناني مارسيل خليفة، صديقه سماوي، قائلاً على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك":

" إلى جريس سماوي - قلب الحب -

أَتَذْكُرْ يا صديقي عندما زرنا "المَغْطَس" في نهر الأردن .

وكم حلمنا بأن نرى "طيفه" يمّر من أمامنا . .

هل في وسعنا بعد هذا الانتظار أن نحلم أكثر؟!

لماذا لم تحدث المعجزة؟!

لماذا لم يستطع أن يشفيك؟!

شفى المرضى

مشى على الماء

حوّل الماء إلى خمر

أحبّ المجدليّة

قام من بين الأموات

 أيها الشاعر الجميل ما زلت انتظر طيفك على ضفاف نهر الاْردن

فلا تمضي بعيداً

ها أنا أمام "المغطس" انتظر مجيئك

هل تجيء؟!

أم ذهبت إلى أبديّة الصمت لأراك عندما أتعب من الانتظار . .

جريس سماوي إلى اللقاء".

أمّا الشاعر السوري هاني نديم فنعى سماوي؛ حيث كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك":

"حزين على جريس سماوي اللطف كله في هيئة كاتب، التقينا منذ عشرين عاماً وأكثر وأصبحنا أصدقاء، التقيته أثناء تسلمه وزارة الثقافة الأردنية وعملت حالي ما شايفو تحسسّاً من المنصب الجديد وتبعاته، فاقترب نحوي تاركاً الرسمية والمرافقة وراءه وقال لي: ما تغير شي يا نديم أكيد السهرة عندك اليوم في الغرفة!

 

حزين على جريس سماوي اللطف كله في هيئة كاتب التقينا منذ عشرين عاماً وأكثر وأصبحنا أصدقاء، التقيته أثناء تسلمه وزارة...

Posted by Hani Nadeem on Thursday, March 11, 2021

قلت له: معلوم، تعال ولا تجيب الوزارة لو سمحت

سهرنا حتى الصباح، مجموعةٌ من الشعراء وسافر تاركاً لي كتبه وأرقامه الجديدة.

العام الماضي أرسل لي كتباً أيضاً مع صديق.. وقد وقع على أحدها:

لعل العمر يمهلنا لنسهر ونضحك كما كنا نفعل دوماً

وداعاً أيها اللطيف الخافت كتهويدة".

وبحزن شفيف رثاه الكاتب الأردني مفلح العدوان على صفحته: "يباغتنا الليل، حين ننام، فنصحو صباحاً على خبر موت جديد، تعبنا من هذا الحال، ولكن اليوم المصاب كبير، إذ نصحو على خبر وفاة الصديق الشاعر جريس سماوي، هذا الإنسان النبيل والمثقف الحقيقي والشاعر الشفاف الراقي العزيز على قلب كل من عرفه.

جريس سماوي.. على روحه السلام..

امتطى صهوة فرس الغياب ومضى..

وقد كان يمتلك هدوء نسمة، وحضور شاعر مرهف الحس سخيّ العطاء.

 

يباغتنا الليل، حين ننام، فنصحو صباحا على خبر موت جديد، تعبنا من هذا الحال، ولكن اليوم المصاب كبير، إذ نصحو على خبر وفاة...

Posted by Mofleh Aladwan on Thursday, March 11, 2021

هكذا رحل، بخفة روح تبحث عن عوالم أخرى، هو صاحب الابتسامة التي تحمل يقين الرضا، كان كلمة طيبة لم تدنسها مغريات المواقع، شفافية نبض لا يكذب أهله، صوت سارح في ملكوت النقاء يرتل القصيد بأحبال القداسة، عرفته دائماً يصهل بأبجديات الطيبة، ويعجن قمح الأصالة لينتج خبز الثقافة الراقية ببراءة الواثق من تجليات عطائه.

رحل جريس.. نودعه بالمحبة وبالذكر الطيب.. وما كان يوماً إلا محباً طيباً نابضاً الحس الإنساني الشفيف..

ملامح وجهه تشع مع الغيم، في ارتقائه نحو الأعالي، وكأنه وهو يلوّح لنا في صعوده، يلكز غيم الحنين بجناحه الملائكي، فيهطل منه رذاذ الذاكرة والحضور الذي يبقيه بيننا حتى في الغياب.. وداعاً جريس سماوي، أيها الصديق الشاعر الإنسان، سنفتقدك كثيراً، لكنك بيننا دائما، لا تغيب!".

من جهته، رثاه الكاتب الأردني باسل رفايعة بقوله: "تعرفُ يا جريس أنه "مجردُ رقاد" سريع. تعرفُ كم تركَت الريحُ كناياتٍ خالدة في الوديان. الروحُ كنايةٌ حيَّةٌ يا صاحبي. ارقد قليلاً، ريثما تنتهي الطيورُ من قمحها، والحقولُ من نداها، والفحيصُ من خطاكَ، وأنتَ من غَزَلِ البنات.

إلى هدوءٍ وسكينةٍ، وعليك السلامُ، أيُّها الحبيب جريس سماوي".

وبتأثر كبير كتبت الفنانة التشكيلية هيلدا الحياري باكية سماوي:

"علمني شو أكتب جريس وكيف سأنعيك يا صديقي كيف؟

خسرت الأردن وكل مثقفيها معالي الشاعر جريس سماوي الذي تضاعفت عليه شدة الكورونا بعد وفاة شقيقه سليم سماوي، لا أجد الكلمات جريس وأنت الذي وعدت بأنك ستقوى وتشفى لكن حزنك على سليم كان أشد عليك من أي وباء، ارتاح يا صديقي تعبت كثيراً في عناية حثيثة لا نريدها لك.. يا رب قهرتنا قهر وكسرت قلوبنا بجريس!".

 

تعرفُ يا جريس أنه "مجردُ رقاد" سريع. تعرفُ كم تركَت الريحُ كناياتٍ خالدة في الوديان. الروحُ كنايةٌ حيَّةٌ يا صاحبي. ارقد...

Posted by Basil Alrafaih on Wednesday, March 10, 2021

وبأبيات من قصيدة لأبي القاسم الشابي رثى الكاتب الأردني ماهر سلامة صديقه الشاعر سماوي حيث نشر صورة الراحل معلقاً:

" خُلقتَ طَليقاً كَطَيفِ النَّسيمِ

وحُرًّا كَنُورِ الضُّحى في سَمَاهْ

تُغَرِّدُ كالطَّيرِ أَيْنَ اندفعتَ

وتشدو بما شاءَ وَحْيُ الإِلهْ

وتَمْرَحُ بَيْنَ وُرودِ الصَّباحِ

وتنعَمُ بالنُّورِ أَنَّى تَرَاهْ

وتَمْشي كما شِئْتَ بَيْنَ المروجِ

وتَقْطُفُ وَرْدَ الرُّبى في رُبَاهْ

كذا صاغكَ اللهُ يا ابنَ الوُجُودِ

وأَلْقَتْكَ في الكونِ هذي الحيَاهْ

وتُسْكِتُ في النَّفسِ صوتَ الحَيَاةِ

وتُطْبِقُ أَجْفانَكَ النَّيِّراتِ عن الفجرِ

أَتخشى نشيدَ السَّماءِ الجميلَ

أَتَرْهَبُ نورَ الفضَا في ضُحَاهْ

لا تخشى ممَّا وراءَ التِّلاعِ

إلى النُّورِ فالنُّورُ عذْبٌ جميلٌ

إلى النُّورِ فالنُّورُ ظِلُّ الإِلهْ ".

 

خُلقتَ طَليقاً كَطَيفِ النَّسيمِ وحُرًّا كَنُورِ الضُّحى في سَمَاهْ تُغَرِّدُ كالطَّيرِ أَيْنَ اندفعتَ وتشدو بما شاءَ...

Posted by Maher Salameh on Wednesday, March 10, 2021

ونعى الكاتب الأردني أسامة الرنتيسي الراحل بقوله: "ذبل الدحنون قبل موعده...الرحمة لروحك شاعرنا الكبير جريس سماوي..".

 

ذبل الدحنون قبل موعده...الرحمة لروحك شاعرنا الكبير جريس سماوي....

Posted by Osama Rantesi on Wednesday, March 10, 2021

أما الممثل الأردني زهير النوباني فكتب بحزن: "جريس سماوي إلى رحمة الله أيها الإنسان الجميل المبدع الرهيف النبيل.. تعجز الكلمات أن تبوح بما يعتمل في النفس من ألم كبير يا صديقي.. رحلت باكراً..هناك الكثير حلمنا به ولم ننجزه معاً. المسرحية التي تحدثنا بها بمناسبة مئوية الأردن الثانية لم تكتمل. لا نقول إلا رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه وأصدق التعازي لأسرتك ومحبيك والأسرة الثقافية الأدبية الفنية الأردنية والعربية وأحسن عزاءهم وألهمهم جميل الصبر والسلوان. تركت أثراّ طيباً وجميلاً في الحياة وفي قلوب الناس. كنت محباً خلوقاً دمثاً وطنياً عاشقاً للحياة والجمال والوطن... أنتم السابقون ونحن اللاحقون. وانا لله وانا اليه راجعون".

 

جريس سماوي الى رحمة الله ايها الإنسان الجميل المبدع الرهيف النبيل ..تعجز الكلمات ان تبوح بما يعتمل في النفس من الم كبير...

Posted by Zuhair Alnobani on Wednesday, March 10, 2021

وبكى الراحل أمين عام وزارة الثقافة الأردنية هزاع البراري قائلاً:

"مثل غيمة سقت الأرض ترحل

مثل شجرة مباركة تبقى متجذرا في الذاكرة

ملأت القلوب حبا وفرحا .. واليوم تنزف العيون ألماً على فراقك

كم هو قاس وموجع  هذا الفقد .. فقدك يا جريس

يا جرس القصيدة وعطر الكلمات والروح الطيبة الطيبة

لروحك السلام والرحمة".

 

مثل غيمة سقت الأرض ترحل مثل شجرة مباركة تبقى متجذرا في الذاكرة ملأت القلوب حبا وفرحا .. واليوم تنزف العيون ألماً على...

Posted by ‎هزاع البراري‎ on Wednesday, March 10, 2021

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية