جمعيات قطرية في مدينة غاو المالية.. ما هي أهدافها الحقيقية؟

جمعيات قطرية في مدينة غاو المالية.. ما هي أهدافها الحقيقية؟


28/09/2019

تعد بلدة غاو، الواقعة شمال شرق مالي، على بعد ١٢٠٠ كلم في عمق الصحراء، الأكثر خطورة في الإقليم المضطرب الذي ينشط فيه مقاتلو تنظيمي داعش والقاعدة في الصحراء الكبرى، وينفذون هجمات تستهدف القوات الدولية المنتشرة في غاو، ومواقع عسكرية ومدنية في بوركينافاسو والنيجر المجاورتين.

طائرات شحن قطرية هبطت في مطار غاو وأفرغت حمولتها من الحبوب والأسلحة للمتطرفين

ورغم أنّ المجتمع الدولي ردّ على احتلال الجماعات المتطرفة لشمال مالي باستنفار عسكري؛ إقليمي ودولي، لمواجهة هذا التمدّد الخطير للعنف، لكنّ قطر تبنّت موقفاً مغايراً؛ حيث ساندت توغّل المتطرفين في المنطقة، وقدّمت لهم مساعدات، وفق شهادات من قادة وباحثين ووجهاء، ينحدرون من غاو، وفق ما نقلت "العربية".

وفي هذا السياق، قال المحامي والناشط الحقوقي من سكان البلدة، مالكي إبراهيم لـ"العربية": "كان هناك جسر جوي تمرّ منه طائرات شحن قطرية هبطت في مطار غاو، وأفرغت حمولتها من الحبوب والأسلحة والبضائع المختلفة، في الوقت الذي كانت فيه المدينة تحت السيطرة الكاملة والعملية لمقاتلي ما تطلق على نفسها اسم جماعة التوحيد والجهاد".

وجماعة التوحيد والجهاد هي تنظيم متطرف ارتبط بالقاعدة في المغرب الإسلامي، وبايع داعش، الذي أسّس في مالي ما أسماه فرعه الأفريقي في الصحراء الكبرى لاحقاً.

وخلال احتلالهم لبلدة غاو، شرع مقاتلو هذه الجماعة الدموية في تطبيق تفسيرها المتطرف لأحكام الدين؛ حيث لاذ موظفو البعثات الإنسانية الدولية بالفرار خشية القتل أو الخطف، لكنّ الجماعة قدمت تسهيلات وحماية لجمعيات وهيئات قطرية، ظهرت لاحقاً ضمن قوائم الإرهاب التي نشرت على الصعيد الدولي.

بدوره، قال رئيس قوة الدفاع عن النفس التابعة لقبائل الطوارق في غاو، فهد أغ المحمود: "ما استطعنا ملاحظته ويمكننا أن نشهد عليه؛ هو دخول جمعيات قطر الخيرية وتحرّكها بحرّية في المناطق التي احتلها المتطرفون ٢٠١٢".

جمعيات قطر الخيرية تدخل وتتحرك بحرية في المناطق التي احتلها المتطرفون عام ٢٠١٢

وأضاف قائلاً: "أعتقد أنّه بدون تسهيلات وحماية من المجموعات المتطرفة لم تكن جمعيات قطر لتعمل في شمال مالي".

فيما شدّد المساعد للحركة العربية الأزوادية، عابدين ولد محمد، الأمين العام، في حديثه لـ "العربية" على أنّ "قطر وزعت مساعدات في شمال مالي".

يشار إلى أنّ تبعات الدعم القطري للجماعات المتطرفة في شمال مالي مستمرة حتى اليوم، فيما تحاول السلطات في هذا البلد الفقير والمترامي الأطراف إعادة الهدوء للمنطقة دون جدوى؛ حيث توجد مساحات واسعة خارج سيطرتها، فيما تنتشر الفوضى الدامية ويفتقد السكان الشعور بالأمن؛ بسبب تكرار الهجمات الانتحارية وغارات المسلحين وانتشار الجريمة المنظمة وقطاع الطرق.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية