جولة جديدة من محادثات السلام الأفغانية في الدوحة... هل توقف جرائم طالبان؟

جولة جديدة من محادثات السلام الأفغانية في الدوحة... هل توقف جرائم طالبان؟


17/07/2021

بدأت صباح اليوم السبت محادثات السلام الأفغانية بين وفدي الحكومة وحركة "طالبان" بالعاصمة القطرية الدوحة، فيما تواصل الحركة الإسلامية ارتكاب جرائم إنسانية بحق المواطنين أثناء توسعها عسكرياً في مناطق أفغانية، وقد أعلنت أمس سيطرتها على مركز مديرية دند في ولاية قندهار، بعد انسحاب القوات الحكومية الأفغانية منها.

 وقال رئيس المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة لقناة "الجزيرة": "نبذل قصارى جهدنا للوصول إلى نتيجة إيجابية في محادثات اليوم".

 وأمس الجمعة، توجه وفد حكومي أفغاني رفيع المستوى إلى العاصمة القطرية الدوحة؛ لاستئناف المفاوضات مع حركة "طالبان"، مع دخول البلاد مرحلة جديدة إثر الانسحاب الأمريكي.

 

رئيس المكتب السياسي لـ"طالبان" من الدوحة: نبذل قصارى جهدنا للوصول إلى نتيجة إيجابية في محادثات اليوم

 

 وذكرت وكالة "الأناضول" أنّ وفداً انطلق من العاصمة كابل بقيادة رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية، عبد الله عبد الله، الذي قال في مطار العاصمة: إنّ الوفد المرافق له "يتمتع بصلاحية كاملة".

 وأعرب عن أمله في تحقيق نتائج مهمة بشأن استئناف المفاوضات مع "طالبان" في ظل تصاعد العنف بأفغانستان، وفق "رويترز".

 وقال عبد الله: إنّ هناك حاجة للسعي إلى السلام من خلال المفاوضات، حتى رغم تفاقم الصراع وسقوط المناطق في أيدي "طالبان".

 وضمّ الوفد الرئيس السابق حامد كرزاي، ووزير الدولة لشؤون السلام سيد سادات نادري، ونائب الرئيس السابق كريم خليلي.

 ومع تكثيف "طالبان" هجماتها في أفغانستان، تتوسع هيمنة الحركة على أراضي البلاد بسرعة كبيرة، وتحتفظ القوات الحكومية بالسيطرة الكاملة على نحو 20% فقط من الأقضية، وفق ما تقوله الحركة.

وتسيطر "طالبان" حالياً على أكثر من 160 قضاء من أصل 407، وتبسط سيطرتها على تلك المناطق، وضمنها مراكزها، بحسب مصادر محلية.

 يشار إلى أنّ القوات الأمريكية بدأت بالانسحاب من أفغانستان منذ أول أيار (مايو) الماضي لإنهاء أطول حرب أمريكية، وذلك تنفيذاً لـ"اتفاق الدوحة"، المبرم أواخر شباط (فبراير) 2020، بين واشنطن وحركة "طالبان".

 

عبد الله يعرب عن أمله في تحقيق نتائج مهمة بشأن استئناف المفاوضات مع "طالبان" في ظل تصاعد العنف بأفغانستان

 

 واستضافت الدوحة المفاوضات الأفغانية التي انطلقت في أيلول (سبتمبر) الماضي، ولكنها لم تُحدث اختراقاً يُذكر في ظل الخلافات بين الفرقاء الأفغان (الحكومة وطالبان).

مصادر مطلعة أشارت في تصريح صحفي نقله موقع "ميديل إيست أون لاين" إلى أنّ المفاوضات تتراجع مع تقدم طالبان في ساحة المعركة.

وأكدت مصادر دبلوماسية أنّ الحركة الإسلامية المتشددة تسعى للحصول على أي اعتراف دولي من خلال مفاوضات الدوحة.

ويرى محللون أنّ الحملة العسكرية التي تشنّها طالبان بحجمها وسرعتها، إلى جانب انعدام قدرة القوات الحكومية على كبح تقدّم المتمردين، نسفت كل الآمال التي كانت معلّقة على إنتاج محادثات السلام إطاراً لتقاسم السلطة قبل موعد إنجاز الانسحاب العسكري الأمريكي بنهاية آب (أغسطس).

لكنّ المحلل في "مجموعة الأزمات الدولية" قال لوكالة الصحافة الفرنسية: إنه يعتقد أنّ "طالبان ما تزال تفضّل المسار السياسي"، على الرغم من أنه لا يحقق كل أهدافها، وأضاف: "لكن إذا تعذّر ذلك، فهم يريدون إبقاء الخيار العسكري قائماً".

أمّا عن الموقف الروسي، فقد قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف: إنه "ليس هناك خطر من استيلاء حركة "طالبان" على السلطة".

 

مصادر دبلوماسية تؤكد أنّ حركة طالبان المتشددة تسعى للحصول على أي اعتراف دولي من خلال مفاوضات الدوحة

 

وأضاف كابولوف في مقابلة مع "الأناضول" أنّ "أكثر الاشتباكات نشاطاً تحدث في المقاطعات الشمالية المتاخمة لدول آسيا الوسطى الحليفة والشريكة لروسيا".

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أنّ مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان "فشلت".

وقال في تصريحات نقلتها وكالات أنباء روسية: إنه رغم محاولة الرئيس الأمريكي جو بايدن "تصوير الوضع بشكل أكثر إيجابية، الجميع يعلم أنّ المهمة فشلت".

وقبيل هذه التصريحات قال لافروف: إنّ "التدهور السريع للوضع في أفغانستان" يعود إلى "الانسحاب السريع للقوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي"، ممّا زاد "عدم اليقين العسكري والسياسي"، محذراً "في ظل الظروف الحالية من خطر حقيقي لامتداد عدم الاستقرار إلى الدول المجاورة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية